احمد الرمعي -
"لو خيَّروني بين الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس وبين وليم شكسبير لاخترت وليم شكسبير"
رئيس وزراء بريطاني سابق
لاتوجد أمة من الأمم تحقر مبدعيها وتعاملهم كدراويش كما نفعل نحن.. وإلا مامعنى الحكم الصادر بحق الزميل كمال علي العلفي رئيس تحرير صحيفة "الرأي العام" والذي قضى بحبسه لمدة عام مع النفاذ وإغلاق صحيفته ومنعه من الكتابة لمدة ستة اشهر، والفقرة الاخيرة اغرب شيء في الحكم لأنني لوكنت مكان القاضي واردت معاقبة الزميل كمال لحكمت عليه بأن يكتب يومياً لمدة ستة اشهر دون توقف وإلا يتم اتخاذ كافة الاجراءات بحقه.
إن هذا الحكم والذي اعتبره جائراً – مع احترامي لأحكام القضاء والقضاة – يأتي ليضيف معاناة جديدة لمعاناة الصحافيين في هذا الوطن وكأنه لايكفي الصحفي مايقاسيه من شظف في العيش وشحة في المعلومة ونظرة المجتمع الدونية له، واقصد هنا كل العاملين في بلاط صاحبة الجلالة لا استثني منهم احداً سواء منهم من كان يعمل في صحف تابعة للأحزاب او في وسائل الاعلام الرسمية أو الأهلية.. فكل الصحافيين في الهم "طماطيس" لأن همومنا واحدة وتطلعاتنا واحدة وهي هموم الانسان في هذا الوطن وإن كنا نختلف في الطريقة التي نوصل بها تلك التطلعات والهموم.
اعود إلى قضية الحكم الصادر بحق الزميل كمال العلفي والذي لا ادري أي مسوغ قانوني او شرعي استند إليه القاضي عند إصداره مثل هذا الحكم، فإن كان الرجل حقاً قد اعاد نشر الرسوم المسيئة للرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام فالقاعدة الفقهية تقول: "إن ناقل الكفر ليس بكافر" هذا اذا افترضنا انه قد قام بذلك، ونعلم جميعاً أن كل ماقام به العلفي هو نشره مقالاً في صفحة كاملة كان القصد منه الدفاع عن رسول البشرية ونصرة له ضد الرسوم المسيئة التي نشرتها الصحف الدنماركية، وإن كان قد نشر بعضها بشكل مصغر لاتكاد العين تميزه وضمن مادة صحفية من أجل التوضيح للقارئ اليمني.. فهل يكون مصيره غياهب السجون مع المجرمين والقتلة وقطاع الطرق وكأنه قد "جاء شيئاً إدا"!.
إيها السادة إن كمال العلفي صحفي لايملك غير قلمه وإن حكمكم هذا بحقه حكم على حرية الكلمة وحرية الرأي وحرية الصحافة وحريتنا نحن أبناء قبيلة الصحافة التي مافتئ فخامة الأخ الرئيس حفظه الله يؤكد عليها في كل مناسبة.. فالمجرمون وخاطفو السياح ومرتكبو الأعمال الارهابية والفاسدون أحق بهذا الحكم منه.. فهل أنتم فاعلون؟.