جمال محمد حُميد -
دائما ما يتحفنا أحزاب اللقاء المشترك بأفعالهم التي تدل على حقيقة أمرهم المتعلق في عدم تمكنهم من تقديم أي رؤية سياسية واضحة تمكنهم من كسب ثقة الشعب والدخول في حوار سياسي حقيقي يسمح لهم من خلاله أن يقدم مصلحة الوطن عن مصالحهم الشخصية.
ولعل الطريقة التي استخدمها أحزاب اللقاء المشترك وتقديمهم بكشف يضم قائمة من المحتجزين إلى ممثل الاتحاد الأوربي بصنعاء فإنه خير دليل على تغريد اللقاء المشترك وأحزابه إلى خارج الوطن ومحاولة إدخال الأجانب في الشأن الداخلي اليمني في تصرف غير عقلاني ولا سياسي بحت يدل على إمكانية أن تتسلم قيادة اللقاء المشترك لأيٍ من مرتكزات السلطة التي تهم اليمنيين أنفسهم فقط.
فلقد كان الشعب اليمني وبناء على الدعوة الكريمة التي وجهها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح عشية الاحتفال بالعيد الوطني العشرين عيد الوحدة بالحوار الوطني والذي دعا فيه كافة الأطياف السياسية للاشتراك بالحوار تحت كنف الوحدة وسقف القانون كانوا ينتظر أن تبادر قيادات اللقاء المشترك وأحزابه إلى تقديم رؤية سياسية حقيقية للدخول الجاد للحوار الوطني وكذا حل لبعض المشاكل السياسية القائمة بين أطراف الحياة السياسية في بلادنا المتمثلين في المعارضة والسلطة عصفت أحزاب اللقاء المشترك لكل ذلك الانتظار وكشفت عن حقيقتها في عدم امتلاكها لأي رؤية وطنية يمكن من خلالها أن تدخل الحوار الوطني وتحل أي أزمة قائمة بين أطراف الحياة السياسة في بلادنا.
فالمشترك تناسى أن ما يحدث في اليمن هو شأن داخلي لا يمكن لأحد التدخل فيه مهما حصل وأن ما يتخذ من قبل السلطة والحزب الحاكم هو احترام وتقدير لأي نوايا حسنة أو جهود تبذل من أي جهة خارجية كانت من أجل تقريب وجهات النظر فقط ليس إلا..
فالمطالب التي تقدم بها اللقاء المشترك لممثل الإتحاد الأوروبي بصنعاء كان الأحرى بهم تقديمها لطاولة الحوار وكذا الجهات المختصة في بلادنا حتى يتم حل المشكلة وليس التوجه للأجنبي ومحاولة حشره في الشأن الداخلي كون ذلك التصرف الأرعن يعتبر أمر معيب قامت به قيادات اللقاء المشترك ولا يمكن القبول به كونه لا يخدم المصلحة الوطنية ولا عملية الحوار الوطني الذي دعا له فخامة الرئيس.
فإذا كان هذا هو تفكير اللقاء المشترك وقياداته وعملهم الحزبي والسياسي في بلادنا وهم في المعارضة ومركز مخول لهم في قيادة جزء من الشعب فكيف بهم إذا نجحوا في حالة نيلهم ثقة الشعب في قيادة البلد ونحن نُعتبر دولة وبلد له شأنه وكيانه الاستقلالي الذي لا يسمح لأي خارجي التدخل فيه.
فإني ولكوني أحد أبناء هذا الشعب أأسف بأن تكون هذه حالة المعارضة في بلادنا وأنه ليُحزنني أن تلجأ المعارضة للخارج في قضية تخص الشأن اليمني الداخلي وهناك طرق داخلية عدة تمكنها من تحقيق مطالبها.
فأي حالة يرثى لها وصلت حال المعارضة وأي تفكير همج يمكن من خلاله ان تفكر وتطالب بحشر الأجنبي في شأن يمني داخلي؟!! سؤال سيجيب عليه الشعب اليمني في الانتخابات النيابية القادمة في حالة رضيت في أن تكون مثل هذه المعارضة هي من تقود البلاد وترضى بأني يكون للخارج سلطة عليه.
اخيراً
الرئيس دعا لحوار وطني تحت سقف الوحدة اليمنية وليس حوار خارجي وعلى أحزاب اللقاء المشترك أن تعي هذا الأمر وتفهم دعوة فخامة رئيس الجمهورية حتى يكون لها المكانة التي يجب أن تكون للمعارضة في بلادنا.
كما على اللقاء المشترك في حالة امتلاكهم لمطالب قانونية وتنم عن المصلحة الوطنية فإن الطرق للوصول إلى الجهات المختصة كثيرة ستمكنها من تحقيق تلك المطالب دون أن تلجأ للخارج ولعل أقصر تلك الطرق هي طاولة الحوار... وكفى!!