عبدربه منصور هادي-نائب رئيس الجمهورية -
من دون أدنى شك أن العيد العشرين لقيام الجمهورية اليمنية الفتية يمثل إشراقة وهَّاجة، لأنه جاء مفعماً بالكثير من الإنجازات والمكاسب وبصورة شكلت متغيراً إيجابياً عظيماً في حياة شعبنا اليمني الأبي.
ومن الواضح للعيان أن مسار التطور والنهوض في وطن الثاني والعشرين من مايو قد مضى بقوة، فيما عجلة التطور والنمو لم تتوقف لحظة واحدة على الصعيدين التنموي (بشقيه الاقتصادي والخدمي)، والنهج الديمقراطي بكل أركانه وجوانبه، ولم تؤثر عليها محاولات التشويش التي تظهر من فينة إلى أخرى بهدف تعطيل مسار العمل التنموي والإنجاز النهضوي.
نعم، عقدان من زمن الوحدة - زمن اليمن الجديد، وطن الثاني والعشرين من مايو المجيد - كانا مفعمين بالحيوية والعطاء المتجدد، على مختلف مستويات العمل والإنتاج.. وعلاماتها واضحة للعيان بكل الشواهد البارزة، وليس بخاف على أحد أن اليمن اليوم غيره في الماضي القريب والبعيد، غير ما قبل 22 مايو 1990م، فثمة إنجازات ومكاسب عظيمة شملت كل مناحي الحياة وشكلت قفزات نوعية، وهذه حقيقة ساطعة يعرفها ويقدرها الشقيق والصديق، القريب والبعيد، وعلى مختلف مناحي البنية التحتية والتي تم التركيز عليها في خطط التنمية كونها أساس التطور النوعي اجتماعياً ومعيشياً واقتصادياً، وهي المشروعات التي تشكل انطلاقة قوية نحو بناء المستقبل الأفضل.
وفي الواقع جاء اهتمام الدولة والحكومة بهذه المشاريع بهدف التعويض عن الحرمان الذي عاشته اليمن إبان المراحل الماضية وبهدف وصول خيرات الوحدة اليمنية إلى كل مناطق ومحافظات الوطن إعادة وحدة الوطن - الأرض والإنسان - وإن كانت من أعظم المنجزات الاستراتيجية على الإطلاق، بعد أن كانت حلماً وأملاً للملايين من أبناء الوطن الذين قدم الكثير منهم المهج والأرواح من أجل ذلك الحلم العظيم، وكذلك من أجل الحفاظ على هذا المكسب الوطني الاستراتيجي الكبير.
والجميع يدرك أيضاً أن قيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو المجيد مثل عامل أمن واستقرار ليس على الساحة الوطنية فحسب بل وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، وكان إشراقة جبارة في زمن الانكسارات والحسرة، وميلاداً لأعظم إنجاز وإصلاح اجتماعي وثقافي واقتصادي في التاريخ اليمني الحديث والمعاصر، بل وإعادة اعتبار للتاريخ الحضاري اليمني التليد.
وأصبحت اليمن في ظل راية الوحدة والديمقراطية تعانق المجد والرفعة وتطاول العظمة والسمو، وأخذت مكانها بين الأسماء الكبيرة والمؤثرة وتوهج بريقها بكل الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبات على أبناء شعبنا بكل فئاتهم وانتماءاتهم وشرائحهم السياسية والثقافية والجغرافية مسؤولية التطور والنهوض ورفض الأفكار والأصوات النشاز المعادية لتطلعات وآمال أبناء شعبنا الأبي في التطور والنهوض، بل ومواجهة أصحاب تلك الأصوات النشاز بمختلف الوسائل المتاحة وفي مقدمة ذلك منطق الحق ومنطق قوة الانتماء والإيمان بكل الثوابت الوطنية، وهنا لا بد أن نؤكد أن الذين استمرأوا سلوك الفوضى والهدم والخروج على القانون والنظام والثوابت الوطنية سيكون حسابهم عسيراً وسيدفعون الثمن غالياً تحت طائلة النظام والقانون، وإذا تمكنوا من الإفلات اليوم فسيكون الغد كفيلاً بهم ولن تسقط أية جريمة من العقاب، وقد بات واضحاً لكل ذي بصيرة أن هؤلاء النفر المغرر بهم ينفذون أجندات لمؤامرات خارجية ويسيئون لوطنهم بارتكابهم الأعمال المخلة بالأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع ويؤثرون على مسار التنمية والتطور في مناطقهم بالدرجة الأولى.
وهنا أعتقد بضرورة التذكير بأن الذين واجهوا الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر سواءً مع النظام الكهنوتي الرجعي الذي كان جاثماً في شمال الوطن أو عملاء وأذناب الاستعمار في جنوب الوطن قد انهزموا وانتهوا إلى مزابل التاريخ، وهو المصير الحتمي لأعداء الوحدة والأمن والاستقرار في وطن الثاني والعشرين من مايو المجيد، ومسيرة العطاء والإنجاز ستمضي بكل قوة نحو التحولات التنموية والنهضوية لصنع التحولات على مختلف الصعد الحياتية وتجاوز الماضي بكل مآسيه.
وطالما أن الحديث في حضرة البهجة والسرور وبحلول العيد الوطني العشرين عيد الوحدة والوئام، فلا يفوتنا هنا التطرق إلى الجانب الملازم والتوأم وهو النهج الديمقراطي في ظل التعددية الحزبية وحرية الصحافة وتعدد المنابر ومنظمات المجتمع المدني فقد أصبح لليمن تجربة ديمقراطية، وإنْ كانت ناشئة إلاَّ أنها انطلقت بثبات وبإصرار، خصوصاً أن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تؤمن إيماناً عميقاً بأن النهج الديمقراطي هو الضمان الأمثل لممارسة كافة الحقوق السياسية لكل ألوان الطيف مهما تنوعت وتعددت.
كما أن النهج الديمقراطي الرديف المنطقي للتنمية والتطور والمضي في هذا النهج بكل أركانه يحقق نجاحات مشهودة وبفضل الوعي الوطني والسياسي لشعبنا أصبح مسار الديمقراطية في اليمن متجذراً في السلوك العام والتنافس على أشده على مستوى البرلمان والمجالس المحلية والانتخابات الرئاسية وكان آخرها الانتخابات النصفية التي جرت على مستوى المجالس المحلية في كل محافظات الجمهورية ومديرياتها.
ولا يسعنا في هذه التناولة في صحيفة »الوحدة« الأسبوعية الغراء، إلاَّ أن نزف أزكى التحايا وأطيب الأماني لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وكافة أبناء شعبنا بهذه المناسبة الغالية على كل اليمانيين، واللّه من وراء القصد.