الإثنين, 21-يونيو-2010
الميثاق نت -   احمد الرمعي -
لا تكاد تمر أيام إلا ويهوي فيها علمٌ من أعلام الصحافة، فبالأمس غادرنا زميلانا: يحيى علاو وعبدالقادر موسى رحمة الله عليهما وهاهو اليوم يغادرنا إلى دار الخلد الزميل العزيز طارش قحطان الإعلامي والصحفي اللامع الذي تقلد عدداً من المناصب وهذا ما لا يهمنا.. لأن‮ ‬المناصب‮ ‬زائلة‮ ‬ولكن‮ ‬طارش‮ ‬الإنسان‮ ‬والصديق‮ ‬سيبقى‮ ‬حاضراً‮ ‬في‮ ‬نفوسنا‮.‬
لمن‮ ‬لا‮ ‬يعرف‮ ‬طارش‮ ‬أقول‮: ‬كان‮ ‬من‮ ‬أكثر‮ ‬الناس‮ ‬وداً‮ ‬لزملائه‮.. ‬وكان‮ ‬أصدق‮ ‬من‮ ‬عرفناهم‮ ‬من‮ ‬الإعلاميين‮.‬
لقد‮ ‬رحل‮ ‬استاذي‮ ‬وزميلي‮ ‬طارش‮ ‬في‮ ‬الليل‮ ‬وأخاف‮ ..‬أخاف‮ ‬أن‮ ‬لا‮ ‬أرى‮ ‬الشمس‮ ‬ثانية‮ ‬مثله‮.‬
لطارش‮ ‬كما‮ ‬لزميليه‮ ‬اللذين‮ ‬سبقاه‮ ‬في‮ ‬الرحيل‮ ‬مزايا‮ ‬لاتعد‮ ‬ولا‮ ‬تحصى‮.. ‬فقد‮ ‬كان‮ ‬طوال‮ ‬عمره‮ ‬الصحفي‮ ‬يقدم‮ ‬لنا‮ ‬نحن‮ ‬المبتدئين‮ ‬في‮ ‬عالم‮ ‬صاحبة‮ ‬الجلالة‮ ‬النصائح‮ ‬التي‮ ‬تعيننا‮ ‬في‮ ‬الارتقاء‮ ‬بمستوانا‮.‬
كان‮ ‬لا‮ ‬يبخل‮ ‬على‮ ‬أحد‮ ‬قط‮.. ‬يعامل‮ ‬الجميع‮ ‬على‮ ‬أنهم‮ ‬اخوة‮ ‬له‮ ‬وكنا‮ ‬نتقبل‮ ‬منه‮ ‬النصيحة‮ ‬لأننا‮ ‬نعلم‮ ‬مقدرة‮ ‬الرجل‮ ‬وإمكاناته‮.‬
فسلام‮ ‬عليك‮ ‬طارش‮ ‬يوم‮ ‬ولدت‮ ‬ويوم‮ ‬عشت‮ ‬فينا‮ ‬شامخاً‮ ‬ويوم‮ ‬اختارك‮ ‬ربك‮ ‬الى‮ ‬جواره‮ ‬ويوم‮ ‬تبعث‮ ‬حياً،‮ ‬وتأكد‮ ‬أيها‮ ‬الراحل‮ ‬الغالي‮ ‬بأنك‮ ‬ستظل‮ ‬في‮ ‬قلوبنا‮ ‬وإن‮ ‬غيبك‮ ‬الموت‮.‬
‮ ‬وفي‮ ‬الختام‮ ‬لا‮ ‬أجد‮ ‬ما‮ ‬أرثيك‮ ‬به‮ ‬سوى‮ ‬ما‮ ‬قاله‮ ‬ابن‮ ‬الرومي‮ ‬في‮ ‬موقفٍ‮ ‬كهذا‮:‬
‮»‬وأنت‮ ‬وإن‮ ‬أفردت‮ ‬في‮ ‬دار‮ ‬وحشةٍ
فإني‮ ‬بدار‮ ‬الأنس‮ ‬في‮ ‬وحشة‮ ‬الفرد
أود‮ ‬إذا‮ ‬ما‮ ‬الموت‮ ‬أوفد‮ ‬معشراً
إلى‮ ‬عسكر‮ ‬الأموات‮ ‬أني‮ ‬مع‮ ‬الوفد
عليك‮ ‬سلام‮ ‬الله‮ ‬مني‮ ‬تحية
ومن‮ ‬كل‮ ‬غيث‮ ‬صادق‮ ‬البرق‮ ‬والرعدُ‮«‬
طارش‮ ‬إن‮ ‬القلب‮ ‬لواجم‮ ‬وان‮ ‬عيوننا‮ ‬لباكية‮ ‬وإنا‮ ‬لفراقك‮ ‬لمحزونون‮ .. ‬إنا‮ ‬لله‮ ‬وإنا‮ ‬إليه‮ ‬راجعون‮..‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 29-يونيو-2024 الساعة: 02:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-16140.htm