الأربعاء, 16-يونيو-2010
الميثاق نت - يحيى علي علاو جميل الجعـدبي -
بلغة عربية فصحى ، وثقافة علمية وفقهية ، وإنسانية ونبل أخلاق ، وحس وطني ، تربّع يحيى علاو على عرش قلوب الملايين ، واستطاع اكتشاف اليمن من جديد ، وتقديمها في أفضل صورة.. فلم يكن الأستاذ/ والنجم الاعلامي القدير / يحيى علي علاو مجرد صاحب برنامج تلفزيوني شهير كـ "فرسان الميدان" فحسب.. وانما كان موسوعة معلوماتية ، ومرجعاً فقهياً، ودليلاً سياحياً ، ومتحفاً متنقلاً، ومرسال خير ومحبة، وأكاديمية إعلامية بحد ذاتها.

كان بإمكان يحيى علاو اكتساب الحظوة الرسمية بطرق يعرفها الوسط الإعلامي ، وكان مرضه سيكتشف مبكراً خلال فحوصات طبية يعتاد مسئولينا إجراءها دورياً في أرقى المشافي الأوروبية على نفقة الدولة.. لكن حشداً جماهيرياً بعشرات الآلاف لم يكن ليلتف حول جنازته كما شهدنا أمس الثلاثاء ، لو لم يك هذا العملاق سلك طريق الجمهور وقضايا الناس وتلمس همومهم ، وبلسم جراحاتهم ، وألتف حول البسطاء.. زرع الأمل في قلب مريض هنا، والابتسامة في شفاه صاحب حاجة هناك، وبعث الفرح في محيط أسرة معسرة .

كان واضحاً أن يحيى ينتقي الفائزين بجوائز برنامجه الشهير بعناية وحكمة لذلك لم يكن " فرسان الميدان" مجرد برنامج مسابقاتي ، سياحي ، معلوماتي ، ترفيهي ، رياضي ، ثقافي ، اجتماعي فقط ، ويمكن القول إن جوائز يحيى علاو النقدية كانت بمثابة صندوق ضمان اجتماعي يتحسس في الزمان والمكان المناسبين المحتاجين والمستحقين الفعليين في بطون الوديان ، وقمم الجبال، وأطراف الصحارى والبحار في عموم محافظات اليمن بطريقة ربما تبدو أفضل بكثير من أسلوب الحكومة عند اختيار وصرف مستحقات الضمان الاجتماعي.

سَبَرَ علاو أغوار التاريخ ، ونفض عن قلاع وحصون اليمن ومعالمها الأثرية غبار الزمن ، واتربة الإهمال ، مقلباً أرشيف الموروث الشعبي ألعابا وأهازيج ومنتجات زراعية ، ومواويل حب وعطاء ، ومواسم خير وحصاد ، فأعاد الاعتبار للإبداع والإنتاج والأرض والتاريخ ، وأعاد الاعتبار للإنسان القادر على قهر الطبيعة القاسية وتطويعها لصالحه ، وحظي برنامجه بجمهور عربي وعالمي واسع.
وقدم اليمن بصورة جذابة (جديدة – قديمة )كادت تمحى من ذاكرة الأجيال السابقة، وأدهش الأجيال اللاحقة ، فكان برنامجه (فرسان الميدان) اخر برنامج للفضائية اليمنية نحرص على متابعته ، قبل ان ينتقل الى قناة (السعيدة )، وكان بحق خير من قام بالترويج السياحي والثقافي والرياضي والزراعي لليمن، متفوقاً بذلك على مكاتب حكومية تنفق لمثل هذا الأمر ملايين الدولارات.

ومع إيماننا بقضاء الله وقدره، ستضل حالة الجحود والنكران ، وما تردد من أنباء عن ايقاف وزارة الإعلام لمرتب المغفور له بإذن الله الأستاذ يحيى علاو – ان صح هذا الأمر - فسيظل هذا الجحود لهذا المبدع البار بوطنه لعنة تطارد مسئولي وزارة الإعلام والتلفزيون إلى الأبد . مثلما سيضل نجم الفضائيات والإعلام يحيى علاو خالداً في أذهان وقلوب ملايين المحبين والأوفياء.
فرحمة الله تغشاك يا يحيى علاو .. وفي جنة الخلد يا فارس الميدان .. ولقد خسرت اليمن برحيلك نجماً إعلامياً من أبر أبنائها في وقت تبدو في أمس الحاجة لمن يُصلح صورتها..
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-16067.htm