كلمة الميثاق -
لإرهابيون عناصر إجرامية حاقدة انتجها فكر ظلامي لايؤمن بدين ولا ينتمي لوطن، وقتل الأبرياء وسفك الدماء التي حرمها الله بالنسبة لتلك العناصر، غاية في ذاتها وثقافة العنف والكراهية، هي جوهر هذه الظاهرة التي اجتاحت العالم عابرة حدود الدول والقارات لتصبح خطورتها لا تقتصر على بلد بعينه وهذه الرؤيا العميقة أدركها اليمن من وقت مبكر لأنه كان من أوائل الدول التي استهدفها الإرهابيون وأكتوت بنار أعمالهم الإجرامية البشعة ومازالت.. رغم العمليات الاستباقية والنجاحات الأمنية التي حققتها بلادنا، إلاّ أن تلك العناصر الجاهلة القاصرة ما انفكت تعمل بكل ما يكمن من شر في نفسياتهم المريضة تسعى إلى استهدافه في محاولة للنيل من أمنه واستقراره وأمان وطمأنينة أبنائه والإساءة إلى سمعته ورسم صورة مشوهة لحقيقة أوضاعه الأمنية ملحقة أضراراً بالغة بمصالحه العليا السياسية والاقتصادية الداخلية والخارجية من خلال الآثار السلبية التي تخلفها تلك الأعمال على التنمية والاستثمار، وعلى علاقته بأشقائه وأصدقائه.. ومن هنا فإن مواجهة ومكافحة آفة الإرهاب مسؤولية وطنية لا تقتصر على الدولة ومؤسستها الأمنية فهذه قد استطاعت تحقيق نجاحات نوعية في الفترة الماضية وتواصل هذه النجاحات اليوم ولكن تبقى قضية مكافحة هذه الظاهرة في بعدها الوطني الاستراتيجي.. ونعني هنا الدور الذي ينبغي أن يضطلع به أبناء شعبنا مواطنين ورجال دين وأحزاباً سياسية ومنظمات مجتمع مدني وإعلاميين وتربويين مفكرين ومثقفين لتأخذ المواجهة مع الإرهاب والإرهابيين مساراً ينبغي أن يضطلع به الفرد والأسرة وصولاً إلى المجتمع كله. ولتأكيد هذه الحقيقة نشير إلى من يقومون بهذه العمليات وهم من صغار السن الذين يتم استقطابهم من قبل العناصر الإرهابية مستغلين محدودية تحصيلهم التعليمي وظروفهم الاقتصادية وأوضاعهم الأسرية المختلة والمضطربة ليجروا لهم غسلاً لأدمغتهم بتلك الأفكار السوداء.. إن ظاهرة الإرهاب غريبة عن مجتمعنا اليمني ولا تعبر عن عقيدته وقيمه التي كانت دوماً تجسيداً لوسطية واعتدال ديننا الإسلامي الحنيف. وفي هذا السياق تأتي العملية الإجرامية البشعة التي قامت بها تلك العناصر الإرهابية يوم أمس الأول السبت، بمحافظة عدن والتي جاءت لتعبر عن الوضع البائس الذي وصلت إليه بعد الضربات الاستباقية الأمنية الاستخباراتية مؤخراً عاكسة بذلك مدى الحقد الذي تكنه تجاه رجال هذه المؤسسة الأبطال الذين أكدوا في متابعتهم أولئك الإرهابيين المنفذين، وإلقاء القبض عليهم في تنفيذ تلك الجريمة الإرهابية البشعة تأكيداً جديداً على قدرة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في حماية الوطن من شرور وأحقاد أولئك المجرمين القتلة.. ويبقى أن التصدي لتحدي الإرهاب هو مسؤولية الجميع في هذا الوطن