الإثنين, 26-يوليو-2010
الميثاق نت -  د‮/ ‬علي‮ ‬مطهر‮ ‬العثربي -
< لقد مرت الأحداث وفعلت أثراً سلبياً في ساحة الفعل السياسي الوطني، بل ان المشهد السياسي خلال الفترة الماضية كان شديد التفاعل، جعل بعض المحللين السياسيين يعتقدون أن اليمنيين قد بلغوا درجة من الاختلاف لا يمكن أن يصلوا بعدها الى وفاق، ولا يعتقد بذلك الا الذين لا يمتلكون خبرة كافية بالمجتمع اليمني ولا يستطيعون التعرف على عمق التفكير الاستراتيجي في ذهنية الإنسان اليمني، ولذلك فإن تحليلات أمثال هؤلاء لا يعتد بها على الإطلاق، لأنها مبنية على معلومات غير موضوعية ولا تمت بصلة لمعرفة المجتمع اليمني وتاريخه السياسي.
إن المشهد السياسي الذي يعتمد عليه بعض المحللين السياسيين الذين أخطأوا في اعتقاداتهم وتصوراتهم يحتاج الى دراسة سياسية اجتماعية تربط بين الماضي والحاضر وإمكانية التنبؤ بالمستقبل، وأي محلل سياسي لا يمتلك هذا المنهج الموضوعي صعب عليه التنبؤ بمستقبل اليمنيين، وعليه‮ ‬أن‮ ‬يتخلى‮ ‬عن‮ ‬الخوض‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الموضوع‮ ‬إن‮ ‬أراد‮ ‬أن‮ ‬يحافظ‮ ‬على‮ ‬مصداقيته‮ ‬وموضوعيته‮ ‬وجديته‮ ‬العلمية‮.‬
إن البعض من المحللين الذين يتعاطون الظهور في بعض وسائل الإعلام الخارجي لا يعرفون خصوصيات الشعب اليمني ولا يدركون مكامن الحكمة اليمانية، ولا يرون إلا ما يراه الدافعون لهم من أجل الإساءة الى اليمن ومكوناته السياسية والاجتماعية، بمعنى أكثر تحديد أنهم يتعمدون الإساءة ويمعنون فيها، الأمر الذي يجعل المشاهد والسامع حتى وإن كان محدود المعرفة يدرك ذلك التعمد والإمعان في الإساءة الى اليمن، وبذلك تخسر مثل هذه الوسائل مصداقيتها وتخرج عن مهنيتها وتتحول الى خصم يستقطب الحاقدين لبث سمومهم وزرع الشكوك والتقليل من إمكانات وقدرات‮ ‬المجتمع‮ ‬اليمني‮ ‬على‮ ‬تجاوز‮ ‬العقابات‮ ‬والصعاب‮ ‬والتحديات‮.‬
إن من طبيعة المجتمع اليمني الشفافية وعدم إخفاء أزماته، لإيمان أبناء اليمن كافة بأن مواجهة المشكلات وعدم التستر عليها أو محاولة إخفائها البداية العملية لإظهار الحقيقة ومن ثم الوصول الى الحلول المناسبة لتلك المشكلة، وقد نواجه انتقاداً من البعض بأن أسلوب طرحنا لقضايانا وخلافاتنا مثير للقلق، وأقول ربما في ذلك بعض الصدق، ولكن هذا القلق المحمود والذي يلمسه اليمنيون من الغير لا يظهر الا عند الحريصين على اليمن ولا يمتلكون معرفة تامة بالمجتمع اليمني ماضياً وحاضراً، وهؤلاء نقدر لهم قلقهم ونحمد لهم حرصهم، ونعتز بآرائهم‮ ‬وأفكارهم‮ ‬التي‮ ‬جاءت‮ ‬بحسن‮ ‬نية‮ ‬ولا‮ ‬نؤاخذهم‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬أخطأوا‮ ‬فيه،‮ ‬ولكننا‮ ‬نستهجن‮ ‬الفعل‮ ‬المتعمد‮ ‬ومحاولة‮ ‬الاصطياد‮ ‬في‮ ‬المياه‮ ‬العكرة‮ ‬بهدف‮ ‬التقليل‮ ‬من‮ ‬شأن‮ ‬مكونات‮ ‬مجتمعنا‮ ‬اليمني‮.‬
ولئن كان البعض قد تطاول على الشخصية الافتراضية لليمن التي رسمها في ذهنه فإن الحكمة اليمانية أعظم من ذلك تتجاوز الخوض في هذا الاتجاه، لإيمانها المطلق بأن اليمنيين يدركون حقيقة النوازع والدوافع التي تقف خلف تلك الأخطاء، ولن تفت في عضد اليمنيين على الاطلاق ولن تجرنا الى معارك هامشية لا تفيد مسيرتنا الديمقراطية، وندعو هؤلاء وأمثالهم الى إعادة النظر في قراءاتهم للواقع اليمني بموضوعية وحيادية وعلمية والخير كل الخير أن يتركوا اليمن وشأنها - فأهل مكة أدرى بشعابها - كما نؤكد من جديد أن الإيمان والحكمة اليمانية أقوى وأعظم‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬التحديات‮ ‬فإن‮ ‬اختلاف‮ ‬واتفاق‮ ‬اليمنيين‮ ‬ليس‮ ‬عيباً‮ ‬بل‮ ‬ظاهرة‮ ‬صحية‮ ‬تؤكد‮ ‬فاعلية‮ ‬الإيمان‮ ‬والحكمة،‮ ‬ومهما‮ ‬بلغت‮ ‬درجة‮ ‬الاختلاف‮ ‬فإن اليمن باق ما دامت السموات والأرض وهو فوق الأهواء والنزوات وهو أولاً وأخيراً.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-16766.htm