الأربعاء, 29-نوفمبر-2006
علي عمر الصيعري -
علي‮ ‬عمر‮ ‬الصيعري
لا أدري، هل مايزال الآثاريون، في بلادنا، يواصلون المسح الأثري الشامل أم انهم قد توقفوا؟!! ولكن الذي ادريه، انهم مايزالون يباشرون التنقيب والبحث عن الآثار بهمة، بدليل عثورهم، مؤخراً على قطع أثرية ثمينة ونادرة تعود الى القرون العشرة قبل الميلاد.. وعليه ستظل‮ ‬النصيحة‮ -‬عنوان‮ ‬مقالنا‮ ‬هذا‮- ‬واردة‮.‬
ففي‮ ‬مطلع‮ ‬السبعينيات‮ ‬كان‮ ‬الدكتور‮ ‬الراحل‮ ‬محمد‮ ‬عبدالقادر‮ ‬بافقيه‮ -‬طيب‮ ‬الله‮ ‬ثراه‮- ‬يردد‮ ‬علينا‮ ‬شفاهةً‮ ‬وكتابةً‮ ‬ان‮: "ليكم‮ ‬بالمسح‮ ‬الأثري‮ ‬الشامل،‮ ‬قبل‮ ‬ان‮ ‬تطمسوا‮ ‬معالم‮ ‬ومواقع‮ ‬آثار‮ ‬بلادكم‮"‬
وفي منتصف الثمانينيات جدد هذه الدعوة الدكتور عبدالحليم نور الدين -استاذ الآثار القديمة المساعد بكلية الآثار بالقاهرة- رئيس قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة صنعاء في كتابه القيم الصادر عن منشورات جامعة صنعاء- والمعنون بـ"قدمة في الآثار اليمنية"الطبعة الأولى‮.‬
حيث عرف بالتبسيط المسح الأثري بأنه: "عني في ابسط وايسر تعريف جامع، تحديد المواقع الأثرية التي تضم تراث ومخلفات الاقدمين الحضارية جميعاً من غير استثناء.. وينبغي توقيع هذه المواقع في مكانها الصحيح على الخرائط المساحية الدقيقة«. "اجع الكتاب ص٧٩"
ويستطرد الدكتور نور الدين في تعريفه قائلاً: »قد تكون هذه المواقع، التي يسفر عنها المسح اطلال مدن غابرة او »جبانات« مقابر لحضور سكاني بائد.. وقد تكون هذه المواقع في مدن قديمة عريقة وتملك في مكانها موجبات الاستمرار فلم تندثر«، والباعث على القلق في نظرنا كونها‮ ‬كما‮ ‬عرفها‮ ‬الدكتور‮ ‬نور‮ ‬الدين‮: »‬قد‮ ‬تكون‮ ‬في‮ ‬مواقع‮ ‬الاستيطان‮ ‬الريفي،‮ ‬او‮ ‬الاستيطان‮ ‬الحضري،‮ ‬في‮ ‬السهل،‮ ‬او‮ ‬في‮ ‬الهضبة،‮ ‬او‮ ‬في‮ ‬الجبل‮«.‬
ويجمل تعريفه هذا بقوله: »والمهم ان ندرك قيمة توقيع هذه المواقع على الخريطة، وكيف نبصر الذين توكل اليهم اعمال التنقيب، او الذين يوظفون التراث الأثري في خدمة السياحة«. »راجع ص٨٩ من ذات المصدر«.
ما دفعني الى طرق هذا الموضوع الذي كان فيما سبق مجال تخصصي في البكالوريوس ٤٧-٥٧م بكلية التربية العليا بعدن، هو القلق على ضياع وطمس آثار حضارات عملاقة سادت ثم بادت في ربوع هذا الوطن العريق، الذي يعتبر موئل البشرية منذ زمن موغل في القدم.. ومصدر هذا القلق هو ما‮ ‬نشاهده‮ ‬ونسمع‮ ‬عنه‮ ‬من‮ ‬زحف‮ ‬عمراني‮ ‬واستثماري‮ ‬على‮ ‬مناطق‮ ‬شاسعة‮ ‬قد‮ ‬تكون‮ ‬مواقع‮ »‬مأولية‮« ‬لتلك‮ ‬الحضارات‮.‬
وتبرز شواهد ذلك الزحف، في اللهث المحموم وراء قطع الاراضي والبسط العشوائي على مساحات كبيرة منها في مواقع المدن القديمة، وسط توزيع غير مدروس ومتساهل من قبل المصلحة المختصة بذلك، مقاربة بما حملته الينا الأخبار مؤخراً من اكتشافات اثرية لا تقدر بثمن.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1601.htm