د.علي مطهر العثربي -
يظل الهم القومي الفعل البارز في الفعل السياسي اليمني، لأن اليمن بوابة الإيمان والحكمة والتوحد.
وقد برهنت الأحداث التاريخية القديمة والمعاصرة على مصداقية وموضوعية هذه النظرية، ولست بصدد إثبات ذلك، لأن التاريخ قد أحصى كل البراهين والإثباتات، كما جاء القرآن الكريم مؤيداً ومباركاً لذلك قال تعالى: (بلدة طيبة ورب غفور) وورد في السيرة النبوية الشريفة قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (إذا شاعت الفتن عليكم باليمن) وقوله صلى الله عليه وسلم (إني أرى نفس الرحمن يأتي من اليمن) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
إن الذين يجهلون التاريخ قد يستغربون من إصرار اليمن واليمنيين على المضي في درب الوحدة العربية دون كلل أو ملل رغم مشاكلهم الداخلية، ولكننا نحيل أمثال هؤلاء إلى التاريخ ليقرأوه بعين الخبير المتأمل القادر على فهم حركة التاريخ والاستفادة من عظاته وعبره، وعندها سيدرك القارىء الأمين أن اليمنيين يحملون أنبل رسالة إنسانية تدعو إلى وحدة الصف وإعمار الأرض وصون العرض وبناء القوة التي تحمي السلام الإنساني وتحترم الإنسان وتعطيه حقه من القداسة امتثالاً لأوامر الخالق جل شأنه وعظم قدره الذي كرّم الإنسان على سائر خلقه.
إن اليمنيين في مسعاهم هذا لم يقفزوا على الواقع، بل درسوه وفهموه وانطلقوا منه، وكانت نتيجة دراستهم للواقع قد وضعت بين أيدي اليمنيين نتائج موضوعية من أبرزها أن الحال الذي يعيشه عالمنا العربي من الذل والانكسار ناتج عن الفرقة والانقسام الذي تعانيه الأمة العربية، ولأن اليمن كانت قد عانت من عذابات التشطير والانقسام، فإنها قد أدركت بعد إعادة وحدة شطري اليمن أن من واجبها السعي إلى تخليص الأمة من جور التجزئة والفرقة التي مكنت العدو من السيطرة واحتلال الأرض والعرض وانتهاك حقوق الإنسان.
وأدركت اليمن بأننا في عالم لا يحترم إلا القوي الموحد، ومن هنا جاءت دعوة اليمن للوحدة العربية، وقدمت مشروع إنشاء الاتحاد العربي من هذا المنطلق، وسيظل اليمنيون يناضلون من أجل هذه الرسالة الإنسانية حتى تتحقق للأمة العربية وحدتها المنشودة بإذن الله.