الميثاق نت - ينتظر العالم حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الدوحة 2006 ، والذي سيبدأ في تمام السابعة من مساء اليوم الجمعة بتوقيت العاصمة القطرية، ويراهن القطريون على أهمية حفل الافتتاح الذي تم الإعداد له مبكرا ، وعلى مدار عامين بواسطة كبار الخبراء الأجانب المتخصصين في هذا الشأن حيث يتولى إخراج الحفل المخرج الأسترالي الذي تولى عملية إخراج حفل أولمبياد سيدني عام 2000 ، ويقول المخرج الاسترالي في هذا الشأن إن حفل أسياد الدوحة سيفوق حفل سيدني بكثير نظرا للإمكانيات الضخمة التي تم تسخيرها لهذا الغرض .
الحفل يبدأ في السابعة بوصول أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بصحبة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية والرئيس الإيراني أحمدي نجاد, كما يحضر الحفل كبار الشخصيات الرياضية في العالم ويأتي على رأسهم جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ، وجوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ، والشيخ أحمد الفهد الأحمد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الرياضية المرموقة ورؤساء الوفود المشاركين في الأسياد وعدد من السفراء في دولة قطر .
وسيكون حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي تحتضنها دولة قطر أسطوريا يفتخر به كل مواطن عربي حيث يمزج بين تاريخ منطقة الجزيرة العربية وبين التكنولوجيا المتطورة في توليفة رائعة ما بين الماضي والحاضر والمستقبل.
وقال شريف حشيشو مدير ادارة الاحتفالات والفعاليات الثقافية في اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية ان حفل الافتتاح سيكون عرضا يتذكره الجميع ويفخر به كل مواطن قطري وذكرى لا تنسى لسنوات عديدة وهو تتويج لثلاث سنوات من العمل الدؤوب لإنجاز اكبر احتفال تشهده القارة الآسيوية.
وأشار الى ان الحفل سيتضمن عرضا تاريخيا وثقافيا لدولة قطر ومجموعة من الرسائل التي تريد الدولة ان ترسلها الى العالم، موضحا انه اخذ في الاعتبار ان يكون الحفل متوازنا بين ثقافة وتاريخ دولة قطر وبين الفعالية والتطور الحاصل في العالم حيث تعد قطر دولة متطورة بسرعة مع احتفاظها بتقاليدها وثقافتها الغنية.
وأكد شريف حشيشو ان الحفل سيتضمن مشهدا مسرحيا لحياة اجدادنا القدماء في الصحراء وفي البحر في لوحة تعود بنا الى ماضي دولة قطر وثقافتها الى جانب مشاهد عما تشهده البلاد من تطور سواء على مستوى التعليم او المرأة او التكنولوجيا ورموز اخرى في عرض يمزج بين الماضي والحاضر والمستقبل وفي رحلة تمثل العالم العربي والاسلامي، لافتا الى ان الحفل سيعكس دولة قطر كجزء من القارة الآسيوية والمكانة التي اصبحت تحتلها على الصعيد العالمي.
كما اكد مدير ادارة الاحتفالات والفعاليات الثقافية في اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية أن جهودا كبيرة بذلت في سبيل ان يستخدم في الحفل تكنولوجيا متطورة لم تستخدم من قبل مع حضور فقرات غنائية واستعراضية شارك في إعدادها ملحنون ومؤلفون من قطر، مجددا القول ان حفل الافتتاح سيكون حدثا لن ينسى.
ومن جانبه قال ديفيد اتكنزن ان دولة قطر تتمتع بثقافة وتاريخ بشرى مميز جدا، الامر الذي ساعد على إعداد برنامج رائع لافتتاح دورة الألعاب الآسيوية، معربا عن شكره لجميع السلطات الثقافية في الدولة للمساعدات التي قدمتها في سبيل ان تخرج المشاهد الخاصة بماضي قطر وتاريخها خلال حفل الافتتاح بالصورة المرجوة.
واوضح السيد ديفيد ان موضوع حفل الافتتاح الذي سيشارك فيه 7000 شخص سيكون موضوعا متعدد الثقافات بفضل تنوع الجنسيات التي يضمها فريق العمل الذي اعد الحفل.
وأشار الى انه بالإضافة الى الفقرات التي تعنى بتاريخ دولة قطر وثقافتها فسيتطرق الحفل الى عدة مواضيع اخرى كالسلام، لافتا الى ان الحفل سيبدأ عند الساعة السابعة من مساء اليوم ويستمر حوالى ثلاث ساعات وثلث الساعة، كما اوضح ان شعلة الاسياد التي جابت 15 بلدا ومنطقة في قارة اسيا سيحملها عند وصولها الى استاد خليفة 6 ابطال رياضيين من دولة قطر تمهيدا لتسليمها لمن سيقيد مرجل الشعلة.
وفي رده على سؤال حول الحالات الطارئة التي من شأنها ان تعرقل حفل الافتتاح كهطول الامطار اكد ديفيد ان هناك خطة طارئة واستراتيجية معدة مسبقا للتعامل مع مثل هذه الامور، مؤكدا جهوزية فريق العمل لإخراج الحفل بأبهى صورة.
الفقرات الفنية
ويأتي في طليعة الفنانين المشاركين في حفل افتتاح الأسياد الذين تمت إحاطة أسمائهم بالسرية لمدة عامين، مغني البوب المشهور من هونج كونج جاكي شونغ ومغنية البوب ونجمة السينما الهندية سنيدي شوهان والفنانة اللبنانية ماجدة الرومي ومغني الأوبرا الإسباني خوزيه كاريراس ضمن نخبة من النجوم العالميين التي تشارك في حفل الافتتاح الذي سيقام في استاد خليفة.
وقد تم التخطيط لاستقطاب عدد من أبرز المغنين الآسيويين والفنانين العالميين وذلك لصهر جميع الثقافات والحضارات الآسيوية المشاركة برياضييها في الدوحة 2006 في احتفالية عالمية رائعة".
وأول من سيقدم أغنية أعدت خصيصاً لحفل الافتتاح هو جاكي شونغ، واحد من أفضل المغنين العالميين ونجوم السينما قادم من هونج كونج. ويعد جاكي، بطل "بوب الكانتونيز، المعروفة بموسيقى بوب هونج كونج" واحدًا من أفضل مغني البوب في العالم والحائز على العديد من الجوائز العالمية منها جائزة أفضل فنان صيني لعامي 1995 و 1996 في مونت كارلو، وتم التصويت له كواحد من أفضل عشرة شباب متألقين عام 1999.
فقرة سنيدي
اما سنيدي شوهان فستقدم أغنية "التواصل" التي قام بتأليفها الأستراليان العالميان بول بيجود وفانيسا كوريش. وستقدم سنيدي هذه الأغنية كتحية للرياضيين المشاركين من 45 دولة وإقليمًا آسيويًا في الألعاب. وستقوم سينيدي البالغة من العمر 19 عاما بتخصيص وقتها لحفل افتتاح الدوحة 2006 على الرغم من الجولة الغنائية التي تقوم بها في 12 ولاية في الولايات المتحدة الأميركية.
ولأول مرة، سوف تقوم الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، بأداء دويتو ثنائي مع مغني الأوبرا الاسباني خوزيه كاريكاس في حفل الافتتاح والتي يؤدي فيها الاثنان أداءً فنيا مع بعضهما البعض لأول مرة وذلك لاستقبال الشعلة في استاد خليفة بعنوان "إنارة الطريق ".
وبحكم منصبها كسفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابع للأمم المتحدة ، أصبحت الفنانة ماجدة الرومي رمزاً ومثالاً للجمهور العالمي لأكثر من ثلاثة عقود تحمل رسالة إنسانية ورسالة تضامن بين البشر، ومكافحة الفقر والجوع، معبرة في أغانيها عن صور لمجتمع وشعبه.
ويعد مغني الأوبرا الإسباني خوزيه كاريراس واحدًا من أفضل مغني التينور بالإضافة إلى غنائه مع أفضل مغنّي الأوبرا في العالم. واشتهر خوزيه بأدائه الرائع في حفل افتتاح كأس العالم في روما عام 1990.
طموحات كبيرة
ويبدو أن الطموحات القطرية كانت كبيرة جدا وتتخطى الحدث الآسيوي الضخم لتصل إلى الحدث العالمي الأضخم ويتمثل بدورة الألعاب الاولمبية الصيفية، وكما فاجأ القطريون الجميع بإعلان رغبتهم في استضافة الألعاب الآسيوية، دوى خبر رغبة قطر في التقدم لاستضافة اولمبياد 2016 بانية طموحاتها على النجاحات التنظيمية الهائلة التي حققتها في الأعوام السابقة وعلى ما أنجزته من بنية تحتية ومنشآت لاستضافة الألعاب الآسيوية.
وإذا كان القطريون يفضلون إطلاق تسمية "ألعاب العمر" على ألعاب الدوحة، فان ملامح الشعار المقبل يتمحور حول "الاولمبياد والحلم العربي".
وحمل كلام أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني عبارات واضحة في إبراز الطموحات القطرية بقوله "إن النهضة الرياضية التي تشهدها البلاد كانت سببا رئيسا للتفكير بالترشح لاستضافة دورة الألعاب الاولمبية الصيفية عام 2016".
شهادة النجاح في تهيئة الظروف لاستضافة المحافل الرياضية الكبيرة جاءت على لسان الشيخ احمد الفهد رئيس المجلس الاولمبي الآسيوي الذي قال: "اعتقد ان ألعاب الدوحة 2006 ستكون من الأفضل في التاريخ الآسيوي خصوصا من حيث المنشآت، فمنشآت قطر من الأجمل في العالم، والاهم أن قطر قررت إقامة أكاديمية رياضية بجانب الألعاب والاستفادة من المنشآت والبنية التحتية".وأوضح: "هناك بناء تنموي ومطار جديد وطرقات حديثة وأماكن عديدة للسكن".
وستخطو قطر الخطوات الرسمية لإعداد الملف بشكل متقن كما فعلت على الصعيد الآسيوي، حيث أوضح الشيخ سعود أن لجنة قطرية ستتولى إعداد الملف الأول الذي سيقدم إلى اللجنة الاولمبية الدولية مطلع 2007"وتتلقى اللجنة الاولمبية الدولية طلبات الترشيح لاستضافة اولمبياد 2016 بين ينايرو يوليو المقبلين، على أن يتم اختيار اسم المدينة الفائزة عام 2009".
وتتسلح قطر بحقيقة راسخة تأمل في أن تتكرر معها وتتمثل بنجاح الدول التي استضافت الألعاب الآسيوية في الحصول على شرف استضافة الاولمبياد كما حصل مع كوريا الجنوبية واليابان، كاشفا عن محاولات أيضا لتايلاند والهند في هذا الصدد.
وعمل القطريون باحترافية عالية ولم يبخلوا أبدا لتجهيز كل شيء لاستضافة الألعاب الآسيوية 2006 فأنفقوا نحو 2,8 مليار دولار في مختلف المرافق والميادين، ويأملون أن تكون الألعاب الآسيوية علامة فارقة تساعدهم على إقناع أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية على احتضان الاولمبياد.
وكشف عضو المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الدولية البورتوريكي ريتشارد كاريون أن جميع أفراد المكتب التنفيذي سيتابعون حفل افتتاح الألعاب الآسيوية وسيتعرفون عن كثب إلى إمكانات قطر ومدى قدرتها على استضافة دورة الألعاب الاولمبية الصيفية.
عضو اللجنة الاولمبية الدولية، اللبناني طوني خوري، أعرب عن أمله في أن يتحقق هذا الحلم القطري والعربي، معتبرا أن المواصفات مؤمنة بكاملها.
وأوضح خوري أن المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الدولية سيرد أواخر العام المقبل إذا كان سيقبل الطلبات التي سيتلقاها بشأن استضافة اولمبياد 2016 أم لا، معتبرا انه يجب أن تكون الشروط مطابقة لما تطرحه اللجنة.
المصدر: الثورة
|