حسن احمد اللوزي -
قافلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة تسير قدماً بخطوات حثيثة ومدروسة لاتراجع عنها.. لتنفيذ ما تضمنته الخطة الخمسية الثالثة من أهداف واستراتيجيات وبرامج وسياسات ومشاريع جديدة.. بعد ان تم اقرارها من اعلى المستويات في ظل منهج كامل للبناء الديمقراطي والتطوير الانمائي والتغيير الاجتماعي وتعزيز بناء دولة المؤسسات واستثمار ما تعد به كنوز العلاقات الاخوية والانسانية على حد سواء فالتعاون ثروة هائلة على كل المستويات.. داخل المجتمع المحلي او على المستوى الوطني والقومي والانساني.
فمن هذا الفهم القيمي والحضاري ينظر العقلاء والمتفائلون.. والمصلحون حقاً.. لكل نجاح على صعيد التعاون بين الشعوب والامم كما بين الافراد والجماعات.. حيث قد تحتاج في مرحلة ما الدول الكبيرة والغنية مثل غيرها الى العون والمساعدة من قبل الدول الاخرى.. كما هي العلاقة بين الدولة الغنية والفقيرة في الميزان الحضاري.. ولانريد هنا ان نخوض في تفاصيل قضية آخر دولة عظمى هبت لنجدتها مجموعة الدول الثمان لتنقذها من كارثة محتملة في أواخر القرن المنصرم فكان ذلك تعبيراً عالمياً حضارياً على قوة التعاون والتكامل وعظمة المرامي والغايات الانسانية التي يتصف بها.. بل ويجسدها فالغاية الانسانية النبيلة وعطاء العلاقات المشتركة مصان عن التشويه.. أو المساس به مع سطوع نبل الاهداف والمقاصد وترجمتها في الواقع العملي.
نقول ذلك لتعزيز الثقة بعظمة وسيلة التعاون والشراكة التي صارت تتبعه بلادنا بنهج قيادي واضح وحكيم وسياسات تنفيذية منفتحة وعاقلة كمصدر حيوي وأساسي لتمويل المشاريع الانمائية..
ولنعبر عن اعتزاز الجميع بما تحقق في مؤتمر المانحين من نتائج ايجابية لها مابعدها من الثمار المباركة وقد كان بالفعل وثبة نحو مواجهة التحديات والتغلب على ماتبقى من تركة التخلف وبالأخص الصعوبات الاقتصادية وشحة الامكانات.. وان كان عبر توظيف العلاقات الخارجية البناءة وترجمة القيم الاخوية التكافلية وروح التعاون والشراكة الانسانية وكذلك لتأكيد الايمان الراسخ بأن قوة النجاح الكبير الذي تحقق في الممارسة الديمقراطية.. وترجمة الحرية السياسية في أصدق صورها لابد ان يكون له معناه الأعمق في صنع الانجازات الجديدة على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبتأثيرات ايجابية لاشك فيها مطلقاً يحكمها قانون الترابط بين التنمية والديمقراطية وفي ضوء الاسس الدقيقة والواضحة التي رسمها الدستور وتفصلها القوانين والوثائق التنفيذية المتمثلة في برامج العمل وأهمها وأبرزها في هذه المرحلة البرنامج الانتخابي لفخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والوثائق المترابطة به والمتضمنة للتصورات المنفذة له وقد غدا اليوم برنامج الشعب اليمني كله بقوة ارادة الناخبين الذين أعطوا ثقتهم الغالية لفخامة الاخ رئيس الجمهورية والقوة المعنوية الدافعة نحو الالتزام والتطبيق لبرنامجه الانتخابي الدقيق والشامل، الأمر الذي نؤكد معه بأنه صار لبلادنا اليوم وبالارادة الشعبية الحرة المتضافرة مع الارادة القيادية الرؤية الدقيقة الواضحة لاهداف ومهام العمل الوطني لتعزيز بناء الحاضر.. والتقدم نحو المستقبل كغاية وطنية حضارية.. تحتاج لتوظيف كل شيء وفي مقدمة ذلك الوقت كله في المنظور القريب والبعيد.. ولن يعطل هذه المسيرة المباركة.. ذلكم الجدل البيزنطي العقيم وتلكم الكلمات اليائسة المحبطة والتي ما يزال يلوكها.. ويرددها البعض من الذين لم يتعظوا او يتعلموا من درس الديمقراطية العظيم في يوم الاقتراع الخالد العشرين من سبتمبر الماضي.. يوم التتويج الرائع للاعراس الديمقراطية وقد زادهم مرضاً النجاح الكبير الذي تحقق في العاصمة البريطانية لندن في مؤتمر المانحين.. ذلكم النجاح الذي حمل في كل محتواه بشائر الاعراس التنموية والاقتصادية القادمة بإذن الله وقد جاءت تلكم النتائج متناغمة مع الاعراس الديمقراطية والتي هي طريق التقدم في تجسيد بناء اليمن الجديد.. والسير في الوجهة المستقيمة نحو المستقبل الأفضل.