الأربعاء, 09-يونيو-2010
الميثاق نت -   الميثاق نت/ حوار - أحمد غيلان -
تنفرد محافظة عدن بحركة تنموية شاملة تتسارع مفرداتها على مدار السنة، وتواكب المناسبات الوطنية بمظاهر احتفائية خاصة، تعكس ما يُبذل فيها من جهود تنموية في مختلف المجالات، وتباهي بخصوصيتها التي اكتسبتها من تاريخها العريق وموقعها المتفرد وأداء أبنائها ومسؤوليها، بالإضافة لاهتمام ودعم القيادة السياسية التي تولي عدن رعاية خاصة وعناية متفردة.. ولأننا في ظل الاحتفال بالعيد الوطني، يوم ارتفعت فيه راية الجمهورية اليمنية على سماء مدينة عدن قبل عشرين عاماً، تتوقف «الميثاق» لتقرأ أحوال عدن وأفراحها بهذه المناسبة العظيمة بلسان أحد رجالها وقادة نموها الاستاذ عبدالكريم شائف رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام نائب محافظ عدن أمين عام المجلس المحلي.

^ بداية استاذ عبدالكريم دعنا نتصفح الأجندة الاحتفائية التنموية لمحافظة عدن في عيد الوطن؟ - تعودنا في كل مناسبة أن تكون لدينا حزمة من المشاريع والإنجازات، وأصبح هذا تقليداً سنوياً، لأن حركة البناء والتنمية مستمرة في مختلف القطاعات في المحافظة. فنحن خلال نهاية عام 2010م ستكون المحافظة قد أنجزت مشروعات تنموية بكلفة (52.5) مليار ريال. وهي مشاريع موزعة على مختلف القطاعات وبتمويلات محلية ومركزية وجميعها تتعلق بخدمة أبناء المحافظة في الخدمات الاساسية كالطرقات ورصف الشوارع والإنارة والتعليم وإصلاح الكورنيشات والمتنزهات وإصلاح الملاعب والشوارع، وفي الجانب الصحي وغيرها.

نيوسيتي
^ ممكن تضعنا أمام بعض المشاريع وبعض الأرقام التفصيلية؟ - نعم هناك مشاريع استراتيجية كما هو الحال بمشروع مستشفى 22مايو الذي يخدم الحدث الرياضي «خليجي 20»، وأبناء المحافظة، تم تجهيزه بكامل المتطلبات والأجهزة الطبية التي لم تكن متوافرة، حيث بلغت كلفة تجهيزاته (570) مليون ريال، وهناك مشروعات في قطاع التعليم يجري استكمالها وبنهاية العام سنكون قد أنجزنا 16 مدرسة جديدة، وهناك مشاريع مجسمات في ضواحي المدينة ومشروعات سكنية جديدة، ولدينا مشروع كبير ينفذ في هذا الجانب بمنطقة دار سعد مدينة «نيوسيتي» وهو من أكبر المشاريع الاستثمارية السكنية، وكذلك الكهرباء، وسيتم قريباً تسليم محطة بقدرة 60 ميجا. ولدينا في مجال النفط مشاريع بما يقارب مليار رسبعمائة وخمسة ملايين، وفي التعليم العالي هناك مشاريع بتكلفة مليار وتسعمائة وتسعة وتسعين مليون ريال، وفي الصحة بحدود ثمانمائة وستة وستين مليون ريال تقريباً. وفي قطاع الطرقات تبلغ كلفة مشاريعنا هذا العام حوالى ثلاثة مليارات وثلاثمائة وخمسين مليون، وفي قطاع الموانئ هناك مشاريع بحوالى ثمانمائة وتسعة وستين مليو ريال، وكذلك الصندوق الاجتماعي للتنمية لديه مشاريع بحوالى أربعة مليارات ريال، أي قرابة 19 مشروعاً في قطاعات ومجالات مختلفة، ولدينا كذلك مستشفى خاص «مستشفى الطفولة الآمنة، سينتهي العمل منه خلال ثلاثة أشهر وهو مخصص للناس والاطفال الذين لا عائل لهم. وخلال هذا العام سيتم تسليم مشروع الصالح السكني الذي يتكون من 1900 شقة سكنية ستوزع على أبناء المحافظة المحتاجين وفقاً للشروط المحددة. وهناك مشاريع خاصة بالسلامة والأمن بنحو 400 مليون ريال، لتجهيز البنية التحتية والأجهزة والكاميرات والمتطلبات التقنية.

مشاريع القطاع الخاص
^ هذا في الجانب التنموي للقطاع العام فماذا عن القطاع الخاص؟ - القطاع الخاص لديه مشروعات كثيرة استثمارية، منها أربعة مشاريع سكنية وتجارية كبيرة، وايضاً في الصناعات الصغيرة والقطاع السياحي والفندقي وغيرها. ^ كثر الهمس حول مصافي عدن ومحاولات خصخصتها؟ - ميناء المصافي سيبقى كما هو وسيقدم الخدمة للمصافي وايضاً لأي نشاطات يتعلق بالوقود والزيوت والمشتقات النفطية أو مشروعات أخرى في المستقبل مصاحبة لهذا الميناء، وهناك مشروع لإعادة تأهيل المصفاة، لأن عمرها الافتراضي انتهى وهي بحاجة الى تأهيل، وتبذل جهود للبحث عن تمويل، وكما أعلم أن هناك جهات حكومية وصناديق سوف تشارك في التمويل وستكون مساهمة في المشروع. ^ ما هي حصة عدن من برنامج فخامة الرئيس.. وما الذي تنفذ منه هنا؟ - برنامج الرئيس ركز كثيراً على ما يتعلق بالتسهيلات للاستثمار ومدينة عدن مدينة استثمارية بالدرجة الأولى، وفي الجانب التنموي حظيت بالكثير من المشروعات، بلاشك هناك جهد كبير قطعته الحكومة والسلطات المحلية.. نحن عندنا مصفوفة لتنفيذ برنامج فخامة الرئيس ادرجناها في خطط المجلس المحلي منذ البداية في الخطة الخمسية، ويجري تنفيذها بشكل سنوي على مراحل ونسب متقدمة من برنامج الاخ الرئيس، وأنا أقول إن نسبة ما تحقق مرضية ورغم شحة الامكانات والصعوبات الا أن الجهود التي بذلت في الفترة الماضية لتنفيذ الوعود الملقاة على عاتقنا والتي كانت محل التزامات المجالس المحلية أو البرنامج الانتخابي للأخ الرئيس، يعني أنت تلاحظ أنه إذا جبت في قطاع التعليم ستجد أن هناك إنجازات كبيرة في التعليم الجامعي سواء من خلال إنجاز كليات جديدة منذ الانتخابات الرئاسية حتى الآن، وكذلك في قطاع التعليم العام هناك مدارس وبنية تحتية متكاملة.. إذا أتيت الى الخدمات والنشء والشباب والرعاية الاجتماعية كلها لامست البرنامج بشكل يعبر عن الارتياح رغم أن اليمن خلال هذه المرحلة شأنها شأن دول المنطقة والعالم.. تأثرت بالأزمة الاقتصادية العالمية، وفوق هذا وذاك واجهت اليمن حرب صعدة وايضاً الأعمال الارهابية للقاعدة ورغم شحة الإمكانات إلا أن عملية التنمية سارت الى الأمام.

المحليات في بعض المحافظات أخفقت الى حد كبير فيما يتعلق بتنفيذ مشاريعها لأسباب متعددة.. إلى أي حد ترى أن المحليات حققت أهدافها واستطاعت أن تستثمر ما لديها من امكانات تخطيطاً وتنفيذاً في عدن؟ - نحن كل ما هو ضمن خطة المحافظة نفذناه بالكامل، وأنا أتكلم عن عدن كل ماتم رسمه في الخطط الاقتصادية الاستثمارية تم تنفيذه لم يكن هناك أي إخفاق، بل اننا تجاوزنا ما هو مرصود نظراً لضرورات ملحة لتنفيذ مشروعات طارئة، وبالتالي لم يكن هناك أي تعثر أو أية مشاكل.
^ ما الذي أعانكم على تنفيذ برامجكم بالشكل المطلوب.. وما المقومات؟ - أهم المقومات أن عندنا استراتيجيات اقتصادية وتنموية.. نحن ننظر الى عدن كعاصمة اقتصادية ولازم تكون جاذبة ومنافسة ولها مقومات مغرية بدون هذه المقومات لا يمكن أن نتحدث لا عن تطور ولا عن استثمار. وعلى ضوء هذه الخطط وهذه الاستراتيجية كان علينا أن نضع البرنامج التنفيذي لذلك ساهم كل المعنيين من المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية والأجهزة ذات العلاقة، كان الجميع فريق عمل واحد لتنفيذ هذه المشروعات. بالمناسبة تحظى المحافظة باهتمام الحكومة فيما يتعلق «بالأولويات العشر» ولدينا أيضاً خطة اقتصادية خلال الخمس السنوات القادمة سننتهي من وضع اللمسات الأخيرة وفي شهر اغسطس سنبدأ العمل فيها، تشمل مشروعات في المراكز الحيوية في المحافظة من المطار الى الميناء الى الاستثمار، في البنى التحتية، في المنطقة الحرة، وتأهيل المدينة، وايضاً المصافي سيكون لها نصيب في هذا الموضوع على أساس أن هذه القطاعات الحيوية كلما تعزز النشاط الاقتصادي وسينعكس ذلك ايجاباً على المدينة ويوفر فرص عمل وتخلق تحسناً في معيشة المواطنين. ^ عدن استطاعت أن تتجاوز كثيراً من الظواهر السلبية والمشاكل الموضوعية .. هل لديكم قلق من هذه الظواهر.. وما الذي أعانكم على ذلك؟ - المفهوم لدى الجميع أن أي مسؤول لا يكون عنده قلق فإنه لا يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، نحن كل موضوع نتعامل معه بجدية، نبحثه قبل ما يحصل ونعمل كل الوسائل التي تهدف لعدم وقوعه سواءً فيما يتعلق بالقاعدة أو العناصر التي تحاول أن تأتي من المحافظات المجاورة.. وتريد أن تجد لها مكاناً وفشلت بسبب التعاون الموجود بين أجهزة الأمن والمواطنين والمسؤولين في المحافظة والسلطات المختلفة.. شكلنا عملاً مشتركاً بعيداً عن المسائل الضيقة والشخصية.. عملاً وطنياً يسمو فوق كل الاعتبارات. ^ هناك من يقول إن المؤتمر الشعبي العام غير موجود في الشارع بينما يتواجد الآخرون الذين يقولون إنهم قد امتلكوا الشارع؟ - إذا كانت المسألة تتعلق بالأعمال الجليلة والخدمات الانسانية فإن لها أناساً مجهولين وهم موجودون في كل مكان، المؤتمر الشعبي العام موجود ويعمل عملاً وطنياً هادئاً يركز على خدمة المواطن بالدرجة الأولى وباستطاعته أن يتواجد حيثما يتطلب الأمر تواجده، وليس على طريقة «خالف تعرف»، كما يفعل الآخرون..فليست هذه هي توجهاتنا ولا هويتنا، نحن - كما يعرف عنا الجميع - موجودون في كل شارع وحي، ولكن بتواضع، ولو أردنا أن نزايد بتواجدنا وأعمالنا ومنجزات تنظيمنا وقيادتنا السياسية لملأنا الدنيا ضجيجاً، ولكننا نعمل بتواضع، والذين يعتقدون أن الشارع بأيديهم واهمون، فليس من يقطع الشارع أو يحرق الاطارات أو يعمل فوضى أو يحرق محلاً تجارياً يعني أنه موجود في الشارع ..لا بالعكس الشعب يعرف ويعي ماذا عمل هؤلاء خلال حكمهم أو عندما كانوا في السلطة سواءً الاصلاح أو الاشتراكي أو الناصري.. الشعب اليمني جربهم كثيراً ويعرفهم وعندما كانوا في السلطة كانوا يوزعون ممتلكات الدولة على أحزابهم، وكانوا يعتقدون أن المسؤولية هي فرصة للسيطرة على موارد الدولة أو الوزارات أو المرافق الحكومية.. نحن معنا في كل المرافق من كل الاحزاب، لا نقصي أحداً.. نعمل مع الجميع بروح الفريق الواحد، الناس يعرفون كيف كانت عدن، قبل خمسة عشر عاماً وكيف هي الآن؟ يعني الجميع يعرفون حجم الخدمات، لقد دخلنا الى الأحياء الصغيرة نرصف الشارع، بنينا الوحدات الصحية، نعمل مجاري، ننير الشوارع، نبني مدارس، إذاً أنت أحصيت المدارس في ظل التوسع السكاني الذي تشهده المحافظة ستجد أرقاماً وحقائق كبيرة تحققت.. كل هذه بفضل المؤتمر الشعبي العام .. بفضل قياداته وكوادره.. المؤتمر الشعبي العام قياداته موجودة في الافراح والأتراح وكل من يواجه مشكلة تجد عضو المؤتمر الشعبي معه،و لكن لا يقول له: أنا أساعدك لأني عضو المؤتمر الشعبي العام، نحن لا نعمل على طريقة من يوزع الزكاة أو الخير ليكتب فوقها عنواناً. ^

هناك نغمة تقول تقاسم الثروة والسلطة في ظل نظام ديمقراطي .. كيف تعلق على مثل هذا التناقض؟ - لو طرحت هذا السؤال على هؤلاء النفر عندما كانوا في السلطة هل كانوا سيقبلون بطرح كهذا؟ عندما يكون الشخص يعيش في فراغ ولايستطيع أن يعمل شيئاً ويشعر أن الزمن فات وهو يتخبط دون رؤية وطنية محددة لهذا تجده في كل شهر أو في كل يوم يعمل رؤية وهذا دليل على التخبط لهذه الاحزاب، في العالم كله كل الثروات، تحكمها مؤسسات سيادية ومؤسسات وطنية متعارف عليها.. ليس كل واحد يفصلون له المؤسسات على ما يريد.. أي لو أننا ندخل في هذا المشوار في واقع اليمن سندخل في نفق ليس له نهاية، وطرح كهذا يثير السخرية، أي هناك ما هو قابل للتشريع، أي تشريع لدولة وشعب ومؤسسات وليس لأحزاب وشخصيات.

^ بعض القيادات التي ظهرت ربما هي محسوبة على ما يسمى الحراك أو هي تريد أن تركب موجة الحراك تقول: لا حوار مع السلطة الا بالاعتراف بالقضية الجنوبية والحراك، فما هي القضية الجنوبية وما هو الحراك؟ وما معنى هذا الكلام عندما يكون واحدهم خارج البلد ويقول هذا التصريح ويقول انه يمثل الجنوب؟ - أنا في اعتقادي الكلام والتنظير من الفنادق يعني كلاماً كثيراً، لكن الواقع من هو على الأرض يعمل سوف يجني الثمار، من يخدم هذا الشعب سوف يكون الشعب وفياً معه ومن خذله في الماضي لا يمكن أن يبادله الثقة مرة أخرى.. والتاريخ يدون محطات سوداء لا داعي لنبشها الآن.. الشعب أصبح لديه وعي كبير ويعمل للوصول الى غاياته، هناك طرق مثلى للوصول الى ذلك، هناك انتخابات، وهناك ديمقراطية، وهناك برامج سياسية، وعمل سلمي واقعي مسؤول هو الذي سيظل محل احترام الناس، فالانسان الذي مرت عليه عشرون سنة وهو خارج الملعب ويأتي يقول: أنا وأنا... ما يستطيع نفخ بالونة.. الشعب يريد يكون مع من يقف بجانبه. . الآن توجد عناصر وطنية تتحرك من داخل المهرة الى حضرموت.. الى شبوة.. الى صعدة.. الى.. الى.. تواجه المشاكل وتعمل حلولاً للمشكلات، أي هؤلاء الناس هم الذين ينظر لهم المجتمع ويقدرهم وليس الذي يتحرك من دولة الى اخرى وينظر خارج الملعب.. نحن ندعو من يردد الشعارات أن يطرح ذلك ضمن رؤية ويقدمها للناس، ونحن بالمقابل لا نقول إننا مكتملين إلى ما لا نهاية، نحن نعترف أن عندنا صعوبات وكذلك قصور، لكن نحن في خدمة الناس والناس يبادلوننا الثقة، نحن ووفقاً لبرامجنا وأعمالنا الوطنية .. نلنا في المؤتمر الشعبي ثقة الناس والجماهير.

^ فيما يتعلق بالانتخابات، كثير من القيادات في المؤتمر تقول: إنه كان من أكبر الاخطاء تأجيل الانتخابات نزولاً عند رغبة فلان أو فلان أنت الآن ما هو الخيار الأمثل في تقديرك؟ - أنا بصراحة واحد من القيادات التي نبهت الى عدم التأجيل، ولكن بالمقابل احترمت القرار، لأننا نحترم المنظومة السياسية وقيادة المؤتمر، وأنا أشعر انه ليس لدينا الكمال في الوعي والفهم، ولكن كنا نرى أن التأجيل ليس لصالح البلاد لذا كنا نحذر من ذلك .. ربما أخطأنا بنسبة بسيطة في التأجيل، ولكن نحن كسبنا بعداً آخر في هذا الموضوع وهذا الموضوع هو الذي لم يسلط عليه الضوء حتى الآن. ^ ما هو؟ - نحن وضعنا المشترك والمعارضة لأول مرة أمام الرأي المحلي والعربي والدولي بأنها لا تريد الديمقراطية ولا الانتخابات، وكان المراقب يتوقع العكس.. وهو أن الحزب الحاكم هو الذي يطالب بالتمديد، وهو الذي يتهرب من الانتخابات ولكن حصل العكس .. أي نحن كشفنا المعارضة بأنها هشة وضعيفة وليست قادرة على خوض الانتخابات. ^ لكن الإرهاصات الحالية شبيهة بالإرهاصات التي كانت قبل التأجيل.. بمعنى قد يردون الكرة ويقودوننا الى فراغ دستوري؟ - بالعكس الشارع ليس بيدهم..عندما يفعلون فعالية لخمسةآلاف نحن نخرج خمسين ألفاً، وإذا عملوا عشرة آلاف نحن نخرج مليوناً.

خيار استراتيجي
^ هل أنت مع التوجه نحو صندوق الاقتراع دون أي خيار آخر؟ - في اعتقادي أن الصندوق هو السبيل لتجنيب اليمن مخاطر العنف، أي هو الأسلم، بالرغم وهذه- وجهة نظر - كنت مع الانتخابات المحلية والنيابية والرئاسية، كنت أحذر وأرى أنه ليس في كل مرة نوسع الديمقراطية، وليس كل مرة نوسع الانتخابات.. مثلاً كما حصل للمحافظين ومديري المديريات و.. الخ.. أنا في اعتقادي لا نوسعها بشكل متسارع، لأن هذه المسألة -وأكرر طرحها- أن التوسع المتسارع في العملية السياسية والديمقراطية على حساب الجانب الاقتصادي والجانب الثقافي يترك بعض الصعوبات والمشاكل، هناك صعوبات اقتصادية هناك وعي ثقافي يجب أن يسير الجانب الاقتصادي والمعيشي والثقافي مع السير بالعملية الديمقراطية وهنا تكون النتائج في اعتقادي جيدة. ^ ما يطرح حول أراضي عدن أنها تنهب .. أنت مسؤول تنفيذي وتنظيمي.. ما قولك في كل ما يطرح؟ - أنا أتمنى ممن يطرح قضية أن يطرحها بمسمياتها، وما أود أن أؤكده أن قضية الأراضي طرحت ورقة للابتزاز، وكثير من الصحف استخدمتها من أجل إثارة مشكلة، وأعطيك مثالاً.. انه عندما كان الناس يتكلمون عن قضايا المتقاعدين، حلت مشكلة المتقاعدين، فانتقلوا الى موضوع آخر. ليس هناك قضية .. أقول: هناك ثغرات موجودة ولكن لا تبرر هذا الحجم الهائل من الاتهامات، مثلاً أنا أريد من أي إنسان أن يطرح طرحاً مسؤولاً- يقول فلاناً أخذ حق فلان، واستخدم سلطة الدولة.. مسألة أن شخصين مختلفان من المواطنين على أرضية، وفلان أخذ حق الآخر.. هذه قضية مدنية تعالج في أية محكمة ضمن اللجان، وأعطيك مثالاً آخر: في السابق في كل المحطات كان كل واحد يأخذ حق الآخر ينهب بيت الآخر، وهم ايضاً أمموا حق الناس، وهذه تركة كبيرة، نحن عملنا على حلها، عالجنا مشاكل التأميم، عالجنامشاكل حرب (86، 94)، عالجنا مشكلة الاراضي بنسبة تصل الى 90% ولم تبقَ الا لمسات أخيرة ستحلها اللجنة الرئاسية فكل شيء أنجزناه. الأراضي ليس من جاء يشتري أرضاً مزورة بـ(200 -300) فدان وقال إنه مالك أو انه أخذوا حقه، أنت تعرف عدن وأنا اعرفها عن ظهر قلب، واعرف ما هو تاريخ الإدارة البريطانية، وما بعد الاستقلال، أي ما الذي كان موجوداً وما هي الممتلكات الموجودة ..أي الاراضي الزراعية الفعلية لمشيخة العقربي، وأيضاً ما هي حدود السلطنة العبدلية في ضواحي لحج، دار سعد وغيرها .. بقية الأراضي كلها حق الدولة، وايضاً سجل مشيخة العقربي تم تسليمه كاملاً لملاكه أثناء ما كنت أنا رئيس لجنة بالكامل كملكية حقيقية، والباقي جاء الآخرون وعمل كل واحد منهم بصيرة بـ(200 - 300) فدان وجاء يقول: إنه مالك أو بائع .. هذا الإشكال فقط.

تصرف عقلاني
^ يتهم مسؤولون في المؤتمر بأنهم متساهلون الى درجة الفلتان في الأعمال التنفيذية.. ما قولكم؟ - هو جزء من العقلانية ولكن المؤتمر أثبت في ظل مجتمع مثل مجتمعنا أنه كلما تم الافراط في القوة توظف توظيفاً سلبياً، وهذا ما حصل في السبعينيات والثمانينيات أثناء الحكم الشمولي، فقد استخدمت القوة وكان كل واحد يأخذ الآخر في الليل تحت أي مبرر ويودعه السجن أو يقتله، لكن الآن نتكلم عن جانب مؤسسي، إذا وجد أي شخص عليه مشكلة يذهب الى المحكمة والنيابة أو الاجهزة المختصة، لا يقل أن السلطة فيها إفراط بشكل فردي، فكذلك إذا تم إصلاح منظومة الدولة وتطويرها بدون قتل هو أفضل. ^ فيما يتعلق بجانب مكافحة الفساد كان جزءاً مهماً في برنامج فخامة الرئيس في محافظة عدن كسلطة محلية.. هل هناك نتائج في هذا الاتجاه؟ - محافظة عدن تمثل المحافظة الأنموذجية إذا لم أكن عاطفياً في ذلك نحن لم نسمح بتجاوز أي شيء مخالف للقانون، ولم نوقع على شيء إلاّ ضمن الخطة، وكل مناقصاتنا أمام الصحافة ومشاريعنا مفتوحة، وكل البيانات أيضاً التي تتعلق بخططنا.. نحن نصدق الناس، ليس هناك سرية وأنت تزور مكتب المالية لن تستطيع أن تصرف حتى خمسين ألف ريال مخالفاً للقانون. ^ بما يمكنك أن تختم الحوار؟ - ادعو كل القوى الوطنية الحية في الذكرى العشرين للوحدة اليمنية أن نتوقف عند هذه المحطة لنجعلها محطة للتقييم والانتقال الى عهد جديد ..نقيّم هذه المرحلة بمسؤولية للتركيز على الصعوبات والتغيرات وكيف يمكن تصحيحها من أجل تأصيل قيم الدولة والوحدة، وبناء الدولة القوية التي هي عزة وكرامة لكل يمني، كما ندعو القوى الحية في كل اليمن الى رص الصفوف لعمل جديد وحقبة جديدة تتميز بالسلام والوئام والتلاحم الوطني وبالتسامح وبالمحبة، ليس بالكراهية، بالتوحد ليس بالتفرقة، بالاحترام، ليس بالمكايدة، بالديمقراطية ليس بالعنف، على أساس أننا نشعر أن الوقت لن يسعفنا إذا نحن أفرطنا في الكلام غير المفيد، سنكون خاسرين، وهناك حركة متسارعة للزمن، هناك تسارع في العلم والمعرفة والاقتصاد والسياسة، يجب أن نلحق ونسير بثبات الى الأمام، وأقول: إن النتائج وأي شيء سيتمخض عن هذا ليس من المؤتمر الشعبي العام وليس لفلان بل هو إنجاز لكل اليمنيين ولكل الأحزاب.^


تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-15940.htm