الإثنين, 07-يونيو-2010
الميثاق نت -  احمد‮ ‬محمد‮ ‬راجح -
انتشار المدارس الأهلية في المدن الرئيسة جاء كنتيجة طبيعية للإقبال الكبير على المدارس الحكومية بشكل ضاغط أدى إلى التدهور الحاصل في التحصيل العلمي للطالب، مما أقلق أولياء أمور الطلاب والطالبات ليبدأوا في البحث عن بديل لتعليم أبنائهم خاصة أولياء الأمور الموسرين‮ ‬ما‮ ‬أدى‮ ‬إلى‮ ‬تفتق‮ ‬أذهان‮ ‬التربويين‮ ‬الذين‮ ‬قاموا‮ ‬بإنشاء‮ ‬المدارس‮ ‬الخاصة‮ ‬وفق‮ ‬معايير‮ ‬وضوابط‮ ‬يضعها‮ ‬قانون‮ ‬وزارة‮ ‬التربية‮ ‬والتعليم‮ ‬وكانت‮ ‬البداية‮ ‬مشجعة‮ ‬ولا‮ ‬بأس‮ ‬بها‮..‬
وأعتقد أن الأمر تبدل بعد ذلك لأن القائمين عليها والمنشئين لها رأوا أن عائدها المادي مجزٍ وهو ربما ما يجعل بعضهم لا يرى غير ذلك.. وعندما يدخل المال في أي شأن فإنه يفسده وهنا تظهر مشكلة الربح والخسارة في الجانب التعليمي.. ولذلك لم تعد قضية تجويد التعليم لدى بعض‮ ‬المدارس‮ ‬مهمة‮ ‬رغم‮ ‬أن‮ ‬هذه‮ ‬المدارس‮ ‬خففت‮ ‬الضغط‮ ‬كثيراً‮ ‬على‮ ‬المدارس‮ ‬الحكومية‮ ‬وأخذت‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬الأخيرة‮ ‬مدرسيها‮ ‬بسبب‮ ‬المقابل‮ ‬الذي‮ ‬تدفعه‮..‬
والآن وبعد مرور الكثير من الوقت على بداية نشأتها فإن من حسنات هذه المدارس أنها تقوم باستيعاب خريجي التعليم الثانوي والجامعي العاطلين عن العمل ومن ثم تشغيلهم إلاّ أن هذه الحسنة لم تستكملها تلك المدارس إذ تقوم بمنحهم مرتبات شهرية لا تتجاوز في معظمها الخمسة عشر آلاف ريال مع أن الدوام فيها يبدأ من الساعة السابعة والنصف صبحاً وينتهي عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً.. فهل هذا المرتب عادل مقابل ذلك الدوام؟ في حين نعلم أن البعض منا قد تكون »تخزينته« في اليوم الواحد بمبلغ لا يقل عن عشرة آلاف ريال.. مع أني شخصياً ضد اهدار هذه المبالغ الكبيرة على القات ولست مع مقولة: إن القات وزراعته يعيد توزيع الثروة.. إذاً طالما وقد فتحت هذه المدارس أبوابها لاستيعاب الخريجين ذكوراً وإناثاً.. فإننا نضع بين يدي ذوي المدارس الخاصة ومسؤوليها سؤالاً: هل المرتبات التي تكرمتم وشغلتم بها هؤلاء‮ ‬العاطلين‮ ‬توفر‮ ‬حتى‮ ‬وجبة‮ ‬فطور‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬مطعم‮ ‬لشهر؟‮ ‬وأنتم‮ ‬أعرف‮ ‬من‮ ‬غيركم‮ ‬بالغلاء‮ ‬الذي‮ ‬يطحن‮ ‬الناس‮..‬
وبالمقابل تعرفون الجهد والوقت الذي ينفق أثناء التدريس.. بل نقول لكم اعتبروا هؤلاء الذين قمتم بتشغيلهم أخوة لكم أو اقرباء.. هل تقبلون أن تمنحوهم هذه المرتبات الضئيلة؟! سيقول البعض إن المدرسة تدفع المرتب على قدر ما تحصله من رسوم.. وأنا أقول: إذا كان الأمر كذلك فإن الجميع موافق على هذا الطرح، لأن الرسوم في بعض المدارس خيالية ورغم ذلك يظل المرتب الضئيل هو الذي يدفع وإذا كانت وزارة الخدمة المدنية قد وضعت حداً أدنى للمرتب، فإنها- أي وزارة التربية- معنية بوضع ذلك الحد الأدنى إن لم يكن أعلى منه موضع التنفيذ في المدارس‮ ‬الخاصة‮ ‬أسوة‮ ‬بموظفي‮ ‬الدولة‮ ‬خلاف‮ ‬استقطاعات‮ ‬التقاعد‮ ‬والتأمين‮ ‬وإصابة‮ ‬العمل‮.. ‬الخ،‮ ‬فهل‮ ‬يمكن‮ ‬وضع‮ ‬حل‮ ‬لهؤلاء‮ ‬البشر‮ ‬حتى‮ ‬لا‮ ‬‮ ‬يظل‮ ‬الظلم‮ ‬مسيطراً‮ ‬عليهم‮ ‬دائماً‮..‬؟‮!{‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 02:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-15905.htm