الأحد, 27-يونيو-2010
الميثاق نت -   أحمد إبراهيم كنفاني -
برهن الشعب اليمني عبر مراحل تاريخه المعاصر على قدرته الفائقة على تخطي الدسائس والمخططات التآمرية وكذا المصاعب التي تحاول أن تثنيه عن إنجاز أهدافه وغاياته في التطور والتقدم والبناء والنماء ، وقد تجلت مثل هذه الشواهد في عدة محطات مهمة حفلت بها مسيرة النضال الوطني ولعل أهمها ما يمكن استشرافه من ملحمتي الدفاع عن الثورة والنضال الجمهوري ومعركة الذود عن حياض الوحدة الوطنية، حيث قدم شعبنا فيهما وغيرهما دروساً عظيمة ستظل ناصعة في صفحات التاريخ كونها أبانت الجوهر الأصيل لهذا الشعب ووفاءه لمبادئه وقيمه الوطنية وعلى النحو الذي لم تستطع أن تضعف من قوته ومنعته كل المحاولات التي ظهرت بين الحين والآخر للنيل من هذا الكيان وإضعافه سواء تلك المحاولات التي تدثرت بدعاوى المذهبية والمناطقية والعصبية والطائفية النتنة أو التي جاءت تحت شعارات أيديولوجية متطرفة.

وها هو الواقع اليوم يسير على ذات المنوال المحكوم بالنفس الوطني والتلاحم الخلاق الذي يعبر عن نفسه في الموقف المتوحد للمجتمع اليمني بكل فئاته وشرائحه في مواجهة العناصر الإرهابية الضالة التي لا جنسية ولا وطن ولا دين لها وهي الشرذمة التي زينت لها أوهامها المريضة أن تجعل من تضاريس اليمن الصعبة منطلقاً لزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق بأسرها، وأمام هذه الحالة الموبوءة التي تمثلها تلك العناصر الإرهابية والإجرامية التي عمدت مؤخراً إلى تفجير مكتب الأمن السياسي في عدن وزعزعة الأمن وإقلاق السكينة العامة فإن الجميع من أبناء الوطن معنيون بالاصطفاف وراء إخوانهم من أبناء القوات المسلحة والجهات المعنية في الدولة من أجل التصدي لتلك العناصر الإرهابية التي انحرفت عن الصواب واستبدلت الحق بالباطل والهدى بالضلالة والغواية.

ونعتقد أن واجباً كهذا لا مجال فيه للتلكؤ والتقاعس فالوطن وطن الجميع ومن غير المقبول أن يقف البعض موقف المتفرج حتى إن كانوا يصنفون بأحزاب المعارضة “اللقاء المشترك” ففي مثل هذه القضية لا تمييز بين السلطة والمعارضة فالكل مطالبون بالتحلي بقدر عال من الشجاعة في تحمل مسؤولياتهم والوقوف صفاً واحداً في مواجهة تلك العناصر الخارجة على النظام والقانون باعتبار أن المستهدف هو الوطن وأمنه واستقراره.

ولابد أن يستوعب أولئك الذين يؤثرون السلبية تجاه هذه القضية فداحة مثل هذا الموقف وضرره الكبير على الوطن وتنميته ما يستدعي معه نظرة عقلانية مشفوعة بالفهم العميق بأن ما تقوم به تلك العناصر الإجرامية في بعض المحافظات ليس مسرحية مجردة من الأهداف والأبعاد والنوايا الخبيثة بل إن ما تقترفه تلك الشرذمة من أفعال إجرامية المستهدف الأول فيها والأخير هو الوطن وأبناؤه جميعاً.




تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-16245.htm