الميثاق نت/ غزة - رويترز - مياه البحر المتوسط عند شاطيء غزة هي بالكاد الأكثر صفاء وجاذبية حتى في أكثر الأيام صحوا. والبحر ساكن في أغلب الأحيان ولونه رمادي ضارب الى الخضرة بسبب كميات مياه الصرف التي تتسرب اليه. ويعتقد ان البحر قبالة ساحل غزة يلوث يوميا بما لا يقل عن 60 مليون لتر من مياه الصرف غير المعالجة أو المعالجة جزئيا.
لذلك فمن المثير للدهشة ان يرى شبان يرتدون ملابس الغوص يركبون الامواج في هذا الجزء من العالم الذي يفتقر الى الظروف المواتية لهذه الرياضة.
وفي كشك الإنقاذ على الشاطيء يتخذ هواة ركوب الأمواج في غزة مقرا لناديهم ويتدربون على هذه الرياضة التي عشقوها من خلال متابعتها في برامج التلفزيون. ثم اشترى كل منهم لنفسه ألواحا بسيطة وزهيدة الثمن للتزلج على الماء ليتدربوا على هذه الرياضة الشائعة في الغرب وليتعلموا المناورة فوق الامواج.
ويمارس محمد ابو جياب (32 عاما) الذي يعمل حارسا للشاطيء رياضة ركوب الامواج كثيرا.
واستوحى الشبان في غزة فكرة انشاء نادي ركوب الامواج في القطاع في الاصل من اسطورة هذه الرياضة دوريان باسكوفيتز الامريكي الذي يعيش في كاليفورنيا البالغ من العمر 89 عاما ويمارس ركوب الامواج منذ اكثر من 70 عاما. وكان باسكوفيتز قد قرأ مقالا عن مجموعة صغيرة من الرجال في غزة يمارسون تلك الرياضة فساعدهم على تحقيق حلمهم بانشاء ناد لها.
يضم النادي 40 عضوا كثير منهم بدون عمل لكنهم يحلمون بتغير الظروف ليتمكنوا من المشاركة في مسابقات دولية لركوب الامواج.
وقال أحمد أبو حصيرة عضو النادي انهم يطالبون بمساعدة أناس من الخارج للمشاركة في المسابقات.
وعزلت غزة عن العالم في ظل الحصار الخانق الذي شددته اسرائيل قبل ثلاث سنوات عندما استولت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على السلطة في القطاع الساحلي. واقتصاد القطاع الذي يعتمد بشدة على المعونات الخارجية مهلهل ويزيد معدل البطالة على 50 في المئة.
واتجه اعضاء فريق ركوب الامواج الى البحر للاسترخاء والهرب من الازمة السياسية والاقتصادية التي يعاني منها القطاع.
وعندما لا يكون الاعضاء في البحر يجلسون في استرخاء في مقر النادي بالكشك الموجود على الشاطيء ويناقشون أساليب ركوب الامواج ويحلمون بيوم يستطيعون فيه مغادرة غزة وممارسة رياضتهم في كاليفورنيا وينافسون على المستوى الدولي.
|