الإثنين, 07-يونيو-2010
الميثاق نت -  ‬فيصل‮ ‬الصوفي -
< كثر الحديث عن الحوار والدعوة الى الحوار والمطالبة بالحوار، وصارت كلمة حوار أكثر الكلمات شيوعاً في اليمن، ومع ذلك الحوار الحقيقي مفقود، وعدم وجود هذا الحوار بين المؤتمر الشعبي وأحزاب المشترك بالدرجة الأولى أدى الى استمرار الجدل حول قضايا مصيرية دون حسم ويتسبب‮ ‬في‮ ‬قلق‮ ‬سياسي‮ ‬واجتماعي‮ ‬ونفسي‮ ‬في‮ ‬المجتمع،‮ ‬ومع‮ ‬تمترس‮ ‬كل‮ ‬طرف‮ ‬في‮ ‬موقعه‮ ‬وإضفاء‮ ‬الاتهامات‮ ‬في‮ ‬الخطاب‮ ‬المتبادل‮ ‬بين‮ ‬الطرفين‮ ‬يولد‮ ‬لدى‮ ‬المواطن‮ ‬شعور‮ ‬باليأس‮ ‬والقلق‮.‬
أشرت قبل قليل الى الحوار بين المؤتمر والمشترك عمداً، ولا يعني الأمر حصره في الطرفين دائماً، ولكن في هذه المرحلة يتعين أن تكون البداية في هذين على الاقل لأن ما يجمع بينهما كثير والشقة بينهما ليست واسعة بل إنهما متفاهمان حول معظم القضايا والمسؤوليات التي يجب أن ينهضا بها، وبعد الاتفاق على القضايا الأساسية توسع دائرة الحوار في المراحل التالية بعد الخروج من المأزق الحالي.. أما الحوار الذي يشمل مختلف القوى السياسية والمدنية والاجتماعية وغيرها وحشد كل القضايا الكبيرة والصغيرة في سلة واحدة دون تحديد الأولويات فهو ليس‮ ‬حواراً‮ ‬بل‮ ‬مهرجانات‮ ‬سياسية‮ ‬ومضيعة‮ ‬للوقت‮ ‬خاصة‮ ‬وأن‮ ‬كل‮ ‬تلك‮ ‬القوى‮ ‬متناحرة‮ ‬فيما‮ ‬بينها‮ ‬ولا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬تصل‮ ‬الى‮ ‬نتيجة‮ ‬مرضية‮ ‬للجميع‮ ‬إلا‮ ‬بعد‮ ‬قت‮ ‬طويل‮ ‬قد‮ ‬يمتد‮ ‬لسنوات‮.‬
والشاهد على هذا، المكابرة وعدم التفكير المنطقي لدى لجنة التشاور واللجنة التحضيرية للحوار لحميد الأحمر.. يريدون حواراً حول كل صغيرة وكبيرة ومرة واحدة.. حواراً مع المعارضين في الداخل ومع الحراك ومع المشائخ ومع رجال الدين ومع المنظمات غير الحكومية ومع رجال الاقتصاد ومع.. ومع.. وهذه المكابرة والمزايدة لم توصلهم الى شيء خلال العامين الماضيين وحتى الآن وكل ما توصلوا إليه وثيقة سُمّيت »رؤية الإنقاذ« وانثنى كثيرون منهم لنسفها، وخلال هذه الفترة لم يأتلفوا، بل إن لجنتهم عانت من انشقاقات .. وفي نهاية الاسبوع الماضي استقال منها أربعة، والباب لايزال مفتوحاً لخروج آخرين.. ولو أن الحوار الذي كان مقترحاً إقامته تحت قبة مجلس الشورى بمشاركة أحزاب ومشائخ ومجالس محلية وغيرها من الجموع التي سُمّيت حينها وقُدّر عدد أفرادها بستة آلاف ليناقشوا كل شيء.. ولو كان قد انعقد ذلك الحوار لما‮ ‬أفضى‮ ‬الى‮ ‬شيء‮ ‬لأنه‮ ‬تكرار‮ ‬لتجربة‮ ‬فاشلة‮ ‬لم‮ ‬تفضِ‮ ‬الى‮ ‬شيء‮ ‬مهم‮ ‬طيلة‮ ‬عامين‮. .‬أعني‮ ‬تجربة‮ ‬التشاور‮ ‬وتحضيرية‮ ‬حميد‮ ‬وباسندوة‮.‬
هذا لا يعني أن الحوار العام والشامل والجماعي فاشل دائماً في أي مكان آخر في العالم، لكن بالنسبة لنا في اليمن هو كذلك الآن، لأنه ليس لدينا تجربة راسخة في هذا المجال، بل لدينا تفكير أحادي وتفاوت عميق في الرؤى وتنافر بين المجموعات، ولإزالة ذلك نحتاج الى فعل يستغرق‮ ‬وقتاً‮ ‬طويلاً،‮ ‬وإرساء‮ ‬تجربة‮ ‬يُبنى‮ ‬على‮ ‬أساسها‮ ‬الحوار‮ ‬الجماعي‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يستثني‮ ‬أحداً‮.. ‬وبمقدور‮ ‬المؤتمر‮ ‬والمشترك‮ ‬إرساء‮ ‬هذه‮ ‬التجربة‮ ‬الآن‮.{‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 02:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-15904.htm