د. الهام باشراحيل - مع نهاية هذا العام 2010 تصبح جامعة عدن من الجامعات المعمرة. ولا شك أنها خلال الأربعين سنة المنصرمة من عمرها قد شهدت الكثير من الأحداث والتطورات رسمت كماً هائلاً من الخبرات. ورحل عدد كبير من مؤسسيها ومنتسبيها الذين وهبوا أنفسهم للدراسة والمعرفة، وبات من الضروري واللازم عليها توثيق ذاكرتها وتنظيمها .
رغم الجهود الكبيرة التي بذلها جميع قادة ومنتسبي جامعة عدن منذ عام 1970 في سبيل أرشفة وثائق الجامعة، من السهل أن نلمس اليوم صعوبة العثور على أساس البداية لاسيما أننا في عالمنا الثالث لا نحبذ الاحتفاظ بالوثائق القديمة ونتخلص منها دورياً بأي شكل من الأشكال. وبشكل عام ليس في اليمن، وأيضاً في معظم البلدان النامية. نحن بحاجة إلى أرشيف مركزي تحفظ فيه كل مصادر المعرفة الإنسانية التابعة للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وحماية التراث الإنساني، كما هو الحال في جامعات الدول المتقدمة .
لهذا جاءت مبادرة رئيس جامعة عدن الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، لإعداد كتاب يتضمن ذاكرة الجامعة ومؤرخ لمسيرتها خلال الأربعين عاماً الماضية، في وقتها لتسد خللاً كبيراً في حياة الجامعة.
منذ القدم أحس الإنسان بحاجته ماسة والضرورية إلى توثيق الأحداث التي مر بها أثباتاً لدوره في المشاركة و صنع تلك الإحداث و تأثيره عليها، أن عملية التوثيق التي قام بها الإنسان على مر العصور لما استطعنا أن نتعرف على الحضارات المختلفة، ولما وصلت إلينا سيرتهم، ويمكننا القول بأن البداية لعملية التوثيق كانت مع بدء الحضارات الأولى حيث استخدم الإنسان أساليب ويتجلى ذلك بوضوح في الآثار والمخطوطات القديمة والتي تضمنت معلومات تشير إلى الحقب الزمنية التي كان يعيش بها صانعي تلك الآثار.
أن عملية حفظ وتوثيق وأرشفة المصادر المعلوماتية في قسم ذاكرة الجامعة في المكتبة المركزية، وأيضاً لكتابة تاريخ الجامعة هذا لا يأتي إلا من صنع الرجال الطموحين الذين يريدون تحقيق الجودة الحقيقية للمكتبة، باعتبار المكتبة ليس مجرد مرفق عادي بل مرفق أساسي ومهم، لما لها من دور بالغ الأهمية في التكوين الثقافي، وأيضا باعتبارها مرجع أساسي لاختزان المعلومات واسترجاعها.
وبعد الانتهاء من إعداد كتاب ذاكرة الجامعة، التأكد من الاستفادة من جميع الخبرات البشرية المتوفرة في الجامعة والمكتبة وقسم المكتبات والمعلومات وإدارة المعلومات.تعد المكتبة الجامعية من بين المرافق والمؤسسات الحضارية التي من شأنها أن تلعب دورا بارزا في التحسين من المستوى الجامعي من جهة، وتطوير البحث العلمي من جهة أخـرى، فبعد أن كانت بدايتها مجرد مكان لحفظ الإنتاج الفكري.
|