بقلم/ د. علي محمد مجور- رئيس مجلس الوزراء - لقد استطاع هذا القائد ان يضيف هذا اليوم الى ايام الوطن الخالدة ليس لكونه اليوم الذي تولى فيه السلطة، ولكن بما أحدثه من تحولات عظيمة في تاريخ شعبنا وأمتنا منذ اللحظة التي بدأ خلالها ادارة شؤون الدولة بصفته رئيساً جاء الى هرم السلطة بالوسائل السلمية والديمقراطية والمعبرة عن ارادة شعب سئم العنف والفوضى وحالة عدم الاستقرار.
وهذا النمط من انتقال السلطة قد شكل بدوره سمة اضافية متميزة لعهد الاخ الرئيس لأنه جاء مغايراً لطبيعة واسلوب انتقال السلطة قبل عهده من العهود السابقة التي اتسمت كما يعرف الجميع بالعنف ليس فقط في الجمهورية العربية اليمنية ولكن أيضاً في جمهورية اليمن الديمقراطية، مما يجعلنا نؤكد على الصفة الديمقراطية لهذا اليوم باعتباره يوماً وطنياً للديمقراطية..ومن الأكيد ان ما سبق لا يغطي سوى جزء بسيط من سيرة حافلة بالانجازات والتحولات التي لامست اهتمام كل يمني واحيت فيه روح الكبرياء والاباء واعادت اليه أحلامه الضائعة في متاهات التاريخ والفوضى والتشرذم والانقسام.. إذ ان هناك الكثير من الشواهد التي تبرهن على استثنائية القائد الرئيس علي عبدالله صالح سياسية وتنموية واستراتيجية وكلها احدثت من التغيير في الواقع اليمني ما يجعل من هذا الواقع مختلفاً كلياً وعلى نحو ايجابي على واقع ما قبل توليه مقاليد السلطة..ففي السياسة استطاع فخامته ان يحدث مساراً جديداً في العمل السياسي يبدأ وينتهي عند حدود التراب الوطني، ينطلق من ثوابت الثورة اليمنية وتغطي اهدافه الطموحات الوطنية بارتباطاتها القومية والاسلامية وهي نظرية يلخصها الميثاق الوطني.. وبفضل هذا التحول في النشاط السياسي أمكن لشتات القوى السياسية ان تأتلف على أمر وطني جامع في إطار المؤتمر الشعبي العام وان تتحرر من اسلوب العمل النظري والارتباط بالتنظيمات والايديولوجيات الخارجية وهذا الخط أو المسار السياسي أثبت اليوم انه الخيار الوطني الذي تلتف حوله إرادة شعبية واسعة وثقة لا حدود لها يمكن قراءتها بالتفاعلات الشعبية مع المؤتمر الشعبي العام وقائده.
وعلى المستوى التنموي انفتح عهد الاخ الرئيس على تحولات كبيرة بحيث أمكن معها القول إن ما تحقق خلاله يكاد يشمل كل ما جاء في عهد الثورة والجمهورية عبر نحو خمسة عقود.. وحين يتعلق الأمر بالانجاز الاستراتيجي لهذا العهد فإن الوحدة هي التي تتوج هذا الانجار لما لها من أثر عظيم في تاريخ شعبنا فهي أسمى أهداف أمتنا وبفضلها أعيد تشكيل اليمن الجديد القوي والموحد..اليمن النموذج على المستوى الديمقراطي بفضائه الرحب حيث تزدهر قيم الحرية وحقوق الانسان والتداول السلمي للسلطة والمشاركة الشعبية الواسعة عبر الانتخابات والمؤسسات التمثيلية المركزية والمحلية.
وفي العهد الوحدوي سجل اليمن قفزات هائلة على المستوى التنموي أعادت تشكيل ملامح الوطن الجديد على المستويين المادي والمعنوي إذ انه في خلال عشرين عاماً من عمر الوحدة تحقق ما لم يكن يتوقعه احد من انجازات تنموية في البنية التحتية والخدمات وفي التنمية البشرية.
إن هذه التحولات السياسية والاستراتيجية والتنموية هي التي تضفي على يوم السابع عشر من يوليو 1978م أبعادها الوطنية الكاملة وتجعلنا جميعاً نقف باعجاب واحترام أمام هذه الذكرى مرتبطة بصاحبها القائد والانسان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -حفظه الله.
|