الإثنين, 16-أغسطس-2010
الميثاق نت - منصور الغدرة - الميثاق نت منصور الغدرة -
ليس خافياً على أحد، حتى المواطن العادي، أن مأساة وأعمال التمرد التي تعاني منها محافظة صعدة، وتضرر منها الوطن وكل مواطن، يقف وراءها قوى إقليمية تحرك تجار الحروب والمتمصلحين، الذين تولوا دق طبول الفتنة وجعلوا منها مصدر رزق ومدخلاً لتحقيق مصالحهم.. ولو حول أبناء صعدة إلى مشردين، وأرضها إلى سوق بورصة مضاربة لأسهم ونمو ثرواتهم غير المشروعة ، فالحروب كانت بالنسبة لاؤلئك مغنماً لا مغرماً، جنوا من ورائها الفوائد والأرباح غير المشروعة على حساب دم المواطن اليمني، فلا يأتي ذكر مآسي حروب صعدة، إلا وذكر تجارها وقرعو طبول‮ ‬تلك‮ ‬الحروب‮ ‬الملعونة‮.‬
إذ أنهم سخروا كل إمكانياتهم في سبيل منع أي سلام يقوم في هذه المحافظة، فعملوا على إحباط أية محاولة تتخذها الدولة لتحقيق الأمن والاستقرار وعدم تجدد المواجهات مع التمرد الحوثي، فكانوا كلما اتجهت الدولة إلى الحل السلمي للمشكلة وإعادة السلام نجد مع الأسف أن السبب الرئيسي في بلوتها ومصائبها تكمن في البعض من أبنائها- الذين ظلوا حجر عثرة في طريق السلام، فكلما بدت بوادر للسلام أحبطوه قبل ولادته، بل أن الأفظع من ذلك أنهم عندما انكشف للرأي العام دورهم في إشعال الحروب، وحقيقة وقفوهم ورائها بعد أن أكلت الأخضر واليابس‮ ‬نجدهم،‮ ‬لا‮ ‬يزالون‮ ‬يمارسون‮ ‬لغة‮ ‬التضليل‮ ‬ويتبعون‮ ‬أسلوب‮ ‬الخداع‮ ‬للرأي‮ ‬العام‮.. ‬لكن‮ ‬بطريقة‮ ‬مختلفة،‮ ‬حيث‮ ‬عادوا‮ ‬من‮ ‬الباب‮ ‬الخلفي‮ ‬لصعدة،‮ ‬فجأة‮ ‬تحول‮ ‬تجار‮ ‬البارود‮ ‬ودعاة‮ ‬الحروب‮ ‬إلى‮ ‬قساوسة‮ ‬للسلام‮.. ‬
اغلب المدافع والبوازيك والألغام التي انفجرت بالأطفال والنساء والشيوخ من سكان صعدة ومن أبناء اليمن عامة، كانت من ماركة بلا منافس.. وكذلك دوي الانفجاريات التي حولت الأجساد في حضر وريف صعدة إلى أشلاء، والمنازل إلى ركام، وواحات المزارع إلى خراب وارض قاحلة، كانت‮ ‬تحمل‮ ‬العلامة‮ ‬التجارية‮ ‬نفسها‮.‬
إن الحرب لا يمكن أن تجتمع مع السلام، الذي ينشده أبناء صعدة اليوم، فكيف يمكن الجمع بينهما، ولا يمكن المضي بين تجارة السلاح ورعاية السلام فذلك السلاح هو الدافع الرئيسي لنشوب الحروب بين المجتمعات، وحيثما حضرت آلة القتل والدمار، غاب السلام ورفض رجاله، بل أن جرائم‮ ‬القتل‮ ‬والتدمير‮ ‬تطال‮ ‬أولاً‮ ‬راية‮ ‬السلام‮ ‬وحامليه‮ ‬من‮ ‬أية‮ ‬جهة‮ ‬كانت‮.‬
يحدث للغة السلام تنافر كلما حضرت آلة وأدوات إزهاق الروح المحرمة، وهو ما يحمل على مصداقية دعوة السلام لصعدة، ولو كان دعاة السلام اليوم هم كذلك لكانوا منعوا المتمردين من تبني مواجهة الدولة من الأساس، وكان بمقدورهم فعل ذلك، لعدة اعتبارات، أهمها أنهم كانوا حينها‮ ‬يتبوأو‮ ‬مناصب‮ ‬تعينهم‮ ‬على‮ ‬تحقيق‮ ‬السلام‮ ‬خصوصاً‮ ‬وأنها‮ ‬تحمل‮ ‬بيدها‮ ‬تفويض‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬مؤسسات‮ ‬الدولة‮ ‬ومركز‮ ‬صناعة‮ ‬القرار‮ ‬في‮ ‬البلد‮.‬
لكن الذي كان بادياً وقتها، هو التأجيج لحرب جديدة، وذلك من خلال رفض الالتزام بالاتفاقات الموقع عليها أو المتفق عليها من قبل الجانبين وبإشراف اللجنة المعنية بالسلام في صعدة، واستمر الأمر هكذا حتى باتت الحقيقة واضحة للملأ. أنها مفارقة عجيبة وغريبة بكل المقاييس لا يمكن للمرء تصديقها، عندما ينقلب حال قارعين طبول الحروب في صعدة إلى رعاة سلام اليوم..أم أنها مجرد مارثون سباق في مضمار يخضع للمزيد من الثراء، أم هي التوبة وتكفير عما ارتكبوه من جرائم بحق أبناء صعدة..؟!!
ما‮ ‬يخشاه‮ ‬المرء‮ ‬أن‮ ‬يتحول‮ ‬مثل‮ ‬هذا‮ ‬السباق‮ ‬على‮ ‬السلام‮ ‬في‮ ‬صعدة‮ ‬إلى‮ ‬حرب‮ ‬والى‮ ‬مواجهة‮ ‬مسلحة‮ ‬للاعبين‮ ‬الجدد،‮ ‬فحذار‮ ‬مما‮ ‬يخبئه‮ ‬السباق‮ ‬المحموم‮ ‬على‮ ‬مؤتمرات‮ ‬السلام‮ ‬هناك‮ ‬بين‮ ‬المحاربين‮ ‬القدماء‮ ‬ودعاة‮ ‬الحرب‮!!‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-17055.htm