فيصل الصوفي -
بعد ثلاثة أيام سيبلغ التحالف الوطني الديمقراطي سن الثانية وسيدخل بعدها إلى السنة الثالثة من عمره، وهو لايزال بعيداً عن أهدافه التي سُبكت في تلك الوثيقة التي وقَّع عليها ممثلو الأطراف يوم 23 يوليو عام 2008م.. التحالف تكوَّن من المؤتمر الشعبي وأحزاب المجلس الوطني للمعارضة وثلاثة أحزاب أخرى هي البعث القومي و التنظيم السبتمبري والرابطة اليمنية، وهذا الأخير غير حزب (رأي) طبعاً..
هذه الأحزاب الثلاثة عشرة لم تتحول إلى كتلة تاريخية بعد لأنها لاتزال بعيدة كل البعد عن مضمون الوثيقة التي جمعتها وتعاهدت عليها.. حتى الآن هي لم توجد لنفسها تنظيماً مؤسسياً، ولا نراها تعمل معاً إلا من خلال بيان أو مؤتمر صحفي أو لقاء عابر للخروج بوجهة نظر غير منتجة.
ومع ذلك ففي الوقت متسع إذا قرر أطراف التحالف تنظيم أنفسهم والبدء في العمل.. وسيكون من الخطأ محاكاة أحزاب المشترك أو سيطرة طرفٍ ما في التحالف على بقية الأطراف، وسيكون من العبث أيضاً أن يقدم التحالف نفسه كجبهة مضادة للآخرين، لأن البلاد لا تنقصها »المناطحة« بل تحتاج للعمل الهادف والوئام الذي يخدم مصالح الناس والمصالح العليا للبلاد.. أحزاب اللقاء المشترك قد ذهبت بعيداً وقد لا ترجع في وقت قريب، وعلى التحالف الوطني الديمقراطي ألا يذهب معها بل يبقى هنا ويجعل من قضايا الناس وقضية الإصلاحات السياسية والانتخابية والاقتصادية مهمة يومية له.. وهو من أجل ذلك يحتاج إلى تنظيم نفسه تنظيماً يمكنه من القيام بهذه المهام.. وتنظيماً يحافظ على استقلالية وهوية كل طرف في التحالف أيضاً وبحيث يستطيع المواطنون أو الجمهور ملاحظة تميُّز في الجهود والأدوار.
النظرة التي يحاول المشترك تكريسها حول هذا التحالف، هي أنه مجموعة من الأحزاب الموالية للحزب الحاكم وأخرى منشقة أو مفرَّخة.. وتساعد التجربة الماضية على تقوية هذه النظرة، ومقاومة هذه النظرة أو اسقاطها تقتضي من أطراف التحالف أن تبرهن من خلال أدوارها اليومية أنها تحالفت من أجل مشروع وطني حقيقي تخلَّى عنه الآخرون تماماً لمصلحة مشروع آخر تدميري نكايةً بالنظام.
> ملاحظة:
التحالف الوطني الديمقراطي يتكون من المؤتمر الشعبي العام وتلك الأحزاب المعروفة التي أشرنا إليها، والاسم الرسمي الذي يشمل الجميع هو »التحالف الوطني الديمقراطي«.. فعندما نسمع ونقرأ في الخطاب الإعلامي عبارة مثل: »عبَّر المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف عن...« أليس هو جزءاً من التحالف؟!