الميثاق نت -

الإثنين, 16-أغسطس-2010
‮ ‬حوار‮ / ‬علي‮ ‬الشعباني -
< أكد نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي الأخ هشام شرف عبدالله أن زيارة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام إلى بريطانيا قد حققت لليمن مكاسب كبيرة وتاريخية، وقال في لقاء مع »الميثاق«: إن بريطانيا تدعم اليمن بكل قوة في مختلف‮ ‬الجوانب‮ ‬التنموية‮ ‬والأمنية‮ ‬والسياسية‮.. ‬متطرقاً‮ ‬الى‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬المواضيع‮ ‬المتعلقة‮ ‬بتعزيز‮ ‬أوجه‮ ‬التعاون‮ ‬الثنائية‮ ‬والدبلوماسية‮ ‬والاقتصادية‮.. ‬وإلى‮ ‬الحصيلة‮..‬

< ‬كيف‮ ‬تقيمون‮ ‬العلاقات‮ ‬اليمنية‮ ‬البريطانية؟
- طبعاً العلاقات اليمنية - البريطانية جيدة وفي مستوى عالٍ هذه الأيام وبريطانيا من الدول التي دعمت اليمن في المرحلة السابقة وتدعمها في المرحلة الحالية ومؤخراً وجدنا كل التفهم والاستعداد من الحكومة البريطانية لدعم اليمن في مكافحة الارهاب، وكذلك تقديم الدعم في مجال التنمية، فبريطانيا كانت المستضيفة لمؤتمر المانحين بلندن عام 2006م ولمؤتمر المانحين في بداية هذا العام وبعد ذلك نستطيع القول: إن هناك تحالفاً وتنظيماً وترتيباً استراتيجياً بين اليمن وبريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة الامريكية، وكذلك دول مجلس التعاون‮ ‬الخليجي،‮ ‬وهذه‮ ‬المنظومة‮ ‬الدولية‮ ‬هي‮ ‬التي‮ ‬تدعم‮ ‬وتسير‮ ‬دفة‮ ‬ترتيبات‮ ‬دعم‮ ‬اليمن‮ ‬للمرحلة‮ ‬القادمة‮.‬

< ‬عاد‮ ‬فخامة‮ ‬الرئيس‮ ‬مؤخراً‮ ‬من‮ ‬لندن‮ ‬بعد‮ ‬زيارة‮ ‬رسمية‮ ‬استمرت‮ ‬عدة‮ ‬أيام‮ .. ‬ماهي‮ ‬أبرز‮ ‬نتائج‮ ‬تلك‮ ‬الزيارة؟
- زيارة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لبريطانيا مؤخراً هي استمرار لسياسة حكيمة انتهجها فخامته منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، ففي عام 2001م وبعد أحداث سبتمبر في أمريكا، حاول البعض أن يسيئ لسمعة اليمن، ولكن فخامة الرئيس قام بجولة شملت أهم الدول الداعمة لبلادنا وخصوصاً تلك الدول التي بيننا وبينها علاقات اقتصادية وسياسية كبيرة حيث أكد موقف بلادنا الرافض للإرهاب ودعا لتعاون دولي واسع للقضاء على الإرهاب.. وتأتي هذه الزيارة التي قام بها فخامته لبريطانيا الأيام الماضية في وقت مهم جداً تحتاج فيه اليمن لدعم الأشقاء والأصدقاء خاصة واليمن تواجه مشاكل اقتصادية صعبة ونواجه هجمة شرسة ممن يريدون العودة باليمن الى ما قبل الـ22 من مايو وثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وبالتالي كان لابد من توضيح موقف بلادنا وشرح خطتنا لأشقائنا وشركائنا الأساسيين في العملية التنموية‮ ‬وفي‮ ‬المقدمة‮ ‬المملكة‮ ‬المتحدة‮ ‬البريطانية،‮ ‬وبطبيعة‮ ‬الحال‮ ‬مباحثات‮ ‬فخامة‮ ‬الرئيس‮ ‬الاخيرة‮ ‬في‮ ‬بريطانيا‮ ‬أفضت‮ ‬إلى‮ ‬تعزيز‮ ‬العلاقات‮ ‬الثنائىة‮ ‬بين‮ ‬البلدين‮ ‬وبشكل‮ ‬أوثق‮ ‬وأمتن‮.. ‬
كما اسفرت عن نتائج جيدة ويكفي أن اشير بهذا الصدد الى أن بريطانيا منحت اليمن زيادة في الدعم التنموي بمقدار 150 مليون العام الماضي زيادة فوق المعونة، ومنحت اليمن قبل ثلاثة أسابيع (80) مليون إضافية للصندوق الاجتماعي للتنمية ونأمل أن هذه الخطوة التي قامت بها بريطانيا تعمم على بقية المانحين ويعلم الجميع أن الولايات المتحدة الامريكية قد زادت مقدار دعمها لليمن مؤخراً ليصل الى (300) مليون دولار سنوياً، ومثل هذا الدعم التنموي مهم جداً لبلادنا في هذه المرحلة التي تراجعت فيها أسعار النفط وانخفضت فيها كميات إنتاجه لأسباب طبيعية ومعروفة، وارتفعت أسعار المواد الاولية في السوق الدولية وخلافاً لكل هذا فاليمن تتعرض لهجمة شرسة تحاول إقلاق الأمن والنظام والمساس بالوحدة.. وأؤكد لكم أن هذه الاعتمادات ستستخدم بشكل أفضل لمصلحة الشعب اليمني ولبناء أسس قوية ومتينة في هذا البلد ونتمنى‮ ‬أن‮ ‬يحذو‮ ‬الجميع‮ ‬حذو‮ ‬أمريكا‮ ‬وبريطانيا‮ ‬وبنفس‮ ‬الدعم‮ ‬والمعيار‮ ‬الذي‮ ‬تقدمه‮ ‬لنا‮ ‬دول‮ ‬مجلس‮ ‬التعاون‮ ‬الخليجي‮.‬

< ‬لاحظنا‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬زيارة‮ ‬الرئيس‮ ‬التقاءه‮ ‬بعدد‮ ‬من‮ ‬الوزراء‮ ‬في‮ ‬الحكومة‮ ‬البريطانية‮ .. ‬ما‮ ‬دلالات‮ ‬ذلك؟
- فخامة الاخ الرئيس اعتاد منذ زمن وفي كل زياراته للعديد من الشركاء والاصدقاء أن يلمس حقيقة التعاون مع تلك الدول من خلال أهم المختصين فيها وبالتالي فلقاءات الأخ الرئيس برئيس الوزراء البريطاني وعدد من أعضاء مجلس الوزراء البريطاني تأتي من باب التعرف على واقع الحال‮ ‬وطبيعة‮ ‬ما‮ ‬يحصل‮ ‬من‮ ‬تعاون‮ ‬ولوضع‮ ‬حلول‮ ‬لأية‮ ‬صعوبات‮ ‬قد‮ ‬تعترض‮ ‬مسار‮ ‬التعاون‮ ‬بين‮ ‬بلادنا‮ ‬وتلك‮ ‬الدول‮.‬
وأؤكد أن أمن اليمن واستقرارها شأن داخلي، ولن نسمح لأي أحد بالتدخل فيه، وإنما نحن نعتمد على الدعم اللوجستي والمالي الذي يقدم لنا لإرساء الامن والاستقرار في البلاد، وبالتالي فأولئك الوزراء مسؤولون عن وزارات لها علاقة بجوانب الدعم المعطاء لليمن.
كما أؤكد أيضاً ان فخامة الرئيس دائماً يتبع في تعامله الشفافية بكل ماتعنيه الكلمة في معرفة ما يدور ودائماً يكون تدخله مهم جداً لتصحيح أي اعوجاج أو لتصحيح المسار أو لاعطاء التوجيهات أو لتذليل الصعاب.

< ‬هل‮ ‬طُرحت‮ ‬تعهدات‮ ‬المانحين‮ ‬في‮ ‬زيارة‮ ‬فخامة‮ ‬الرئيس‮ ‬الاخيرة‮ ‬لبريطانيا؟
- الكل يتحدث عن مؤتمر 2006م واعتقد أننا تخطيناه فالاعتمادات والتعهدات موجودة والمفترض ترجمتها على أرض الواقع كمشاريع وليس مخصصات على أوراق..فخامة الرئيس وجه الحكومة أكثر من مرة باستكمال كل الاعمال القانونية والتنظيمية الخاصة بتلك المخصصات مع نهاية 2010م وان تنزل مناقصات لكل المشاريع التي تمولها تلك المنح والتعهدات، وأتمنى من الآن حتى نهاية العام أن نستكمل موضوع الدعم والتعهدات والمخصصات والاتفاقيات المتعلقة بذلك وإقرارها والتصديق عليها لنصل الى مرحلة إعلان مناقصات تنزل الى العالم لأنها عالمية ونستطيع من خلالها أن نستقدم شركات كبيرة تقوم بتنفيذ مشاريع البنية التحتية .. اليمن بحاجة لكل دعم يقدم أن يترجم على أرض الواقع في مشروع أو برنامج أو مدخلات تخص الجانب الاقتصادي أو التنموي لأن النشاط الاقتصادي يستلزم وجود حركة في السوق وهذه الحركة تأتي عن طريق الدولة من الاعتمادات‮ ‬الخاصة‮.. ‬وعن‮ ‬طريق‮ ‬هذه‮ ‬الاستثمارات‮ ‬والتعهدات‮ ‬والمنح‮ ‬التي‮ ‬قُدمت‮ ‬لنا‮ ‬نستطيع‮ ‬إحداث‮ ‬نقلة‮ ‬تنموية‮ ‬بشكل‮ ‬يتناسب‮ ‬مع‮ ‬تطلعات‮ ‬أبناء‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮.‬

< ‬سمعنا‮ ‬عن‮ ‬مؤتمر‮ ‬في‮ ‬الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬الامريكية‮ ‬سيعقد‮ ‬خلال‮ ‬هذا‮ ‬العام‮.. ‬ما‮ ‬حقيقة‮ ‬ذلك؟
- هناك ترتيب لعقد مؤتمر في 30 سبتمبر القادم بنيويورك وهو مؤتمر خاص بأصدقاء اليمن ومتابعة مؤتمر لندن في 2006م ولقاء لندن في بداية العام 2010م ولقاءات أصدقاء اليمن الخاصة بالفرق الفنية.. هذا المؤتمر سيعقد أثناء اجتماعات وأعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة وسيخرج بنتائج ما استخلصته تلك الفرق والمجموعات والمؤتمرات الخاصة بدعم اليمن، والعالم يعرف أن بلادنا تمر بأزمة اقتصادية وهناك محاولة لجرها للانشغال بأزمة سياسية وهجمة على الوحدة والامن والنظام والقانون.. هذا المؤتمر الذي سيعقد في نيويورك هو خلاصة لمعرفة ما هو‮ ‬ممكن‮ ‬لدعم‮ ‬اليمن‮ ‬للاستمرار‮ ‬على‮ ‬طريق‮ ‬الديمقراطية‮ ‬وطريق‮ ‬الاصلاحات‮ ‬والبناء‮ ‬والتنمية‮ ‬وإن‮ ‬شاء‮ ‬الله‮ ‬يكون‮ ‬مؤتمراً‮ ‬ناجحاً‮.‬

< ‬يلاحظ‮ ‬أن‮ ‬تحركات‮ ‬فخامة‮ ‬الرئيس‮ ‬الدبلوماسية‮ ‬لها‮ ‬تأثير‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬العلاقات‮ ‬والتعاون‮ ‬الدولي‮ ..‬ما‮ ‬رأيكم؟
- نحن في وزارة التخطيط التعاون الدولي نجد في تحركات فخامة الرئيس الخارجية والتي تتم من وقت الى آخر تعطى جرعة دعم قوية جداً لنا لتعزيز موقفنا لدى الآخرين، فهو يتواصل مباشرة مع صانعي القرار ويطرح الامور بكل شفافية حول كل ما هو حاصل في اليمن وهو رجل المهمات الدبلوماسية الاول، فهو وما يقوم به من تحركات سياسية يعيننا كثيراً على تجاوز بعض المعوقات وكذلك يوجهنا لنتجاوز بعض الصعاب التي نختلقها نحن ونؤخر بها العديد من المشاريع والبرامج ..الرئيس دائماً يلتقي بمجلس الوزراء وكبار رجالات الدولة وبالتالي هذا يعطيك مثالاً‮ ‬واضحاً‮ ‬على‮ ‬رجل‮ ‬الدولة‮ ‬الذي‮ ‬فعلاً‮ ‬يتعامل‮ ‬ويتفاعل‮ ‬مع‮ ‬نظام‮ ‬وكادر‮ ‬الدولة‮.‬

< ‬في‮ ‬سياق‮ ‬آخر‮ ‬ما‮ ‬طبيعةزيارة‮ ‬الوفد‮ ‬الاستثماري‮ ‬السعودي‮ ‬الذي‮ ‬زار‮ ‬بلادنا‮ ‬وماهي‮ ‬نتائج‮ ‬المحادثات‮ ‬معه؟
- فخامة الرئيس في كل زياراته لدول مجلس التعاون الخليجي يشجع القطاع الخاص في تلك الدول على الاستثمار في بلادنا ويطلب من قادة تلك الدول من ملوك وامراء أن يشجعوا القطاع الخاص في بلادهم على الاستثمار في اليمن، وبالتالي فإن زيارة الوفد الاستثماري لرجال الاعمال السعوديين لليمن جاءت بعد تنسيق مع القيادة السياسية اليمنية والقيادة السعودية وأتت من خلال توضيح واقع الحال في اليمن وإمكان الاستثمار فيها، سيما والكثير أحياناً يسمعون من خلال وسائل الاعلام أخباراً سيئة عن بلادنا ويشجعهم في ذلك بعض الاصوات النشاز الموجودة في الداخل.. لكن وبرغم ذلك فقد وجد الوفد السعودي في هذه الزيارة أن اليمن بلد آمن ومستقر، وهناك بعض الحوادث المعينة التي تحاول أن تعيق عملية الاستثمار، لكنهم رأوا اليمن بلداً واعداً سياحياً وصناعياً وسمكياً ومن كل الجوانب، وتلك الزيارة أتت ترجمة لمواقف فخامة الرئيس مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وصراحة لقد خرج وفد رجال الأعمال السعوديين بانطباعات إيجابية لم نتوقعها ونتمنى أن تترجم تلك الانطباعات الى مشاريع وبرامج وتعاون وشركات مختلفة ومصانع تقام في بلادنا.. لكن المطلوب منا كيمنيين إدراك أن الأمن والاستقرار هما‮ ‬أهم‮ ‬متطلبات‮ ‬جذب‮ ‬هذه‮ ‬الاستثمارات‮ ‬وغيرها‮ ‬ولابد‮ ‬من‮ ‬إرساء‮ ‬مبدأ‮ ‬الأمن‮ ‬والاستقرار‮ ‬ليس‮ ‬فقط‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬الدولة،‮ ‬لكن‮ ‬من‮ ‬عبر‮ ‬تعاون‮ ‬مشترك‮ ‬بينها‮ ‬وبين‮ ‬المواطن‮.‬
الدولة والمواطنون في قالب واحد ولابد أن نعمل جميعاً كمنظومة واحدة لبناء اليمن وحماية أمنه واستقراره عند ذلك سنجد الاستثمارات تتدفق إلى بلادنا من كل مكان فالاستثمار هو أملنا الوحيد للقضاء على البطالة والفقر، أملنا الوحيد في تحريك العجلة الاقتصادية،ولذلك ان يجب ان نخلق البيئة المناسبة والملائمة لجلب الاستثمارات.. وقد كانت تصريحات الوفد الاستثماري السعودي جيدة تعبر عن رغبة أكيدة بالاستثمار في بلادنا وهذا يكفينا، فوجود الرغبة والانطباع الجيد سيترجم الى مشاريع وبرامج يستفيد منها الشعب اليمني، وأتوقع أن يعود الوفد‮ ‬السعودي‮ ‬خلال‮ ‬الفترة‮ ‬القادمة‮ ‬بمشاريع‮ ‬وبرامج‮ ‬تعود‮ ‬علينا‮ ‬بالفائدة،‮ ‬ولكن‮- ‬وأكررها‮- ‬لابد‮ ‬من‮ ‬ترسيخ‮ ‬الأمن‮ ‬والاستقرار‮ ‬واعطاء‮ ‬تسهيلات‮ ‬للمستثمرين‮ ‬والقضاء‮ ‬على‮ ‬العراقيل‮ ‬التي‮ ‬تقف‮ ‬أمام‮ ‬عملية‮ ‬الاستثمار
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-17069.htm