الإثنين, 04-ديسمبر-2006
عبدالفتاح‮ ‬الأزهري -
بعد رحلة شاقة طافت خلالها شعلة الاولمبياد الآسيوي شملت اكثر من 45 دولة حطت في مرحلتها الاخيرة عندما سلمت ليد الشيخ الفارس محمد بن حمد آل ثاني.. حينها اعتقدت الاكثرية الحاضرة والمتابعة ان اشعال الشعلة سيكون تقليدياً لا جدوى فيه.
لكن عندما هب الفارس بفرسه نحو العلى وقف الجميع مشدوهاً مبهوراً.. وفي الامتار الاخيرة كاد الفرس العربي الاصيل ان يتعثر.. حينها انحبست الانفاس وتسارعت الضربات في القلوب.. لو حدث ذلك لفسدت الطبخة وتناثرت الكعكة ولضاع كل ذلك الابداع الذي سبقه.
المشهد مثير وتاريخي كانت لحظة فاصلة بين ان نكون او لانكون.. الفارس محمد بن حمد كانت الشعلة في يمينه واللجام في يساره.. سيطر على الوضع رغم صعوبته.. ساعده الجواد العربي الاصيل.. الاثنان نهضا الى الأعلى وتجاوزا الامتار الاخيرة وصعدا بشموخ على منصة الشعلة.. حينها‮ ‬تنفسنا‮ ‬الصعداء،‮ ‬ولحظتها‮ ‬ادركت‮ ‬معنى‮ ‬هذه‮ ‬العبارة‮.‬
بشموخ ايضاً سطر الفارس على صهوة جواده أروع مشهد.. وكانت لشعلة التاريخية التي قدمت قطر والعرب للعالم بأروع صور التحدي الذي اختاره القطريون دون ان يأبهون للنتائج السلبية لهذه المغامرة الفريدة في اشعال شعلة الاولمبياد.
انه‮ ‬التحدي‮ ‬الذي‮ ‬وقف‮ ‬خلفه‮ ‬رجال‮.. ‬وهي‮ ‬الثقة‮ ‬الكاملة‮ ‬بالقدرة‮ ‬وتجاوز‮ ‬الصعاب‮ ‬والمستحيل‮.. ‬لتسجل‮ ‬قطر‮ ‬بفارسها‮ ‬وجوادها‮ ‬مشهداً‮ ‬فريداً‮ ‬سيظل‮ ‬في‮ ‬الذاكرة‮ ‬وباعثاً‮ ‬لروح‮ ‬التحدي‮ ‬عند‮ ‬الآخرين‮.‬
مبروك‮ ‬لنا‮ ‬جميعاً‮ ‬بقطر‮ ‬هذه‮ ‬الروعة‮ ‬والنجاح‮ ‬الكبير‮ ‬الذي‮ ‬اعاد‮ ‬الثقة‮ ‬للعربي‮ ‬في‮ ‬اجتياز‮ ‬الصعاب‮ ‬وقبول‮ ‬التحدي‮ ‬مهما‮ ‬عظم‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1663.htm