محمد المعافا -
قال تعالى : "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وتزودوا فإن خير الزاد التقوى..".
في الآية السابقة احكام عدة منها :
ان الله جعل الوقت سائداً في كل شيء وجعل للعبادة اوقاتاً معلومات فالصلاة لها وقت والصيام له وقت والزكاة كذلك.. والحج له أشهر معلومات هي شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة وقيل شهر ذي الحجة والشهران الاخيران من الاشهر الحرم وحصر الحج في هذه الاشهر يدل على توقيت مدته فيها ولايصح في غيرها لقوله تعالى : »فمن فرض فيهن الحج« كالصلاة فلا يصح اداؤها قبل دخول وقتها ولا يسقط الاداء في غير الوقت واجباً.
قال العلماء ولا ينعقد فرض الحج بمجرد النية فلا بد من الاهلال بالتلبية لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حيث قال لعائشة رضي الله عنها "أهلي بالحج« ومن احكام الآية السابقة : الالتزام بآداب الحج "فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج" وهذا يدل قطعاً ان الحاج اذا التزم بهذه الآداب والاخلاق والسلوك فلا ينبعث منه ولا تجود نفسه إلاّ بأخلاق حميدة واعمال صالحة ويكون حجه مبروراً وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له ما بر الحج؟ قال عليه الصلاة والسلام : "إطعام الطعام وافشاء السلام وطيب الكلام« هذا قبس من نور آية في احكام الحج والحديث عن الفضائل والفوائد.فالحج تجمع هائل للتآلف بين قلوب المسلمين والتعارف على بعضهم البعض فالقلوب جنود مجندة ماتعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف او كما قال عليه الصلاة والسلام، وهو مؤتمر اسلامي عظيم يعقد في كل عام تحت ظل الله ورعايته وفي بيته وحده لا شريك له يضع قراراته واهدافه دون املاءات من أحد فيخرج المؤتمرون بهذه القرارات التي هي عبارة عن حبل متين يربط القلوب على هدف واحد وشعار واحد وبيت واحد ودستور واحد يكون الناتج في ارض الواقع امة اسلامية واحدة »حنفاء لله غير مشركين به«.فالحج يذيب جميع الحواجز بين المسلمين الكل متساوون لباسهم واحد شعارهم واحد ومكانهم واحد وموقفهم واحد وعدوهم واحد يجتمعون لرميه بالحجارة حتى يكون أصغر واحقر وأذل مافي الارض.وفي الحج يتعلم المسلم الصبر على الغربة والبعد عن الاهل والاولاد والاحباب ويعيش في رحلة روحية يمضي فيها الى تلك الديار المقدسة والاماكن الطاهرة وهو محمل بالاوزار والذنوب ويعود برحمة من الله ومغفرة ورضوان : »فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون«. ومن فوائد الحج انه موسم للعطف على الفقراء والمساكين وينعش الاقتصاد الاسلامي للفرد والجماعة والحكومات وصدق الله القائل : »ليشهدوا منافع لهم« وفي الحج ينخلع الانسان عن كافة الشهوات والملذات الجدية وينتقل من جو الدنيا الضاغط الى ساحة الله الواسعة ومغفرته الجامعة ويتعرف على عظمة الانبياء صلوات الله عليهم أجمعين والوقوف على أعمالهم وجهادهم العظيم والصبر والتحمل من أجل الله عز في علاه.ولما للحج من فوائد جمة نادى المولى عباده فقال : »وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس والمفقير«. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : »من أراد دنيا وآخرة فليؤم هذا البيت ما أتاه عبد سأل الله الدنيا إلاّ اعطاه الله منها او سأله الآخرة إلاّ ذخر له منها..
ايها الناس عليكم بالحج والعمرة فتابعوا بينهما فإنهما يغسلان الذنوب كما يغسل الماء الدرن وينفيان الفقر كما تنفي النار خبث الحديد.. هذا والله من وراء القصد ونسأله ان يجعلنا وإياكم من الواقفين في صعيد عرفات هذا العام وكل عام آمين آمين..
| 
من فضائل الحج وفوائده