استطلاع/ هناء الوجيه - مشهد تتزايد معالمه في الأيام التي تسبق حلول الشهر الكريم، فنرى الناس تسابق على شراء المواد الغذائية وتتزاحم بهدف توفيرها، الأسواق والسوبر ماركتات مليئة ومكدسة بالبضائع والبشر.. والرجال يلقون باللوم على النساء شاكين من ثقل قائمة المتطلبات التي تعدها المرأة وترمي بها على كاهل الرجل متجاهلة غلاء الأسعار والحالة الاقتصادية.. حول هذه الظاهرة ولتدافع المرأة عن نفسها التقينا عدداً من الأخوات واللاتي عبرن عن آرائهن بالتالي:
- البداية كانت مع الأخت ملوك الجائفي- موظفة- والتي تحدثت قائلةً: من الظلم أن تُتهم المرأة باستنزاف الرجل، ففي شهر رمضان تسعى الأسرة ككل لتنظيم شئون ومتطلبات هذا الشهر الكريم، وتكتب قائمة المتطلبات والاحتياجات بالاتفاق بين كلٍّ من الرجل والمرأة، أما الازدحام فسببه خروج الناس في توقيت متقارب، ليحل الشهر الكريم وقد قاموا بتوفير احتياجاتهم.. لكن ما يثقل كاهل الرجل هو غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.. داعيةً الله أن يهل علينا هذا الشهر بالخير والأمن والأمان، وأن يعيننا على العبادة والتقرب إليه.
معادلة الغلاء
- الأخت سحر الآنسي- ربة بيت- ترى أن التزاحم على الشراء في شهر رمضان يعود للرغبة في الاستقرار والهدوء أثناء الشهر الكريم، فالمواطن يطمئن عندما تكون الأساسيات في المنزل وخاصة في ظل الارتفاع لأن الذي اشترى قبل أسبوع كانت بأسعار أرخص من الذي اشترى اليوم وهكذا ومازالت الأسعار في ارتفاع مستمر.. وتحت سيطرة هذه المعادلة أصبح الناس يتهافتون ويتسابقون في سبيل تلبية احتياجاتهم من المواد الغذائية الأساسية والكمالية لهذا الشهر.
مشاكل أُسرية
- في ذات الشأن تشير الأخت بدور سلطان- موظفة- إلى أن غلاء الأسعار سبب من أسباب التسابق والتزاحم الكبير في هذا الشهر على شراء المواد الغذائية المختلفة.. مؤكدة أن بعض النساء قد تكون مصدر ضغط على الرجل لشراء العديد من الاحتياجات التي قد تستغني عنها في الأيام العادية باعتبار أن رمضان مختلف ولا يقبل الجعجعة على حد قولها.. وأضافت: حتى أن كثيراً من النساء تترك بيت زوجها عائدة إلى منزل أبيها إذا لم تتوافر متطلبات رمضان وهذا أمر شائع عند بعضهن، رغم أنه من الخطأ أن ترتبط مشاكل البيت أو الأسرة بالمأكل والمشرب.. متمنيةً من الأخوات ربات البيوت أن يَكُنَّ أكثر حكمة وصبراً وعدم تحميل الزوج مالا يطيق. ۹ الأخت تقوى محمود- موظفة- ترى أن المرأة عموماً تتحمل وتقاسم زوجها همومه، فعند إعداد قائمة المتطلبات الرمضانية تراعي فيها ظروف زوجها ودخله المتواضع، وإن كانت موظفة تساهم معه في التكاليف، وإن كانت ربة بيت تحاول جاهدة أن تحدد احتياجاتها حسب مقدرة زوجها.. هذا لا يعني أنه لا يوجد نساء يُقدرن ظروف أزاوجهن، فالغالب أن المرأة تمثل سكن الرجل ومصدر ترتيب حياته وبالتالي فهي الأحرص على أن تكون الحياة بينهما مستقرة.. وعما يحدث في شهر رمضان من ضغط وتسابق على توفير الاحتياجات والمتطلبات أصبح تقليداً يهم كل من الرجل والمرأة، فهو شهر له خصوصية وتميز.. ومن جانب آخر غلاء الأسعار وارتفاعها المتزايد يجعل الناس يُهرعون لتوفير متطلباتهم خوفاً من من ارتفاع أسعارها في اليوم التالي.. متمنية أن يكون هذا الشهر الكريم مبشراً بالخير والأمن والاستقرار وخاصة أن أبناء هذا الوطن استقبلوا الشهر بالاتفاق والامتثال للحوار الوطني الشامل الذي بإذن الله يكون طريقاً للأمن والاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي يصنع الاستقرار الاجتماعي.
سكون واستقرار
- ونختتم حديثنا مع الأخت صفية الأديمي- طالبة- والتي قالت: المرأة ليست المسؤولة الوحيدة عن ضجر الرجل إزاء قائمة المتطلبات الرمضانية ولكن غلاء الأسعار وهبوط قيمة العملة المحلية من الأسباب التي تثقل كاهل المواطنين بشكل عام.. رمضان هو شهر العبادة والتقرب من الله ومع ذلك فالاستقرار الاقتصادي للأسرة يساعد على السكون والاستقرار الديني.. فمن الصعب أن يكون هناك هدوء وسكينة في ظل وجود نقص واحتياج.. في كل الأحوال لابد من تربية الأبناء واقناع النفوس أن هذا الشهر هو فرصة للتعبد والتقرب من الله وليس مضمار للتنافس على إعداد أصناف الطعام.. مؤكدةً أن المرأة والرجل يكملان بعضهما البعض، وقد تكون المرأة أشد الناس حرصاً وخوفاً على زوجها، وليس من الإنصاف أن تُظلم وتُتهم بعدم التدبير.. ولكن الحياة تتطلب من كليهما أن يتحملا المسؤولية بصبر وحكمة.
|