استطلاع/ هناء الوجيه - المراكز الصيفية تُمثل مُتنفساً للنشء، فمن خلالها تُتاح أمامهم فرص الترويح عن النفس وممارسة الهوايات المختلفة، وهي للفتيات خصوصاً مكان للتعرف واكتساب وتعلم المهارات والأنشطة المتعددة، فكم من الملتحقات بهذه المراكز خرجن بحصيلة من المهارات وأصبح لديهن طموح ومسار محدد لتحقيق أهداف معينة، ومن منطلق هذه الأهمية يرى كثير من الناس أن من الضروري أن تحاط هذه المراكز بالرعاية والمتابعة وأن يتم الاستعداد لها بتمعُّن بحيث توضع لها الخطط والاهداف التي تحقق الفائدة المرجوة منها.. حول المراكز الصيفية وما تحمله من أهمية، وعن الاستفادة التي تجنيها الفتاة من خلال الالتحاق بها كان لنا هذا الاستطلاع.. فإلى الحصيلة:
^ البداية كانت مع الاخت أمة السلام أحمد هاشم- مدير إدارة أنشطة الطالبات بوزارة التربية والتعليم- والتي ترى أن أهمية المراكز الصيفية تنبع من كونها تأتي كفرصة للترويح عن النفس بعيداً عن همّ المذاكرة والتحصيل العلمي، ومن خلالها يستطيع الملتحق أن يختار نوعية النشاط الذي يرغب في ممارسته خلال هذه الفترة، إضافة الى التنوع الذي يتخلل أنشطة هذه المراكز ما بين ندوات ومحاضرات ومسابقات وغيرها من الفعاليات التي تكسر الرتابة وتخلق نوعاً من المرح والتشويق الى جانب الاستفادة.. وتضيف: كما ان هذه المراكز للفتيات لها فوائد كبيرة، حيث ان عدداً كبيراً منهن تعلمن الخياطة والتطريز والمهارات اليدوية المختلفة، بالإضافة الى الرسم والنحت والاستفادة من مهارات الحاسوب.. هذه الأنشطة وغيرها كونت لدى الفتيات هدفاً وأصبح معظمهن يمتهن هذه المهارات كمصدر من مصادر الدخل ، وهذا ما يحتم ضرورة الاهتمام بهذه المراكز والتركيز عليها بحيث لا تغفل بعض الجوانب على حساب أخرى.. مشيرة الى أن من الاشكاليات التي تعيق الاستفادة من الكوادر المؤهلة وخاصة في مجالات الأنشطة النسوية، شح العائد المالي وخاصة ان هذه المراكز تقام في فترة الإجازة الصيفية وبذلك لابد من الالتفات لهذا الجانب ووضع المعالجات المناسبة ليتم الاستفادة من هذه الكوادر.
متابعة وإشراف
^ من جانبها الاخت كفاح داوود- مدير إدارة التخطيط الاعلامي بالمجلس الوطني- تقول: نحن في المركز الوطني للسكان نجد المراكز الصيفية فرصة للالتقاء بشريحة كبيرة ومتنوعة من الشباب وخاصة من طلاب وطالبات الثانوية العامة، ونحاول من خلال تلك المراكز رفع مستوى الوعي لهذه المرحلة العمرية المهمة بقضايا السكان والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وقضايا الشباب والأمراض المنقولة جنسياً، وبالنسبة للفتيات نقوم بوضع خطة توعوية شاملة تحوي أهم الجوانب التي نشعر أن هناك قصوراً معرفياً لدى الفتاة بشأنها، وفي هذه المراكز نوزع الملصقات والبروشورات ونقيم الندوات والمحاضرات والأنشطة المختلفة.. مؤكدة على ضرورة إقامة مثل هذه المراكز باستمرار، حيث إن النشء والشباب بحاجة الى أماكن تحتويهم وتتيح لهم استغلال الوقت الاستغلال الأمثل في ظل متابعة وإشراف يحميهم من الانحراف الفكري الذي قد يرمي بهم الى غياهب مجهولة.
استهلاك خطابي
^ وترى الاخت ابتسام صالح علي- مدير إدارة تطوير وتعليم الفتاة محافظة عدن- أن مهمة المراكز الصيفية لا تقف عند الأنشطة والفعاليات، ولكن ينبغي أن تركز في أهدافها ومن خلال أنشطتها وخاصة في ظل الأوضاع الراهنة على تنمية قيم الولاء الوطني بعيداً عن مجرد الشعارات والاستهلاك الخطابي.. وأضافت: لابد أن تنعكس قيم الولاء الوطني ومبادئه وترسخ في عقول النشء والشباب كونهم يمثلون المستقبل القادم لنهوض وتطور الوطن.. مؤكدة: نحن في الإدارة- سنوياً- نستهدف المراكز الصيفية من أجل التوعية بأهمية تعليم الفتاة ونخاطب من خلال الندوات والمحاضرات الفتيات وأصحاب القرار في شأن تعليمهن، كما اننا نحاول تشجيع وتحفيز الفتيات بحيث يصل الى نتيجة وهدف واحد وهو استمرار الفتيات في التعليم وتشجيع المجال المهني والفني الى جانب المجال العلمي والتحصيلي.
استعداد مبكّر
^ من جانبها ترى الأخت هدى سالمين- مدير إدارة تعليم الفتاة في محافظة حضرموت- ان المراكز الصيفية تتزايد أهميتها، وكلما كان الشباب بحاجة الى الاحتواء والمتابعة كان من الضروري وجود أماكن ومراكز تحتويهم في ظل متابعة وإشراف مسؤول خاصة ونحن في ظل ظروف نتجت عن أفكار منحرفة استغلها ضعفاء النفوس لخدمة مصالح ذاتية.. وتضيف: نحن دائماً نسعى للاستعداد المبكر في تجهيز ووضع الخطط للمراكز الصيفية في ظل الخطة العامة للوزارة ونجد أن نسبة الالتحاق تتزايد من عام الى آخر، وهذا يدل على أن الشباب عموماً والفتيات بحاجة الى مثل هذه المراكز ليشغلوا أوقاتهم من ناحية ويستفيدوا من الأنشطة والمهارات والفعاليات المختلفة من ناحية أخرى.
استفادة
^ في ذات الشأن تتحدث الأخت رمزية الثور - ربة بيت- قائلة: رغم ان الاجازة الصيفية ليست طويلة إلا أن أبنائي يبدأون في التفكير بكيفية قضائها منذ أيام الدراسة، ويقوم كل واحد منهم بتحديد رغبته، لأن الأبناء يرغبون بالاستمتاع أو الاستفادة من أيام الإجازة، فمن الجميل أن تقام مراكز تحتوي النشء والشباب وتلبي رغباتهم وتكون تحت اشراف ورعاية ..خاصة ونحن في ظل وضع أصبحت الأسر فيه تخاف على أبنائها من الاستغلال والانحراف الفكري. وأضافت: في المراكز الصيفية المعروفة أنا لا أمانع أن يلتحق أبنائي بها ، وفي العام الماضي تعلمت بناتي العديد من المهارات اليدوية مثل الرسم على الزجاج والتطريز وبعض مهارات الخياطة، وأتمنى أن تقام مثل هذه المراكز على مدار العام بحيث تضم بقية الفتيات اللاتي لم يجدن حظهن في الدراسة ليستفدن في مجالات أخرى.
مواهب ومبدعون
^ من ناحية أخرى تقول الاخت أماني الرياشي - لاعبة كرة تنس وطالبة: أنا الآن ألعب التنس وشاركت في العديد من البطولات ولدي ميداليات كثيرة، وكانت البداية في المركز الصيفي قبل ثلاثة أعوام، حيث جاءت الفرصة لأختار النشاط الذي أرغب في ممارسته.. مشيرةً إلى أن المراكز الصيفية تجذب العديد من المواهب من الذكور والإناث، فإذا ما تم اكتشافهم وتأهيلهم فسوف تكون هناك نتائج رائعة من المبدعين والموهوبين، كما أن سمة الترويح عن النفس والاستمتاع خلال المراكز الصيفية تجعل فرصة غرس المبادئ والقيم وترسيخ الأفكار واقتناء المعلومات وتبادل الخبرات أسهل مما لو كان المكان هو المدرسة أو أي مكان آخر.. مؤكدةً أن الإقبال على المراكز الصيفية سوف يتزايد من عام لآخر لأن الشباب بحاجة ماسة إليها كونها تتيح لهم فرصة الاستفادة من الوقت واستغلاله فيما يفيد.
|