عبدالعزيزالهياجم -
يحتفل الوسط الصحفي اليوم بيوم الصحافة اليمنية ومرور عشرين عاماً على المؤتمر التوحيدي لنقابة الصحفيين اليمنيين , وهو الحدث الذي عكس الدور الرائد لرجال الصحافة في اليمن لجهة العمل الخلاق ووضع أسس متينة ومداميك راسخة لوطن واحد ويمن لا تتجاذبه الأعاصير ولا تتقاذفه أمواج الدعوات الممجوجة والرغبات الضيقة وذات الأفق المسدود.
وإذا كان ذلك المؤتمر التوحيدي الأول لجمعية الصحفيين اليمنيين( في الشطر الشمالي سابقاً) ومنظمة الصحفيين في الشطر الجنوبي سابقاً, قد انعقد بصنعاء في 11 يونيو 1990 تحت شعار «نحو تعزيز دور الصحفيين اليمنيين في حماية الجمهورية وترسيخ الوحدة الوطنية والديمقراطية وتحديث المجتمع» , وجسّد أماني وتطلعات وتضحيات ونضالات الشعب اليمني في سبيل قيام الدولة اليمنية الواحدة , فما أحوجنا اليوم إلى تمثل تلك القيم الأصيلة والثوابت التي ينبغي أن تكون هي محددات تفاعلات ونتاج العمل الصحفي الذي يبني ولا يهدم وينقد من أجل التصحيح وتجاوز الاختلالات والقصور ومحاربة الفساد وليس للمزايدة والمناكفة وخلق فجوات وبؤر مشاكل وفتن وصراعات.
نتطلع جميعاً إلى إعادة الاعتبار إلى مهنة الصحافة وتجسيد حقيقة أنها السلطة الرابعة وسلاح بيد الشعب لا بيد الأطراف السياسية التي تتصارع عبر منابر الصحافة والإعلام والبعض من القوى والفعاليات للأسف الشديد يغذي عبر هذه المنابر ثقافة الكراهية والحقد وروح المناطقية والعصبية الكريهة بما ينعكس سلباً على الوحدة الوطنية والتعايش بين مكونات المجتمع اليمني .
وإذا كانت الوحدة اليمنية قد ارتبطت ببزوغ شمس حرية الصحافة والتعبير بما مثل نقلة نوعية ومحطة فاصلة بين مرحلة من الحكم الشمولي في شطري اليمن كانت سمته تكميم الأفواه والأقلام .. ومرحلة من الحرية التي لا سقف لها ووصلت حد الفوضى في بعض الأحيان نتيجة تجاوزها كل الأطر والقواعد والمعايير المهنية وميثاق الشرف الصحفي .. فإنه بمثل ما حظيت قضية «الحريات الصحفية» من جهود وتحركات خلال عقدين من الزمن لصالح تعزيز مناخات حرية التعبير والرأي .. فإنه آن الأوان لأن تكون «حقوق الصحفيين» هي قضية رئيسة وأولوية بالنسبة لنقابة الصحفيين الكيان المعبر عن هذه الأسرة ..وبإسناد من كل الصحف والصحفيين عبر حملة من الكتابات المطالبة بتحسين أوضاع الصحفيين عبر كادر صحفي محترم ومجسد بدون مماطلة أو تسويف. وعبر الحصول على قطع أراض أو إدراج الصحفيين في المشاريع السكنية التي تقيمها الدولة لذوي الدخل المحدود.
ومن جهة ثانية فقد أحسن مجلس النقابة صنعاً حينما وقف في اجتماعه ليوم الإثنين أمام ما يمارسه بعض الدخلاء على مهنة الصحافة من ابتزاز لبعض المؤسسات العامة والخاصة حيث ناقشت الشكاوى من قبل جهات تعرضت لابتزاز، الأمر الذي يسيء لمهنة الصحافة وشرف الكلمة المسئولة.
وبقدر ما نعبر جميعاً عن استيائنا وإدانتنا لمثل هذه السلوكيات ورفضنا لكل أشكال الابتزاز واستخدام المهنة للارتزاق الرخيص خارج قواعد المهنة وشرف العمل الصحفي فإننا نشد على يد النقابة بالعمل على تنقية الوسط الصحفي من الدخلاء وأيضاً الوقوف بحزم إزاء مثل هذه الممارسات سواء الإعلان عن قائمة سوداء بالأشخاص المسيئين للمهنة وأخلاقياتها أو برفع دعوى قضائية بحق من ينتحل صفة الصحفي.