الميثاق نت -

الإثنين, 07-يونيو-2010
إعداد: علي الشعباني -
أكد عدد من الباحثين والمختصين في شؤون تنظيم القاعدة في اليمن ان القاعدة تعيش وضعاً ضعيفاً ومربكاً خاصة بعد أن تلقت ضربات موجعة في أماكن تواجدها.. معتبرين تصعيد القاعدة لعملياتها الإرهابية والتخريبية بالتخبط الذي يأتي في إطار ردة الفعل ومحاولة الانتقام من الدولة التي ضيقت الخناق عليها كثيراً وألحقت بها خسائر فادحة.

مشيرين الى أن إلقاء القبض على سيدة القاعدة الأولى في المملكة العربية السعودية هيلة القصير المكناة بـ«أم ربابة» سيؤثر بشكل كبير على مستوى أداء التنظيم وسيحد من عملياته المختلفة سواء في اليمن أو السعودية كون القصير كانت أحد القيادات القاعدية الممولة للتنظيم .. كما أن ذلك يعد دليلاً واضحاً على أن القاعدة أصبحت تعاني من نقص في المخزون الرجالي!! متوقعين بانهيار قريب للقاعدة في اليمن سيما وأن الدولة تقوم بعمليات أمنية نوعية وتبذل جهوداً حثيثة للقضاء على التنظيم في اليمن. وبهذا الخصوص تحدث الباحث والمختص في شؤون القاعدة سعيد عبيد الجمحي قائلاً: من المتوقع والطبيعي أن تعمد عناصر القاعدة إلى استغلال بعض الاحداث والمواقف الحساسة- كحادثة مقتل الامين العام للمجلس المحلي بمحافظة مأرب الشيخ جابر الشبواني، لتنفيذ مخططاتها وأعمالها المختلفة، ولاشك أن المستفيد الوحيد من وراء ذلك هو تنظيم القاعدة الذي تلقى ضربات موجعة في محافظة مأ رب في الآونة الاخيرة، ولذلك بنت القاعدة أحلامها التخريبية مستغلةً تلك الحادثة إلاّ أنها ذهبت أدراج الرياح عندما استطاع الرئيس - حفظه الله - بحنكته وحكمته احتواء الموقف وتفويت الفرصة على القاعدة، والتي لجأت في الفترة الاخيرة الى استراتيجية جديدة في معركتها مع الدولة عبر إثارة الصراعات القبلية والمواجهات غير المباشرة، وقد تمثل ذلك واتضح في اغتيالها للعقيد محمد صالح الشائف في محافظة مارب.

كشفت أوراقها

ويضيف: القاعدة بتلك الاعمال تسعى الى نشر أنباء وأخبار تثير القلق لدى الرأي العام وتوهم الإعلام بأن الدولة تضحي برجالها، ولذلك نكرر دائماً ان القاعدة تقتات من القلاقل وتعيش بين ثنايا الأزمات والصراعات ، كما ان في عمليتها الارهابية الاخيرة رسائل عدة للدولة وللمجتمع الدولي، أهمها التأكيد على أنها مازالت موجودة في اليمن والمنطقة، ولكنها لا تدرك أنها بتلك الممارسات قد كشفت أوراقها واصبحت في موقف ضعيف لا تُحسد عليه حيث تمر بمراحل ضعف تنبئ عن نهايتها الوشيكة. مؤكداً أن انكشاف الغطاء عن أهم مصادر تمويل ودعم العناصر القاعدية في اليمن والمتمثل في القبض على سيدة القاعدة الاولى في السعودية «هيلة القصير» والتي اعترفت بأنها قامت بتحويل أموال الى القاعدة في اليمن له تأثير كبير على إمكانات وقدرات القاعدة وهو ما سيحد بشكل مؤثر على كيانها في اليمن والسعودية وسيعجل من نهايتها.. مشيراً الى أن ذلك يعد دليلاً واضحاً على ان القاعدة تعاني من نقص حاد في مخزونها البشري، فالرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري كان قد أكد في عدد من تصريحاته أن المرأة في تنظيم القاعدة لا دور لها سوى في الجانب العملياتي أو الدعوي، ولكن ما حدث في السعودية هو عكس ذلك تماماً إذ ان «القصير» تعد من أهم القيادات القاعدية في السعودية والتي جن جنون التنظيم عندما أُلقي القبض عليها، وهددوا باستهداف الأمراء السعوديين، فقد كانت تلعب دوراً إعلامياً ومادياً وتنظيمياً بارزاً وتمتلك معلومات مهمة وحيوية عن التنظيم ما جعل القاعدة في موقف خطير. داعياً الى عدم التراخي مع القاعدة في اليمن حيث انها تمر بظروف يمكن لليمن الاستفادة منها وبدرجة كبيرة جداً.. وقال: إذا تراخت الدولة مع القاعدة بعد هذه الفترة ولم تغتنم الفرصة التي بين يديها اليوم فإنها - القاعدة- سوف تتمادى كثيراً في أعمالها وممارساتها وسوف تستعيد أوضاعها خلال أسرع وقت ممكن.

أثر عكسي!

^ أما الدكتور فارس السقاف رئيس مركز دراسات المستقبل، وباحث في شؤون تنظيم القاعدة فتحدث إلينا قائلاً: - ما تقوم به عناصر تنظيم القاعدة في اليمن من عمليات تخريبية وإرهابية مختلفة في بعض المحافظات يعتبر ردة فعل من قبلهم على الضربات التي تلقتها مؤخراً في بلادنا والتي أثرت بشكل كبير في قدراتها وإمكاناتها المختلفة. وأضاف: ونظراً لذلك فإن اليمن في مواجهة مكشوفة مع عناصر التنظيم التي وجدت نفسها في معركة محسومة مسبقاً لصالح الدولة وأصبحت أوراقها مشتتة وغير قادرة على استعادة أنفاسها، ولذلك تلجأ الى استخدام استراتيجية جديدة في معركتها مع الدولة، وهي استهداف الشخصيات العسكرية والمنشآت العامة الحيوية، وذلك لاشك جزء من الرد على تحالف اليمن مع كلٍ من امريكا والمملكة العربية السعودية في مواجهة ذلك التنظيم الارهابي والذي يزداد متانة يوماً بعد يوم. منوهاً إلى أن عناصر القاعدة في اليمن تحاول خلط الأوراق والعمل على تشويه الصورة وتعتيمها عبر التستر وراء القبيلة ومحاولة زج القبيلة في مواجهة مباشرة مع الدولة كي تحظى تلك العناصر بحماية ومساندة من القبيلة وذلك ما يسمى بالأثر العكسي. مشيراً الى أن ما تقوم به القاعدة من عمليات سواء على الصعيد الميداني أو الإعلامي وفي الساحتين اليمنية والسعودية يعتبر محاولات يائسة تسعى القاعدة من خلالها الى إثبات وجودها وحضورها في الساحة رغم ما تعيشه من حالة موت سريري، كان آخره الكشف عن أهم مصادر تمويل القاعدة المتمثل في النساء. وقال السقاف: إن قيام القاعدة باستخدام وتجنيد النساء يعتبر دلالة واضحة على أن التنظيم بدأ يتهاوى ويضمحل، إذ أن تجنيده النساء واستخدامهن لإيواء عناصر التنظيم وتمويلهم ينبئ عن فقدانه للقيادات القوية والفاعلة القادرة على القيام بالأعمال الإرهابية ما اضطرهم للاستعانة بالنساء للقيام بها. معتبراً إلقاء القبض على سيدة القاعدة المكناة بـ«أم ربابة» في المملكة العربية السعودية خطوة نوعية تُحسب لصالح الأجهزة الامنية الساعية الى تعقُّب تلك العناصر والقضاء عليها، وأضاف: تهديد القاعدة باستهداف أمراء وشخصيات سعودية ماهو إلاّ ضجيج إعلامي رمت من خلاله إلى عكس صورة مغايرة- أمام الرأي العام- لحقيقتها المنهارة في السعودية.. مطالباً الدولة بضرورة مراجعة الكثير من المواقف والقرارات المتعلقة بمحاربة القاعدة والضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن والمنطقة.

تصعيد إعلامي

^ من جانبه تحدث الباحث سقاف السقاف قائلاً: - تتعرض عناصر القاعدة في الآونة الأخيرة لضربات استباقية ونوعية تنفذها أجهزتنا الأمنية وتتعرض ايضاً لتضييق وخناق قاتل في المملكة العربية السعودية.. ونظراً لذلك تلجأ الى تصعيد استراتيجيتها الاعلامية في كلٍ من اليمن والسعودية في محاولة فاشلة لإثبات وجودها الذي أصبح مهزوزاً ويمر بمراحله الاخيرة. وأضاف: قد تكون بلادنا وجهة دولية لعناصر تنظيم القاعدة ولكنها لن تكون يوماً ملاذاً آمناً لها، فالأجهزة الأمنية والدولة قد استطاعت ان تُحكم قبضتها على عناصر التنظيم ، وقد بدا ذلك جلياً في عمليات التنظيم الارهابية الاخيرة التي ظهر فيها ضعيفاً ومرتبكاً الى أبعد حد، كان آخرها استهداف السفير البريطاني بصنعاء وأحداث مارب المتمثلة في استهداف قيادات عسكرية بارزة والتي بانت وكأنها عمليات فردية صادرة عن جماعات مرتبكة وضعيفة. مشيراً الى أن لجوء القاعدة الى استخدام الاطفال والنساء يعد دليلاً على أنها تمر بمرحلة ضعف ووهن، وقلة الرجال والقيادات القادرة على تسيير أعماله وممارساته الاجرامية. وقال: إن ذلك الاسلوب مرتبط ارتباطاً جذرياً بأفكار مفيدة تلك العناصر الارهابية التي تبيح قتل الاطفال والنساء استخدامهم في أعمالها تحقيقاً لأهدافها.. محذراً الأجهزة الامنية من التهاون والتراخي مع تلك العناصر أو ترك المجال أمامها مفتوحاً لاستغلال الأحداث القبلية لتنفيذ أعمالها الإرهابية .. داعياً الى مزيد من التعاون المعلوماتي واللوجيستي الدولي والاقليمي مع بلادنا لمواجهة عناصر تنظيم القاعدة والاستمرار في المستوى المتميز الذي حققته أجهزتنا الأمنية في مواجهته وقمعه.^

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-15908.htm