لقاءات: عبدالكريم المدي - على هامش اللقاء التشاوري لقيادات اتحاد المعلمين العرب الذي انعقد في العاصمة صنعاء خلال الفترة (15 - 16) الجاري، التقت »الميثاق« بعدد من القيادات التربوية والنقابية ووقفت على جملة من آرائهم المهمة تجاه وحدة اليمن واستقراره، وما تمثله للعرب عامة والتربويين خاصة.
كما تحدث المستطلعة آراؤهم عن مبادرة فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حول إقامة اتحاد عربي يحل محل الجامعة العربية، الى جانب بعض القضايا التي تتعلق بالشأن التربوي والقومي ودور المعلمين العرب فيها.
سندع حصيلة ما تم طرحه من رؤى من قِبل قيادات اتحاد المعلمين العرب لقارئنا الكريم..في السطور التالية:
تحدث الاستاذ فرج مرتضى - الأمين العام لاتحاد المعلمين العرب- حول الوحدة اليمنية ودور المعلمين العرب في الدفاع عنها وتعزيز قيمها وعناصر ثباتها وتعميمها على الوطن العربي الكبير وقال: الوحدة اليمنية أنموذج في زمن قل فيه العمل العربي المشترك.. أنموذج يجب أن يحتذى به ويجسَّد بالإرادة السياسية الحقيقية..
وأضاف: وحدة اليمن هي البداية أو الحجر الأساس لوحدة عربية شاملة .. نحن جميعاً نتحدث عن عمل عربي مشترك.. نتحدث عن وحدة اليمن كأنموذج قدم فيه اليمنيون الكثير من التضحيات من أجل خلق وعي وحدوي في الوطن..
مبادرة الرئيس
وعن مبادرة فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لإقامة اتحاد عربي بين الأقطار العربية قال: المبادرة الكريمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح لإقامة اتحاد عربي، قد لاقت قبولاً للسير في هذا الاتجاه الوحدوي العربي، والمدعوم من القائد الليبي معمر القذافي، ونأمل أن تتجند كل القوى العربية الحية للضغط باتجاه تحقيق هذا الاتحاد.
مشيراً الى أن كل الفعاليات العربية مشكَّلة في اتحادات إلا السياسيين لا اتحاد لهم.. من هنا نرى ونتمنى عليهم أن يتشكلوا في اتحاد في أسرع وقت.
متمنياً في الوقت ذاته أن تكون مبادرة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لإقامة اتحاد عربي نواة للوحدة العربية الشاملة.
فخر للعرب
وفي ذات الموضوع قال الاستاذ عباس حبيب الله - الامين العام المساعد لاتحاد المعلمين العرب- من السودان الشقيق: اليمن يمن الجميع والوحدة اليمنية فخر ورمز وأنموذج للوحدة العربية، فمنها انطلق كل الآباء والأجداد المجاهدين الى أصقاع الأرض وهي مهد العروبة، ولذلك انعقاد هذا اللقاء فيها له دلالة على أن تحافظ على وحدة اتحاد المعلمين العرب وأن تكون قيادة الاتحاد في الفترة القادمة قيادة متجانسة، كما كانت في السابق وستظل إن شاء الله.
مشيراً الى أن انعقاد هذا اللقاء التشاوري الذي جاء بدعوة كريمة من النقابة العامة للمهن التربوية والتعليمية في اليمن سوف يدفعهم لجمع الكلمة وتوحيد الصف من أجل المعلمين العرب الذين موضعهم في الأمة- كما قال- موضع القلب من الجسد ، فإذا صلح يصلح سائر الجسد وإذا فسد ستكون الطامة الكبرى.
وقال: بصلاح المعلمين العرب وقيادتهم للأمة ستتحقق وحدتها الحقيقية، التي كانت ومازالت وستظل اليمن تنادي بها نحو اتحاد عربي وسيجسد ذلك إن شاء الله انطلاقاً من هذا اللقاء وستجسد ايضاً وحدة المعلمين العرب.
عاصمة للعرب
أما الاستاذ محمد صوّان- أمين عام اتحاد المعلمين الفلسطينيين- فقد استهل حديثه بتقديم كل التحايا والتقدير للشعب اليمني المجاهد العظيم الذي فيه الوحدة - حد تعبيره - تتبلور بشكل واضح عاصمة للوحدة العربية.
وقال: أنا قادم من القدس الجريحة.. القدس المأسورة المحتلة أتيتُ من أجل أن يكون هناك دور كبير للمعلم العربي ومن ضمنه المعلم الفلسطيني.. دور حقيقي وقوي على طريق وحدة عربية قوية، فبدون وحدة عربية قوية، لايمكن أن يكون هناك خلاص من الاحتلال الاسرائيلي، مؤكدآً أن الشعب الفلسطيني يعاني يومياً جرائم الصهاينة..
جهل وظلم
من جانبه قال الاستاذ نعمي محفوظ- نقيب المعلمين في الجمهورية اللبنانية: يقع على عاتق اتحاد المعلمين العرب- هذا الإطار الوحدوي بالتحديد- مهام ومسؤوليات كبيرة، فبالتربية والتعليم نستطيع طرد الجهل والظلم وفتح آفاق أمام أقطارنا وأمتنا العربية نحو التقدم والديمقراطية والوحدة.
مشيراً الى أن اتحاد المعلمين العرب عانى في الفترات الماضية بعض الإشكاليات التنظيمية الداخلية والإدارية وأهمل نوعاً ما الشأن التربوي والتعليمي وتطوير المناهج وتمهين التربية.
الاتحاد العربي
وحول موضوع انعقاد هذا اللقاء التشاوري في صنعاء ودلالة ذلك قال الاستاذ نعمي: لقد تم هذا اللقاء التشاوري في صنعاء عاصمة الوحدة العربية نظراً لما تعنيه لنا اليمن ووحدته هذا أولاً، وثانياً تمهيداً للمؤتمر الثامن عشر الذي سينعقد في طرابلس الليبية، في 12 أغسطس القادم ليساعدنا في التنسيق ورأب أي صدع واتخاذ قيادة جديدة لاتحاد المعلمين العرب تضع أما عينيها هذه المهام المتعلقة بشؤون الاتحاد وتمهين التربية والتعليم، وهناك إطار سياسي للأمة العربية هو الجامعة العربية، وفي نظرنا ليس إطاراً سياسياً، بل إطاراً تربوياً، وحدوياً، نقابياً عربياً، وبالتالي لابد أن يعطي للجانب التربوي والتعليمي العربي أكثر وقته وجهده.
أما دور المعلمين العرب في تعميق الشعور الوحدوي العربي والدفاع عن وحدة اليمن، فقد قال الاستاذ نعمي محفوظ: معلوم أن العدو الصهيوني لا يستطيع الاستمرار إلا في ظل تفتتنا، لذا ففي وحدتنا وتماسكنا حماية لنا، وهنا يلعب اتحاد المعلمين العرب دوراً رئيسياً في تمكيننا من مجابهة أعدائنا الخارجيين.
نواة الوحدة الكبرى
إلى ذلك أكد أمين عام اتحاد المعلمين في سوريا الاستاذ زياد محسن أنهم في سوريا قيادة وحكومة وشعباً يسعون دائماً الى أن يكون هناك صف عربي موحد قوي له كلمة.
وقال فيما يخص موقف المعلمين في سوريا من اليمن ووحدته وما تواجهه من تحديات: نحن نمدّ يدنا دوماً لاخوتنا في اليمن السعيد الذي نبارك وندعم وحدته منذ أن قامت لأننا عشنا الوحدة المصرية السورية ونرى الآن أن هناك نقطة سوداء بسبب الانفصال الذي وقع في العام 1961م بين تلك الوحدة.
وأضاف: نحن مع وحدة اليمن ونسأل الله أن يبارك بوحدته وشعبه.. وندرك أن ما تشهده اليمن وما تتعرض له وحدته، مجرد سحابة صيف ستمر.. وستبقى وحدة اليمن شمعة مضيئة ونواة للوحدة العربية الكبرى من المحيط الى الخليج العربي.{
|