يحي علي نوري -
رائع أن نجد نقابة الصحفيين اليمنيين تولي العملية التدريبية لأعضاء النقابة اهتماماً جعل التدريب إحدى أولوياتها باتجاه رفع مستوى الأداء والمهارات والمعارف والمواكبة المقتدرة للمتغيرات والتطورات المتلاحقة في هذا المجال.
ومع تعدد الدورات التدريبية التي تعقدها النقابة على المستويين الداخلي والخارجي هناك تساؤلات وجيهة مفادها: إلى أي مدى كان لهذه البرامج تأثير ملحوظ وملموس على مستوى الأداء للكوادر الصحفية التي انخرطت بهذه البرامج؟ وما إذا كان هناك بوناً شاسعاً بين ما اكتسبه الصحفيون المتدربون من معارف ومعلومات وبين الواقع العملي باعتبار بلورتها أي الواقع هدف رئيس للتدريب .. إلخ من التساؤلات التي تحاول التعرف عن كثب عن جدوى العملية التدريبية ومتطلبات تطويرها وتحديثها.
ولكي يتم الوقوف هنا أمام الصورة الكاملة لنتاج العملية التدريبية بصورة موضوعية وواقعية فإن ذلك يتطلب أولاً من المخططين والمعدين للبرامج بالنقابة أن يكوّنوا أولاً صورة جلية عن طبيعة المشكلات التي تعتور العملية الصحفية وفقاً لتشخيصات تحدد بدقة عالية الأسباب التي أدت إلى تكون هذه المشكلات سواء كان ذلك بفعل ضعف وتخلف الإدارة الصحفية وعدم امتثالها للقيم والمثل الإدارية المعمول بها في الإطارات والتكوينات الصحفية أو نتاجاً لتدني مستوى الأداء والمهارات والمعارف لدى الكادر الصحفي بالإضافة إلى المشكلات التي تنتج بفعل تخلف التشريعات المعمول بها في العملية الصحفية، والإعلامية عموماً، ومدى حاجة هذه التشريعات إلى إصلاحات ألخ من المشكلات ذات العلاقة بالعملية الصحفية وتأثيرات تعاملها مع البيئة المحيطة.
كل تلك من وجهة نظرنا مشكلات ينبغي على القائمين على العملية التدريبية دراستها وتشخيصها بأسلوب علمي كخطوة أولى وأساسية للعملية التدريبية التي ينشدونها بحيث يتم لهم على ضوء هذه الخطوة تحديد الاحتياجات التدريبية الملحة للوسط الصحفي على المستويين الراهن والمستقبلي ومن ثم القيام بإعداد البرامج التدريبية وفقاً لهذه المعطيات وتلك عملية إذا ما تم التعامل معها بجدية وحيادية عالية نكون قد ضمنا للعملية التدريبية المزيد من النجاح والقدرة على الاستجابة المثلى لاحتياجات الصحافة أدارة وكوادر من خلال رؤية متكاملة لا تترك شاردة أو واردة إلا ويتم استيعابها في العملية التدريبية وفي إطار الاهتمام بمتابعة نتائج العملية التدريبية.
وحقيقة أن من أبرز المشكلات التي تواجه الصحافة في بلادنا حالياً تعود أغلب أسبابها إلى وجود ضعف ووهن في مستوى أداء الإدارة الصحفية وعدم قدرتها على القيام بدور فاعل في تسيير وإدارة العملية الصحفية ويتجلى ذلك القصور الكبير في مستوى التعامل مع قيم التخطيط الآني والاستراتيجي ومن خلال ضعف العملية التنظيمية وافتقاد قيم المتابعة والتقييم وجميعها أساليب أضحت الكثير منها تقليدية وباهتة وغير قادرة على مواكبة التطورات المتلاحقة خاصة على صعيد المهارات الإدارية القيادية والوسطية ناهيكم عن وجود ضعف في الإمكانات التكنولوجية منها نظم المعلومات وجميعها قضايا تحتاج إلى جهود كبيرة في العملية التدريبية.
وفي حال تم التعامل مع كل ذلك فإننا سنجد واقع الإدارة الصحفية يتحسن من وقت لآخر وعندها نكون في بداية الطريق الصحيح والسير بخطوات واثقة باتجاه إحداث نقلة نوعية على مستوى الحياة الصحفية اليمنية وجعلها تعيش دوماً في دائرة الأضواء والتفاعل المهني.
ونظراً للأهمية البالغة التي تمثلها قضية دراسة الاحتياجات التدريبية فإننا نقترح أن تستفيد النقابة من دور المعهد الوطني للعلوم الإدارية باعتباره يمثل أحد بيوت الخبرة الإدارية في بلادنا حيث كان للأخت الدكتورة وهيبة فارع عميد المعهد أن أبدت استعداد المعهد للقيام بهذا الدور بالتعاون مع النقابة حتى يتم تشكيل الصورة الكاملة لواقع الاحتياجات التدريبية للوسط الصحفي وما يمثله من مشكلات وعوائق وقصور ومنغصات وحتى يتم على ضوء ذلك تفعيل العملية التدريبية للنقابة سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو الخارجي.
وحتى يستطيع فريق التدريب في النقابة دوماً تحديد احتياجاته التدريبية وتقديمها لأية إطارات خارجية أو داخلية ترغب في القيام بدور داعم للوسط الصحفي.
آمال عديدة واثقون من تفاعل نقابة الصحفيين معها وأن نجدها في إطار برامجها الراهنة يتم بلورتها على الواقع وحتى ندرك تماماً عظمة العمل النقابي وإسهاماته الفاعلة في تطوير المهنة إدارة ونتاجاً.