علي عمر الصيعري -
< إن كان ثمة سانحة لالتئام شمل »الحوار الوطني المسؤول«، فإن ما تبقى من أيام هذا الشهر هو آخر موعد له، وبعدها فلا مناص من الدعوة الى حوار شعبي مسؤول استناداً الى الدعوة الأولى التي وجهها فخامة الاخ علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية رئيس مؤتمرنا الشعبي العام - حفظه الله، لإجراء ذلكم الحوار الوطني المسؤول تحت إشراف المؤسسة الدستورية ممثلة بمجلس الشورى، والذي توقف التحضير له فجأة على إثر مناورة ذكية قام بها »المشترك«، إذ لم يعد في الوقت متسع لإنجاز التعديلات الدستورية وتهيئة الآلية الانتخابية للاستحقاق الوطني القادم وفقاً وبنود »اتفاق فبراير«.
وإذ أقول »حوار شعبي مسؤول« فإنني أعني به حواراً يضم جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية وكافة ممثلي قطاعات الشعب وشرائحه المجتمعية وممثلي نوابه والشورى والمجالس المحلية، بدلاً عن حوار الأحزاب الممثلة في مجلس النواب، والذي في ضوء المماطلة والعراقيل التي يخلقها أو يفتعلها »المشترك« لم يعد يبشر بخير أو يفصح عن صدق نوايا قياداته التي استنفدت معها قيادتنا السياسية كل الاساليب ابتداءً بالتنازلات، مروراً بالوعود التي قطعتها لهم كالشراكة الوطنية والحوار الوطني الذي لا يستثني أحداً عدا من لا يريد الاعتراف بالثوابت الوطنية، وصولاً الى إطلاق سراح جميع المعتقلين على ذمة فتنة صعدة وما يسمى بـ»الحراك الجنوبي« وقضايا النشر.
إن الاحتكام الى الجماهير اليمنية العريضة صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة والوحدة والديمقراطية والتنمية، هو الحل النهائي والحاسم في مواجهة مماطلات القوى السياسية المناوئة وتسويفاتها وتهربها من حسم الالتزامات الديمقراطية الآنية التي لاتقبل أية مماطلة أو أعذار مختلقة لا يستسيغها عقل ولا يقبل بها منطق، وآخرها أحداث الضالع المفتعلة والتي جعلت منها هذه القوى السياسية »شماعة« عذراً واهياً لعرقلة الحوار، وقبلها »مسمار جحا« الذي ابتكره صاحب »وثيقة الإنقاذ« و»مؤتمر الحوار« المزعومين والذي جاراه- وللأسف الشديد- قادة »المشترك« من دون تبصر أو انتباه للمقالب السياسية التي يدبرها لهم هذا »الجهبذ«.
وأخيراً نقولها صراحة.. إن أي تباطؤ أو تردد يبدر من قبل قيادتنا السياسية والقيادة المؤتمرية بصدد عقد »مؤتمر الحوار الشعبي« المرتقب، إنما يخدم مرامي وأهداف تلك القوى السياسية التي تراهن حالياً على آخر ورقة لها تتمثل في إفشال الانتخابات البرلمانية القاد ة، وإدخال البلاد في فراغ دستوري لا تُحمد عقباه.. قال الشاعر:
وما مِنْ شِدةٍ إلا سيأتي
لها من بعدِ شدَّتها رخاء
(أبو تمام)