الإثنين, 17-مايو-2010
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
لدينا جمعية اسمها »جمعية علماء اليمن«، وبمجرد ذكرها ينصرف الذهن جهة العارفين بالشريعة الإسلامية وحدهم، والذكور فقط.. ويتعين أن يقترن الاسم الرسمي للجمعية بالعلم الذي يعرفونه أو يعلمونه، كأن تسمى »جمعية علماء الشريعة اليمنيين«، أما أن تبقى »جمعية علماء اليمن« هكذا مفتوحة أو مطلقة كأن القوم عالمون بالغيب والشهادة، فهذا أمر لا يستقيم.. ولا بأس أن تسمى »جمعية علماء وعالمات اليمن« لتضم علماء الشريعة والفلك والكيمياء والبيئة من الجنسين والعلماء والعالمات في الطب والرياضيات وعلوم النفس والمناهج والاجتماع والفيزياء والسياسة وغيرهم، وأن لا ينتسب إلى هذه الجمعية سوى الضليعين والضليعات في العلوم المتخصصين بها، فمن غير المعقول أن ينتسب إلى الجمعية من لا يجيد اللغة والنحو ثم يقال إنه »عالم« في الشريعة لمجرد أنه يحفظ مأثورات.. العالم بالشريعة هو صانع فكر فقهي، ولا يعمل ذلك‮ ‬ولا‮ ‬يقرر‮ ‬شيئاً‮ ‬دون‮ ‬أخذ‮ ‬رأي‮ ‬المتخصصين‮ ‬بفروع‮ ‬العلوم‮ ‬الأخرى‮ ‬التي‮ ‬صارت‮ ‬مرتبطة‮ ‬ارتباطاً‮ ‬قوياً‮ ‬مع‮ ‬العلوم‮ ‬الشرعية‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮ ‬المعاصر‮..‬
> واحد يحمل ثقافة النووي بشأن جواز مفاخذة الرضيعة لا يمكنه تقرير ذلك في المجتمع المعاصر ومن دون عرض تقريره ومراجعته أمام العالِم بالطب والعالِم بعلم النفس وكذلك علم الاجتماع وكذلك القانون الدولي والاتفاقيات الدولية..
واحد يسمّي نفسه »عالم« وفي الوقت نفسه يصوت في كل اتجاه »شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار«.. كيف يسمى عالماً وهو الذي أغلق الأبواب أمام المتغيرات أو تجاهل »المحدثات« اليومية التي تستجد..؟ فمهمة العالم أن يجتهد ويبين موقفاً مناسباً للشريعة يتناسب مع الشريعة واحتياجات المجتمع العصري.. أن يوجد مخرجاً من المأزق ويزيل الحرج، ليس لمجرد المواكبة المنفلتة بل من خلال القراءة المعمقة لنصوص القرآن واستبعاد المأثورات والتقاليد.
> وحتى لو ظلت »جمعية علماء اليمن« مغلقة هكذا كما هي لرجال الشريعة، يتعين على رئيسها وأغلبية أعضائها أن يعملوا من أجل ارساء تقليد واضح ومحترم من قبل الجميع حتى في ظل اختلاف وجهات نظرهم وآرائهم.. أعني أن يعبّروا حول اشكاليةٍ ما تعبيراً جماعياً لكي يتقبله المؤمنون.. فالجمهور في اليمن- ولا تستخفوا به- يدرك أولاً أن هذا الجمع الكبير من العلماء في »الجمعية« ليس كله »علماء« لأن تكوين ونظام الجمعية لا يساعد على تحديد هوية محددة أو قائمة بأسماء علماء بمعنى علماء.. أو بمعنى الكلمة!
يخرج أحد أعضاء الجمعية أو نفر منهم ببيان وفتوى معينة تعبر عن مواقفهم السياسية.. ومعرفتي بتوجهاتهم وأهدافهم كافية لعدم تلقّي البيان أو الفتوى بالقبول من قبل الجمهور.. ويبدو أن »جمعية علماء اليمن« تركن لهذا ولذلك تسكت.. بينما سكوتها موقف سلبي ويضر بها، خاصة وأن‮ ‬البيانات‮ ‬والفتاوى‮ ‬تلك‮ ‬تصدر‮ ‬باسم‮ »‬علماء‮ ‬اليمن‮«.. »‬علماء‮ ‬اليمن‮« ‬دون‮ ‬ذكر‮ ‬اسم‮ ‬الجمعية‮.. ‬وأحياناً‮ ‬بدون‮ ‬ذكر‮ ‬اسماء‮ ‬الموقّعين‮ ‬على‮ ‬البيان‮ ‬أو‮ ‬الفتوى‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-15491.htm