الجمعة, 21-مايو-2010
حاوره: جمال مجاهد -
‮ ‬أكّد‮ ‬سفير‮ ‬جمهورية‮ ‬مصر‮ ‬العربية‮ ‬لدى‮ ‬بلادنا‮ ‬محمد‮ ‬مرسي‮ ‬عوض‮ ‬أن‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬أصبحت‮ ‬راسخة‮ ‬الجذور‮ ‬وجزءاً‮ ‬مهماً‮ ‬من‮ ‬الرصيد‮ ‬العربي‮ ‬والقومي‮ ‬الذي‮ ‬نفتخر‮ ‬به‮. ‬
وقال‮ ‬السفير‮ ‬المصري‮ ‬في‮ ‬حوار‮ ‬مع‮ »‬الميثاق‮«: ‬إن‮ ‬الوحدة‮ ‬لها‮ ‬دور‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬تحقيق‮ ‬التنمية‮ ‬والاستقرار،‮ ‬والاحتفال‮ ‬بمرور‮ ‬عقدين‮ ‬من‮ ‬الزمان‮ ‬على‮ ‬إعادة‮ ‬تحقيقها‮ ‬يكتسب‮ ‬أهمية‮ ‬خاصة‮. ‬
واعتبر‮ ‬السفير‮ ‬المصري‮ ‬أن‮ ‬الوحدة‮ ‬لا‮ ‬تواجه‮ ‬أخطاراً‮ ‬وليست‮ ‬في‮ ‬خطر،‮ ‬وإنما‮ ‬تواجه‮ ‬تحديات‮ ‬كبيرة‮ ‬جزء‮ ‬كبير‮ ‬منها‮ ‬يرتبط‮ ‬بظروف‮ ‬اقتصادية‮ ‬عالمية‮. ‬
وأكّد السفير عوض دعم مصر الكامل قيادةً وحكومةً وشعباً لكافة الجهود الرامية إلى الحفاظ على الوحدة وتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن، كما عبّر عن رفض بلاده لأي تدخّل خارجي في الشئون الداخلية لليمن.
حوار‮:‬جمال‮ ‬مجاهد‮ ‬
< كيف ترون مناسبة الاحتفال بالعيد الوطني الـ 20 للجمهورية اليمنية ومرور عقدين على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة يوم 22 مايو 1990، والتي تعدّ خطوة تاريخية على طريق تحقيق الوحدة العربية الشاملة؟
- في البداية أنتهز هذه المناسبة العظيمة وأتقدّم باسمي وبالنيابة عن زملائي أعضاء السفارة وأبناء الجالية المصرية في بلدهم الثاني اليمن، بخالص التهنئة لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح والحكومة والشعب اليمني الشقيق، ونتمنّى لليمن كل الخير والأمن والأمان والاستقرار‮ ‬والازدهار‮ ‬على‮ ‬الدوام‮. ‬
أما فيما يتعلّق بسؤالك عن مغزى الاحتفال بهذه المناسبة، فنعتقد أن الذكرى العشرين للوحدة اليمنية ذكرى غالية على الجميع حيث تحقّقت الوحدة بين شطري اليمن وكان لها دور كبير في تحقيق التنمية والاستقرار في هذا البلد الشقيق، وأصبحت الوحدة اليمنية أحد أهم النماذج الناجحة‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬العمل‮ ‬المشترك‮ ‬وتجربة‮ ‬يحتذى‮ ‬بها،‮ ‬كما‮ ‬أنها‮ ‬أصبحت‮ ‬راسخة‮ ‬الجذور‮ ‬وجزءاً‮ ‬مهماً‮ ‬من‮ ‬رصيدنا‮ ‬العربي‮ ‬والقومي‮ ‬الذي‮ ‬نفتخر‮ ‬به‮. ‬
الاحتفال بالوحدة اليمنية في هذه الفترة يكتسب أهمية خاصة بعدما تردّد من قبل البعض عن دعوات للانفصال والتدخّل الخارجي في شئون اليمن وغيرها من الدعوات التي تستهدف تمزيق وتجزئة اليمن والعودة بالأوضاع إلى ما قبل الوحدة، وبالتالي فإن الاحتفال بالوحدة وإبراز منجزاتها‮ ‬يعد‮ ‬خطوة‮ ‬مهمة‮ ‬للتأكيد‮ ‬على‮ ‬التمسّك‮ ‬بالوحدة‮ ‬وصونها‮ ‬والدفاع‮ ‬عنها‮ ‬وحماية‮ ‬ما‮ ‬حقّقته‮ ‬لليمن‮ ‬من‮ ‬أمن‮ ‬واستقرار‮ ‬وتنمية‮ ‬في‮ ‬كافة‮ ‬المجالات،‮ ‬وما‮ ‬رافقها‮ ‬من‮ ‬ديمقراطية‮ ‬وتعددية‮ ‬سياسية‮ ‬وتعزيز‮ ‬حقوق‮ ‬الإنسان‮. ‬

تحديات‮ ‬
‮< ‬هل‮ ‬تعتقدون‮ ‬بوجود‮ ‬أخطار‮ ‬تهدّد‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية،‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬أعمال‮ ‬العنف‮ ‬المسلّح‮ ‬التي‮ ‬يقوم‮ ‬بها‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬بالحراك‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬المناطق‮ ‬بالمحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬والشرقية،‮ ‬والمتمرّدين‮ ‬الحوثيين‮ ‬في‮ ‬محافظة‮ ‬صعدة؟‮ ‬
- ربما يكون هذا السؤال مدخلاً طيباً للحديث عن العلاقات المصرية اليمنية في مجملها، لكن قبل أن أتحدّث عنها، أود أن أؤكّد رداً على سؤالك حول أن الوحدة اليمنية تتعرّض لأخطار، أو أن الوحدة في خطر، أنا لا أرى ذلك، ولكن أرى أن هناك تحديات كبيرة تواجه اليمن الموحّد. جزء كبير من هذه التحديات لا يرتبط باليمن ولكن يرتبط بظروف اقتصادية عالمية والأزمة المالية العالمية التي ألقت بتداعياتها السلبية على كل دول العالم ومنها اليمن بالطبع. لا ننكر وجود بعض التحديات وبعض القضايا التي أسهمت سلباً في مسيرة الاستقرار في اليمن في الفترة الماضية، ومنها الحرب في صعدة والتوتّرات في جنوب اليمن ودعوات البعض للعصيان والتطرّف في الدعوة إلى مطالب انفصالية، وهي تحديات ندرك حقيقتها، والقيادة اليمنية أقرّت بوجود بعض القصور في المعالجات الخاصة ببعض الملفات المهمة في اليمن.. وما لمسناه من الأشقاء في القيادة والحكومة اليمنية أن هناك رغبة حقيقية في التعاطي الجاد مع هذه المشاكل فيما يتعلّق بقضايا الحوار الوطني والإصلاحات السياسية والاقتصادية وتركيز جهود التنمية في المناطق والمحافظات البعيدة والاهتمام بالتنمية في جنوب اليمن ومعالجة قضايا أبناء الجنوب ووضع حد لجولة الحرب الأخيرة في صعدة وقرار الحكومة وقف إطلاق النار بعد أن استجاب الحوثيون للشروط الستة وممارسة سياسة النفس الطويل بهدف تثبيت وقف إطلاق النار وبدء جهود إعادة الإعمار والتنمية في صعدة. وبالتالي فإن هناك توجّهاً نلمسه جميعاً لدى القيادة اليمنية في معالجة الملفات الداخلية. وهذه التحديات لا نستطيع أن نصفها بأنها مخاطر حقيقية تهدّد الوحدة من وجهة نظرنا، بل على العكس نحن في مصر قيادةً وحكومةً وشعباً ندعم تماماً كافة الجهود الرامية إلى الحفاظ على الوحدة وتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن. ونحن بذلنا دمنا الغالي رخيصاً من أجل الوحدة اليمنية وتدعيم الأمن والأمان والاستقرار والتنمية في اليمن التي هي امتداد استراتيجي لمصر، وأمن اليمن واستقرارها وتنميتها جزء لا يتجزّأ من أمن مصر واستقرارها وتحقيق التقدّم فيها، وبالتالي فإننا ندعم وبشدة كافة الجهود اليمنية التي‮ ‬من‮ ‬شأنها‮ ‬الحفاظ‮ ‬على‮ ‬الوحدة‮ ‬وصونها‮ ‬وتواصل‮ ‬منجزاتها،‮ ‬حيث‮ ‬أن‮ ‬الوحدة‮ ‬والاستقرار‮ ‬هما‮ ‬السبيل‮ ‬الوحيد‮ ‬لتحقيق‮ ‬التنمية‮ ‬واستقطاب‮ ‬الاستثمارات‮ ‬والنهضة‮ ‬في‮ ‬المجالات‮ ‬الاجتماعية‮ ‬والثقافية‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬المجالات‮. ‬
ونتمنّى‮ ‬لليمن‮ ‬الشقيق‮ ‬التغلّب‮ ‬على‮ ‬كافة‮ ‬التحديات‮ ‬السياسية‮ ‬والاقتصادية‮ ‬التي‮ ‬تواجهه‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المرحلة،‮ ‬ومصر‮ ‬لم‮ ‬ولن‮ ‬تتوانَ‮ ‬إطلاقاً‮ ‬عن‮ ‬تقديم‮ ‬كافة‮ ‬أوجه‮ ‬الدعم‮ ‬والمساندة‮ ‬اللازمة‮ ‬لليمن‮ ‬لتجاوز‮ ‬تلك‮ ‬التحديات‮. ‬

علاقات‮ ‬عميقة‮ ‬
أما فيما يتعلّق بالعلاقات المصرية اليمنية فهي موضوع قد يحتاج إلى أيام ومحاضرات ومؤتمرات وندوات كثيرة لتغطية مختلف جوانبها، سواءً أتاريخياً أم في العصر الحديث والمعاصر.. لكن نكتفي فقط بما وصلت إليه العلاقات المصرية اليمنية الآن، ونستطيع أن نقول بكل فخر أنها علاقات تعتبر مثالاً يحتذى به في العمل العربي المشترك. هناك تنسيق وتعاون كامل ومستمر على كافة المستويات بين القيادة السياسية في مصر واليمن، وخاصةً وأن هناك لقاءات وتشاوراً وتعاوناً متواصلاً ما بين فخامة الرئيس محمد حسني مبارك وأخيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، وكذا التواصل على مستوى وزيري الخارجية في البلدين ورئيسي الوزراء وكافة الوزراء وهناك لجان وأطر مؤسسية تنظّم العلاقات المصرية اليمنية وهي اللجنة العليا المشتركة، وبالتالي فإن العلاقات الثنائية علاقات متميّزة وكان آخر مظاهرها حرص فخامة الرئيس علي عبدالله صالح على أن يكون أوّل المهنّئين للرئيس حسني مبارك بسلامة عودته إلى أرض الوطن بعد العملية الجراحية الناجحة التي أجراها في ألمانيا، وهي خطوة رمزية تعبّر عن مدى عمق وحميمية العلاقات بين مصر واليمن.
العلاقات اليمنية المصرية في تجدّد دائم وقوية ومتينة في مختلف المجالات، ومصر قدّمت كل ما هو غال ونفيس لليمن كما ستقدّم أيضاً كل ما تستطيع من أجل الحفاظ على مكاسب الثورة اليمنية والجمهورية وأمن واستقرار ووحدة اليمن.
العلاقات المصرية اليمنية متشعّبة وتغطي كافة المجالات وتنظّمها لجنة عليا مشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين تنبثق عنها لجنة للمتابعة تجتمع دورياً، وكان آخر اجتماع لها يومي 14 و15 أبريل الماضي في القاهرة برئاسة وزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا عن الجانب المصري، والدكتور يحيى المتوكل وزير الصناعة والتجارة عن الجانب اليمني، وبحثت اللجنة كافة الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تدعيم وتطوير العلاقات الثنائية وتوسيعها لتشمل مزيداً من المجالات، والإعداد أيضاً للجنة العليا المشتركة التي ستعقد هذا العام برئاسة رئيسي وزراء البلدين. وبالتالي هناك تقدّم كبير ويكفي للتدليل على ذلك أن الأزمة الاقتصادية العالمية أثّرت سلباً على تدفّق التجارة العالمية، وحجم التجارة بين دول كثيرة قد انخفض، إلا أن أقل انخفاضاً في معدّلات التجارة لمصر كان مع اليمن، حيث إن حجم التجارة خلال الفترة الماضية لم يتأثّر كثيراً بالأزمة الاقتصادية وهذا يدل على أن هناك تنامياً في العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، فضلاً عن العلاقات الثقافية والعلمية والأكاديمية، وهناك أمثلة كثيرة تؤكّد هذا التنامي.
هناك أيضاً جهود كبيرة بذلت لتحقيق بعض الخطوات الإيجابية تنفيذاً لتوصيات ومقرّرات اللجنة المشتركة كان منها الاتفاق على إنشاء شركة صيد مصرية يمنية مشتركة، وسيتوجّه إلى القاهرة خلال أيام وفد يمني من المستثمرين لوضع اللمسات النهائية لإنشاء هذه الشركة، وهناك أيضاً‮ ‬مشاريع‮ ‬مشتركة‮ ‬في‮ ‬مجالات‮ ‬كثيرة‮ ‬بين‮ ‬مصر‮ ‬واليمن‮ ‬ستشهدها‮ ‬الفترة‮ ‬القادمة‮. ‬
طبعاً هذا الحديث لا يعني أبداً أننا راضون عمّا وصلت إليه العلاقات المصرية اليمنية في شقّها الاقتصادي، حيث نعتقد بأن هناك آفاقاً كبيرة لمضاعفة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين أضعافاً مضاعفة، كما أن هذا التنسيق والتعاون والتقاء وجهات النظر في العديد من القضايا بين مصر واليمن يتيح مجالاً كبيراً لتنمية العلاقات في المجالات الأخرى وبالتالي فإننا نأمل أن يرقى حجم العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر واليمن وكذلك العلاقات الثقافية والعلمية والتعليمية والأكاديمية وغيرها إلى ذلك المستوى المتميّز الذي عليه‮ ‬الآن‮ ‬علاقات‮ ‬البلدين‮ ‬في‮ ‬شقّها‮ ‬السياسي‮. ‬

تدخّلات‮ ‬خارجية‮ ‬
< الحكومة تتّهم أطرافاً إقليمية بمحاولة التدخّل في الشئون الداخلية لليمن.. كيف توضّح موقف مصر تجاه هذه القضية، خاصةً وأن عدداً من المسئولين المصريين تحدّثوا عن دور لأطراف إقليمية في قضايا المنطقة؟
- نحن موقفنا واضح ومحدّد وهو أولاً الدعم الكامل لليمن في مواجهة التحديات التي تتعرّض لها في هذه المرحلة سواءً على المستوى الداخلي أو على مستوى جهود مكافحة الإرهاب والقرصنة وغير ذلك. ثانياً أن مصر ترفض أي تدخّل خارجي في الشأن اليمني يتعارض والمصالح العليا اليمنية ويتعارض مع سيادة اليمن واستقراره، وبالتالي فإننا ننسّق بالكامل مع الأشقّاء في اليمن تحرّكاتنا الخارجية ونشارك بفعّالية وبقوة في كافة المحافل والمنتديات المعنية بالشأن اليمني والإقليمي، وهدفنا فيها واحد وهو دعم موقف الأشقّاء في اليمن.. وبالتالي فهناك نقطتان رئيسيتان، الأولى أن القيادة اليمنية تدرك جيدّاً وحريصة على عدم التدخّل الخارجي في شئون اليمن الداخلية. والثانية أننا ندعم اليمن بالكامل في هذا التوجّه وهذا ليس بالقول وإنما بالعمل وبالتنسيق المتواصل على كافة المستويات وهدفنا هو دعم الأشقّاء ودعم موقفهم‮ ‬في‮ ‬جميع‮ ‬المحافل‮. ‬

تنسيق‮ ‬لمحاربة‮ ‬القرصنة
‮< ‬مكافحة‮ ‬الإرهاب‮ ‬والقرصنة‮ ‬البحرية‮ ‬في‮ ‬البحر‮ ‬الأحمر‮ ‬وخليج‮ ‬عدن‮ ‬والبحر‮ ‬العربي،‮ ‬ملفّان‮ ‬مشتركان‮ ‬بين‮ ‬اليمن‮ ‬ومصر‮.. ‬كيف‮ ‬تقيّم‮ ‬مستوى‮ ‬التنسيق‮ ‬والتعاون‮ ‬بين‮ ‬البلدين‮ ‬في‮ ‬هذين‮ ‬الملفّين‮ ‬المترابطين؟‮ ‬
- هناك تعاون متواصل ومستقر منذ فترات طويلة ما بين مصر واليمن ودول عربية أخرى، في المجال الأمني، ولدينا تعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون في نشر الفكر المعتدل والتعاون في مجال إبراز الصورة الحقيقية للمسلم. وبالتالي فإن التعاون المصري اليمني قائم على كافة المحاور. وفيما يتعلّق بكيفية معالجة ظاهرة القرصنة البحرية أيضاً هناك التقاء كامل في وجهات النظر بين البلدين، بما في ذلك إيجاد حل جذري للقضية الصومالية التي تمثّل مصدراً أساسياً من مصادر تغذية القرصنة في المنطقة، كما أن مصر واليمن والدول العربية الأخرى المطلّة على البحر الأحمر لها وجهة نظر تكاد تكون واحدة فيما يتعلّق بالتعاطي مع ظاهرة القرصنة ومحاربتها وتحقيق الأمن في هذه المنطقة الحيوية من العالم، والتي تعتبر مسئولية الدول المطلّة على البحر الأحمر في المقام الأول، وبالتالي فهناك تنسيق بين مصر وكل من اليمن‮ ‬والسعودية‮ ‬وبقية‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬فيما‮ ‬يتعلّق‮ ‬بهذا‮ ‬الملف‮ ‬المهم‮. ‬
طبعاً نحن موقفنا معروف، مصر من أوائل الدول التي عانت من الإرهاب ومن التطرّف الفكري، وكان لنا تجربة كبيرة وطويلة في التعامل مع الفكر المتطرّف والمنحرف عن جادة الصواب، ونجحنا بفضل المعالجات الفكرية والثقافية والاقتصادية إلى جانب الأمنية بدرجة كبيرة في مواجهة‮ ‬الإرهاب‮. ‬وهناك‮ ‬تعاون‮ ‬وتنسيق‮ ‬مع‮ ‬اليمن‮ ‬أيضاً‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الشأن‮ ‬لأن‮ ‬الإرهاب‮ ‬آفة‮ ‬عالمية‮ ‬لا‮ ‬تهدّد‮ ‬فقط‮ ‬اليمن‮ ‬ولكنها‮ ‬تهدّد‮ ‬أيضاً‮ ‬مصر‮ ‬ودول‮ ‬المنطقة‮ ‬والعالم‮ ‬أجمع‮. ‬
ولكننا في كافة معالجاتنا لأبعاد ظاهرة القرصنة والإرهاب نحرص دائماً على أن تكون هذه المعالجات متّسقة مع القانون الدولي والقواعد المستقرّة عالمياً، وعدم تعارضها مع مفهومنا للسيادة وعدم التدخّل في شئوننا الداخلية، وعدم التدخّل بأي شكل من الأشكال في رؤيتنا لموروثاتنا‮ ‬الثقافية‮ ‬والقيمية‮ ‬والحضارية‮ ‬عندما‮ ‬نتعامل‮ ‬مع‮ ‬بعض‮ ‬الجوانب‮ ‬المرتبطة‮ ‬بهذه‮ ‬الظاهرة‮. ‬
‮< ‬هل‮ ‬أنتم‮ ‬متفائلون‮ ‬بالمستقبل؟‮ ‬
‮- ‬إننا‮ ‬نرى‮ ‬المستقبل‮ ‬طيّباً‮ ‬ومبشّراً‮ ‬في‮ ‬اليمن،‮ ‬وهناك‮ ‬نشاط‮ ‬إيجابي‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬ومصر‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬في‮ ‬اتّجاه‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬الإصلاحات‮ ‬والديمقراطية‮ ‬والتنمية‮. ‬
أنا متفائل بشأن مستقبل اليمن ومستقبل الوحدة اليمنية، وأكرّر تهنئتنا لليمن قيادةً وحكومةً وشعباً في الذكرى العشرين للوحدة، وتمنياتنا لليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه كل الخير والأمان والتقدّم والاستقرار.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-15599.htm