استطلاع/ فيصل الحزمي - لم يعد فراغ العطلة الصيفية هو المنحدر الوحيد الذي يهدد آلاف الشباب من طلاب المدارس وخريجي الثانوية العامة.. إذ باتت بعض المراكز الصيفية الرسمية والحزبية والخاصة والخيرية مثيرة للقلق خشية من أن تكون معسكرات للمتطرفين.. بين خطر الشارع وخطر بعض المراكز الصيفية.. أين سيقضي طلابنا اجازاتهم الصيفية؟ وما الذي أعدته الجهات المعنية بتنظيم المراكز الصيفية والمخيمات الشبابية؟.. التحقيق يبحث صلب ذلك:
^ كانت البداية من ثانوية خالد بن الوليد حيث توافق إلى حدٍّ كبير رأي معظم من شملهم هذا التحقيق الصحفي مع ما جاء على لسان زميلهم الطالب هاني محمد ناصر الذي أبدى عدم رغبته في الالتحاق بأيٍّ من المراكز الصيفية والمخيمات الشبابية.. مبرراً ذلك بقوله: إن الإجازة الصيفية محطة استرخاء مهمة وضرورية ليس فقط للطالب والمعلم بل للأسرة والمجتمع بشكل عام، فهي فرصة للترويح عن النفس والأسرة.
يا فرحة ما تمت!
ويرى الطالب هاني عدم جدوى المراكز الصيفية لاسيما التي تنقل الطالب من فصل المدرسة مباشرة إلى فصل آخر وبذلك تقتل فرحة الطالب بإتمام مرحلة من مراحل التعليم وتحول دون تجديد نشاطه، إضافة إلى كونها سبباً رئيساً لحرمان الأسرة من التنزه والسفر والاستمتاع بفصل الصيف.. مطالباً أولياء الأمور ترك خيار المشاركة من عدمها للطالب نفسه.
اجتماعات تنظيمية
^ فيما يرى المعلم عبدالرحمن أحمد سيف ضرورة إعادة النظر في موعد تدشين المراكز الصيفية وكذا فترة استمرارها، بحيث يحصل الطالب على فترة نقاهة كافية بعد انتهاء الدراسة وقبل بدء العام الدراسي الجديد.
داعياً الجهات المنظمة إلى متابعة مختلف المراكز الصيفية والمخيمات الشبابية بما في ذلك حلقات تحفيظ القرآن الكريم ومراكز تعليم الواجبات الدينية والتأكد من التزامها بالبرامج المقرة والمعتمدة.
مطالباً بتشديد الرقابة على المراكز الصيفية الخاصة والخيرية حتى لا يتحول نشاطها إلى اجتماعات تنظيمية ومقرات حزبية لاسيما ونحن قاب قوسين من الانتخابات البرلمانية.
مخيمات حزبية
^ عدد من أولياء الأمور ابدوا حرصهم على استثمار فراغ العطلة الصيفية بإرسال أبنائهم إلى حلقات القرآن الكريم في المساجد وغيرها من الأماكن التي ستنظمها الدولة للشباب خلال العطلة.
فيما اعرب بعضهم عن تخوفهم من إرسال أبنائهم إلى مراكز دينية لأن بعضها على حد قولهم- باتت تنفذ برامجها وفق إملاءات سياسية حزبية واخرى لنشر أفكار متطرفة ومتزمتة.
وعلى ذات الصعيد تساءل علي حميد الحكمي عن نتائج ومخرجات المخيمات والمراكز الصيفية التي أنفقت عليها الدولة العام الماضي الملايين من الريالات.. مطالباً أعضاء مجلسي النواب والشورى مناقشة موضوع المخيمات الشبابية والمراكز الصيفية والنظر في جدوى إنفاق الدولة عليها.
آليات جديدة
^ وعن رأي إحدى الجهات المختصة فقد أكد الأستاذ عبدالرحمن الحسني وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع الشباب رئىس اللجنة الفنية للمخيمات الشبابية والمراكز الصيفية أن اللجنة استكملت كافة التحضيرات للنشاط الصيفي لهذا العام 2010م حيث سيشهد هذا الصيف نشاطاً مختلفاً تماماً عن الأعوام السابقة.
مشيراً إلى أن اللجنة تواصلت مع اللجان الفرعية في المحافظات وتم تقييم نشاطات الصيف الماضي والأعوام السابقة ومراعاة كافة أوجه القصور والاختلالات التي صاحبت تنفيذها والعمل بآليات جديدة ومتطورة تتركز في التوسع في إقامة المراكز النوعية التخصصية كتعليم الحاسوب واللغة الانجليزية وكذا المراكز الفنية والمهنية والرياضية والكشفية والإرشادية إضافة إلى مراكز التجمع الثقافي ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة.
ونوه الحسني إلى أن النشاط الصيفي هذا العام سيشهد شراكة كاملة مع كافة المنظمات والهيئات الشبابية من خلال استيعاب عدد من برامجها وأنشطتها في إطار المراكز الصيفية خاصة فيما يتعلق بالتوعية الصحية والبيئية وتنمية المهارات والقدرات وغيرها من البرامج التي تتوافق مع البرنامج العام للمخيمات الشبابية والمراكز الصيفية.
وقال وكيل وزارة الشباب: إن برامج هذا الصيف تستهدف جميع فئات الشباب من منتسبي الأندية والهيئات الشبابية والرياضية وطلاب التعليم الأساسي والثانوي في المدارس الحكومية والخاصة وغيرهم من منتسبي المعاهد الفنية والمهنية وكذا المتسربين من التعليم العام وكل من له رغبة للالتحاق بهذه المراكز والمخيمات.
رحلات إلى جميع المحافظات
وأوضح الحسني أن المخيمات الشبابية لهذا الصيف ستكون بآلية جديدة ومختلفة تماماً عن الأعوام السابقة وتتمثل هذه الآلية في تحويل جميع المخيمات الثابتة إلى مخيمات متحركة يجوب فيها المشاركون جميع محافظات الجمهورية بهدف الإطلاع على المعالم التاريخية والسياحية والتعرف على المكتسبات والمنجزات الوطنية التي تحققت في ظل القيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية خلال العقدين الماضيين.
كما ستشهد المخيمات الشبابية والمراكز الصيفية هذا الموسم برنامجاً توعوياً مرتكزه الأساسي مبدأ الولاء الوطني وتعزيز قيم الولاء للجمهورية والثورة والوحدة.
مؤكداً حرص قيادة وزارة الشباب على تحصين الشباب من دعوات التمرد والغلو والتطرف والإرهاب وثقافة الحقد والكراهية ودعوات التمزق والشتات، وتعريف المشاركين في المخيمات الشبابية والمراكز الصيفية بقيم الوسطية والاعتدال.
خطة اعلامية
^ أوضح مدير عام الإعلام التربوي بوزارة التربية والتعليم اسماعيل زيدان أن الوزارة ستدشن بالتنسيق مع وزارتي الشباب والرياضة والأوقاف والارشاد يوم 18 من الشهر الجاري المراكز الصيفية والمخيمات الشبابية بمشاركة 220.000 طالب وطالبة موزعين على 440 مركزاً صيفياً و22 مخيماً شبابياً متحركاً في مختلف المحافظات منها مراكز صيفية خاصة بالفتيات.
وقال زيدان: إن المدارس والأندية الرياضية وكليات المجتمع في الجامعات اليمنية ستكون ساحات للمراكز الصيفية والمخيمات الشبابية، وقد أعدت الإدارة العامة للإعلام التربوي خطة إعلامية لمواكبة سير عمل المخيمات والمراكز الصيفية من خلال عمل رسائل إذاعية صوتية يومية من مختلف المحافظات.
ونوه مدير الإعلام التربوي الى أن الإدارات في إطار خطتها الاعلامية الخاصة بالمراكز الصيفية ستعمل على إبراز المبدعين والموهوبين.
مؤكداً أن العطلة الصيفية لهذا العام ستشهد نشاطاً صيفياً نوعياً يختلف عن الاعوام السابقة من حيث الإعداد والتحضير والبرامج الى جانب مشاركة منظمات المجتمع المدني والمنظمات الفاعلة.
تخوف
ومهما كانت استعدادات وزارتي التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والإرشاد فإن استقطاب الطلاب في ظل تخوف أولياء الأمور يتطلب حملة إعلامية توعوية تعيد الثقة بين الأسرة وتلك المراكز.. كما يجب إعادة النظر في مختلف الأنشطة والبرامج الصيفية بحيث تتناسب مع عقول الشباب ومع المرحلة الراهنة التي تمر بها بلادنا لأنه وبصراحة أصبحت العطلة الصيفية في عيون المتطرفين والمتربصين موسماً خصباً لنصب الشباك لاصطياد ضحاياها من بحر المخيمات الشبابية وأنهار المراكز الصيفية المتلاطمة بطاقات الشباب المتحمس من طلاب المدارس وخريجي الثانوية العامة، فتنجح تارة وتخيب اخرى.. إلاّ أن نجاحها يظل مرهوناً بفشل إدارة هذه المراكز والمخيمات وانشغال القائمين عليها بتنفيذ البرامج المقرة على صفحات التقارير الميدانية فقط!! إن لم تكن العديد من المراكز وهمية، فإن عدد المشاركين- وبدون شك- لا يتجاوز 20% من الرقم المعلن عنه رسمياً.. وبين هذا وذاك تظل العطلة الصيفية ويبقى الشارع هو الحضن الدافئ والملعب الواسع لآلاف الطلاب من أبنائنا يسرحون ويمرحون فيها أمام الجميع..^
|