الثلاثاء, 29-يونيو-2010
الميثاق نت - دعا الأحزاب والإعلام إلى استيعاب الخطوط الحمراء التي لاينبغي تجاوزها حتى لا يتم تشويه صورة اليمن، منوهاً إلى أنه سيصعب غداً تجميل ماشوهناه بالأمس وإصلاح ماتم كسره مؤكداً على أن الإرهاب أصاب السياحة في مقتل، وعلى الجميع الوقوف إلى جانب  الأجهزة الأمنية لاستئصال هذه الآفة قضايا مهمة جديرة بالقراءة في هذا الحوار مع الأخ نبيل الفقيه وزير السياحة. حوار: توفيق الشرعبي الميثاق نت -
دعا الأحزاب والإعلام إلى استيعاب الخطوط الحمراء التي لاينبغي تجاوزها حتى لا يتم تشويه صورة اليمن، منوهاً إلى أنه سيصعب غداً تجميل ماشوهناه بالأمس وإصلاح ماتم كسره مؤكداً على أن الإرهاب أصاب السياحة في مقتل، وعلى الجميع الوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية لاستئصال هذه الآفة قضايا مهمة جديرة بالقراءة في هذا الحوار مع الأخ نبيل الفقيه وزير السياحة.
نبدأ من البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية.. ما الذي تم تنفيذه في الجانب السياحي؟ - أدركنا منذ الوهلة الأولى أن الانطلاق إلى الأمام لابد أن يكون على أرضية صلبة تساعد على ثبات الخطوات لتحقيق الطموح في تنمية سياحية مستديمة تعتمد على استغلال مقومات السياحة الطبيعية وما سيحدثه الاستثمار من بنية سياحية، فكان العمل على عدد من المجالات وقد لا تتسع المساحة هنا لذكرها لذا سنشير إليها باقتضاب، فبعد أن درسنا الوضع الراهن للسياحة وعملنا على تعزيز البناء المؤسسي واستصدرنا قانون السياحة بفصوله الستة استطعنا استيعاب أفضل الممارسات السياحية في العالم وأصدرنا اللوائح والآليات لعمل الفنادق والمطاعم والتعامل مع الوكالات السياحية وتنظيم الإرشاد السياحي ويمننة المرشدين والاهتمام برفع قدرات العاملين من خلال التأهيل والتدريب وربط الحوافز بالأداء ودعم وإنشاء المنظمات والاتحادات والجمعيات المهنية السياحية وإنشاء مركز المعلومات ولجان التنشيط السياحي وتفعيل دور المجلس الأعلى للسياحة وإعداد اللوائح والأنظمة الناظمة لنشاط ومهن القطاع السياحي وتحديث القوانين السياحية وإعداد الاستراتيجيات والخطط وتنشيط القطاع السياحي من خلال الحفاظ على الموارد الطبيعية السياحية والشراكة لجذب الاستثمارات.. وتنويع المنتج السياحي وتطوير أنماط وخدمات سياحية جديدة وإقامة لقاءات تشاورية سنوية.. وكذلك التوعية والإرشاد سواءً عن دمج المفاهيم والمعلومات السياحية ضمن المناهج التعليمية للمرحلة الأساسية أو عن طريق تنفيذ الحملات التوعوية عبر الصحافة.. الخ، وتوفير الخدمات السياحية على الطرق البرية.. والاهتمام بتشجيع الاستثمار السياحي.. وتحسين صورة اليمن من خلال الترويج والتسويق.. كما أننا أجرينا المسوحات السياحية لتحديد فجوة الطلب السياحي من فنادق ومطاعم ومتنزهات وسيارات وغيرها، وفقاً لقاعدة المعلومات، دعم وتشجيع الكيانات المهنية المتخصصة.. دخولنا ضمن التعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وحصلنا على اتفاقية دعم خارج دعم القطاع الحكومي.. كما حصلنا على جوائز عالمية في كثير من المجالات.. باختصار.. لقد أسسنا أُسساً يصعب تجاوزها مستقبلاً في القطاع السياحي.
منهجيةسياحية
بعد أن حددتم فجوة الطلب السياحي.. ما الإجراءات التي تم اتخاذها لسدها؟ - كنا بحاجة إلى رؤية استثمارية يتم على أساسها وضع خطة التنمية السياحية وهي عبارة عن منهجية لكيفية الجذب السياحي وأي الأماكن والمواقع التي تحتاج لخدمات، وهذا ما تم فعله بالتأكيد بعد أن أوجدنا البديل المستثمر من القطاع الخاص ولكي نضمن هذا البديل اشتغلنا على قانون الترويج السياحي حيث أدخلنا فيه مفاهيم التنمية السياحية لكي نضمن الترويج للاستثمار ويدخل في التنمية، وفعلاً بدأنا ننشئ الكيانات الاستثمارية من أجل إخراج مجلس الترويج من المخاطرة بين دخول القطاع الخاص وتسلُّط القطاع العام.. وبهذا أصبح مجلس الترويج يدخل بنسبة 30% أو أكثر أو أقل، وبهذا تم إنشاء الشركة اليمنية للتنمية السياحية بالشراكة مع شبام القابضة ونسبة مجلس الترويج 35%، وإنشاء الشركة اليمنية للضيافة والفندقة التي انبثقت منها أكاديمية الضيافة العالمية وشركات أخرى كان للمجلس اسهاماته فيها.
رسالة
هل سيكون لكم دور في الترويج السياحي خلال خليجي (20)؟ - نحن نؤهل ما يقارب من 750 كادراً من محافظة عدن عبر أكاديمية الضيافة استعداداً لهذا الحدث الرياضي السياحي. ما الذي قدمتموه للمحافظات الأكثر سياحة بخصوص الوعي المجتمعي؟ - نحن تبنينا دعم مشروع تعليم الكبار ومحو الأمية في محافظات: مأرب- شبوة- الجوف.. وغرضنا توصيل رسالة..
استئصالالآفة
إلى أي مدى أثرت عمليات الإرهاب على السياحة؟ - الأثر كبير وملموس والنسبة انخفضت كثيراً، والوكالات السياحية متوقفة عن العمل وخصوصاً المعتمدة على السوق الأوروبية.. المرشدون السياحيون في البيوت والسيارات السياحية متوقفة.. الأثر المباشر موجود وأيضاً الأثر الاقتصادي على المدى البعيد كبير لأن الإرهاب حد من الاستثمار في المجال السياحي.. وأدعو المناطق التي تتستر أو تحتوي عناصر إرهابية أن تدرك أن هذا العمل لايمكن أن يفيد يوماً ما، وأن الإرهاب سيضر بالجميع وآثاره سلبية وستطال المجتمع ككل.. وعلى الدولة أن تكثف جهودها لاستئصال هذه الآفة.
روابط
بما أن العمليات الإرهابية أثرت على السياحة.. هل لكم بدائل؟ - بالتأكيد فنحن لسنا جامدين وقد اتجهنا مباشرة لإيجاد أسواق بديلة، فالرؤية للاستفادة من تنوع المنتج السياحي هي التي تخلق لنا أسواقاً بديلة.. ولأننا لسنا مرتهنين للأسواق الأوروبية التي تتحسس من الناحية الأمنية، ولو ارتهنا لهذه الأسواق لتجمد القطاع السياحي لذا اتجهنا نحو الأسواق الخليجية كأسواق بديلة وهي أفضل من الأوروبية، وهذا لا يعني أننا أغلقنا الأوروبية بل إننا نشتغل فيها ولكن عن طريق البرامج، المؤتمرات، الصحافة، الإعلانات.. وهذا من أجل بقاء الروابط بيننا وتلك الأسواق..
خطوطحمراء
كيف هي علاقتكم بالإعلام المحلي؟ - لدينا اشكالية في هذا الجانب وخصوصاً ما يتعلق برفع الوعي السياحي لدى المجتمع وهذا ما دفعنا إلى إيجاد أفضل الممارسات في مختلف دول العالم.. يجب أن يكون هناك منهجية خاصة بين الإعلام السياحي والإعلام الرسمي والخاص والحزبي تعتمد على محددات وخطوط حمراء لا ينبغي تجاوزها.. وأكرر يجب أن يعلم الإعلام أن في السياحة خطوط حمراء يجب الوقوف عندها، حتى لا نشوه سمعة البلاد ونقطع قوت كثير من الناس، فعلى سبيل المثال هناك أكثر من 97000 يعملون في القطاع السياحي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ويعولون أسراً.. وعندما يأتي الإعلام لتهويل خبرٍ ما، أو نقل صورة خاطئة عن موقعٍ ما، يكون قد ضرب السياحة وقطع قوت أولئك المواطنين، ولهذا يجب أن يستوعب الإعلام أن هناك خطوطاً حمراء لا ينبغي تجاوزها. نقطة أخرى، نحن نرى أن هناك إعلاماً يكلف نفسه لتقديم إعلانات أو بث تقارير عن موقعٍ ما بقصد الترويج السياحي لبلادنا، وهذا محل اختلاف جوهري فأنا أقول إن عمل الإعلام المحلي يجب أن يقتصر على رفع مستوى الوعي والإدراك لدى المسئول والمواطن بأهمية القطاع السياحي، أما الترويج والتسويق فليست مهمة هذا الإعلام لأن المستهدف عالمي وهو يشاهد قنوات أفضل من قنواتنا ويقرأ صحفاً أجود من صحفنا، حتى أن صحفنا الورقية لا تعبر الحدود، وإن وُجدت فهي تصل إلى مقرات سفاراتنا فقط!!
وسائلترويجية
إذاً ما خطتكم للترويج والتسويق السياحي إذا كان الإعلام المحلي لا يفيد في هذا الجانب؟ - قمنا بالدعاية وبث الإعلانات في قنوات فضائىة عالمية (CCN/BBC/ الجزيرة/ العربية أطلس/ القنوات الفرنسية/ القنوات الايطالية/ القنوات الاسبانية/ القنوات الألمانية/ الإمارات/ السعودية).. وأىضاً نشر الإعلانات والتقارير السياحية في الصحف والمجلات المتخصصة كـ(المسافر العربي/ السياحة الإسلامية/ أسفار/ TTG/ABTA/ صحف ومجلات بريطانية.. الخ)، بالإضافة إلى تصميم موقعين للوزارة ومجلس الترويج السياحي.. زد على ذلك لدينا وسائل ترويجية أخرى متنوعة كاستضافة إعلاميين وشخصيات سياحية مهمة وعالمية، حيث استضفنا الدكتور عبدالمنعم قدورة- رئىس تحرير مجلة «الدانوب» وصحفيين من مجلة فرنسية وصحفي إيطالياً والرحالة الايطالي ماكس كالدتبار وآخرين. هل للمجالس المحلية أدوار تقوم بها تجاه المواقع الأثرية؟ - حاولنا مع كثير من المجالس المحلية الاهتمام بالمواقع الأثرية، لكننا وجدنا وكأن هناك حاجزاً نفسياً بينهم وبين المواقع.. فاضطررنا إلى القيام ببعض الأدوار التي من اختصاصات المجالس المحلية مثل عمل سلات للمهملات في المواقع وكذلك عمل لوحات ارشادية سياحية، بالإضافة إلى تأهيل حرفيين يقطنون بقرب المواقع الأثرية، ومرشدين وسائقين..الخ.
أطلال
عندما ينخفض النشاط السياحي.. ما الذي تقومون به؟ - نستغل هذا الانخفاض في البناء الداخلي، وللعلم فنحن لأكثر من 20 سنة ونعتمد على سياحة الأطلال وقد أثر الإرهاب على هذه السياحة فسعينا لإيجاد منتج سياحي متجدد.. فلدينا سهول.. جبال.. صحارى.. مياه معدنية.. شواطئ وبدأنا نركز على سياحة الغوص، والتسلق والمغامرات، سياحة العبور «اليوم الواحد»، السياحة الدينية والريفية وسياحة المؤتمرات والمهرجانات.
رقمصعب
ما موقعكم في السياحة العالمية؟ - اصبحنا رقماً صعباً ومؤثراً، ولايمكن أن يمر شيء لسنا راضين عنه، كما أننا اصبحنا نموذجاً في بعض الجزئيات، وعلاقتنا مع المنظمة العالمية للسياحة ممتازة وكذلك المنظمة العربية، ومع الأكاديميات العالمية.. علاقات تمكننا من تحسين الواقع السياحي، كما أن استضافتنا للاجتماع الرابع والثلاثين للجنة منظمة السياحة لدول الشرق الأوسط وحضور أمين عام منظمة السياحة العالمية دليل على ما وصلت إليه علاقاتنا.. ولهذا تم اعتماد اليمن رئيساً لإدارة الأزمات السياحية على مستوى الوطن العربي ومصر على مستوى العالم.. وهذا لم يأت اعتباطاً فقد بذلنا جهوداً حتى أوجدنا وحدة إدارة الأزمات التي مكنتنا من تبوؤ هذا المنصب.. ومهمة هذه الوحدة التعامل بجدية مع أي حدث يضر بالسياحة سواءً اقتصادياً أو بيئياً أو اجتماعياً أو غيرها..
خطدفاع
هل وضعتم أهمية للمجتمع القاطن بقرب المواقع السياحية؟ - بالتأكيد لم نغفل أولئك القاطنين بالقرب من المواقع الأثرية والسياحية وعملنا على إشراكهم في مجمل الحراك الاقتصادي ليستفيدوا من العائد المادي المباشر عن طريق تبنّي الاشتغال بالحرف اليدوية، القيادة، المرشدين، وغير ذلك.. نحن نعمل على جعل المجتمع في خط الدفاع الأول عن المصالح السياحية ومرتاديها.. ماذا عملتم للمواقع الأثرية الآيلة للسقوط؟ - ليس ذلك من مهامنا، فالترميم مسئولية وزارة الثقافة.
إلاّاليمن
كلمة أخيرة: - أتمنى على كل حزبي أو صحفي أن يستوعب أن هناك خطوطاً حمراء لايمكن لأحد أن يتجاوزها اطلاقاً، وأن تكون الكلمة الوحيدة العالقة في الأذهان عند أي اختلاف أو تباين «إلاّ اليمن»، فإذا لم نستوعب جميعنا هذه العبارة فسنندم غداً على الصورة التي رسمناها في عقول الآخرين عن بلادنا، وسيصعب علينا إصلاح ما كسرناه بالأمس.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-16287.htm