الأحد, 10-ديسمبر-2006
سارة عبدالله حسن -
أصبح الوقت آخر ما يعني الكثيرين إلاّ اذا كانوا بانتظار مباراة كرة قدم مهمة مثلاً او موعد بث فيلم سينمائي مثير او جلسة قات مثلاً.. ولأن العاطلين عن العمر اصبحوا في ازدياد عاماً بعد عام ولأن مطالب الشباب واحتياجاتهم واوقات فراغهم هي للأسف من الامور الصغار التي ليس لدى الكبار الوقت لبحثها فإن من الطبيعي ان نجد شبابنا يتسكعون في الشوارع والاسواق على غير هدى وقد يتحرش البعض بهذه او تلك، ومن الطبيعي ايضاً ان نشاهد الصرعات الغريبة في ملابس ووجوه وقصات شعر وحركات البعض من الشباب وخاصة ممن انعم الله على ذويهم بجرعة‮ ‬زائدة‮ ‬من‮ ‬المال‮.‬
واذا كان من شبابنا من يحبذ قضاء وقته على الانترنت لاكتساب المعرفة فإن هذه المعرفة لا تعني بالضرورة ان تكون ذات فائدة فعالم الانترنت زاخر وليس له حدود ومثلما يقدم لشبابنا معلومات قيمة يمكن ان يقدم لذوي الاستعداد النفسي منهم - مختلف المفاسد بكل بساطة فالفضاء‮ ‬مفتوح‮ ‬ولا‮ ‬رقيب‮!‬
مجالس‮ ‬القات‮ ‬هي‮ ‬الأخرى‮ ‬توسعت‮ ‬وازداد‮ ‬عدد‮ ‬متعاطيه‮ ‬من‮ ‬الشباب‮ ‬وصارت‮ ‬هذه‮ ‬النبتة‮ ‬الشيطانية‮ ‬تأكل‮ ‬زهرة‮ ‬اعمار‮ ‬اغلى‮ ‬ما‮ ‬لدينا‮ ‬وشبابنا‮ ‬ذخر‮ ‬المستقبل‮.‬
شباب في المقاهي.. مجالس القات.. الشوارع والاسواق.. الخ، هدر فظيع لوقت رجال الغد هؤلاء الذين نأمل ان يستلموا الدفة من آبائهم في الزمن القادم ليقودونا الى دروب افضل واجمل، فهل حقاً هم قادرون على ذلك.. وهل هؤلاء الشباب هم من سنأتمنهم على البلاد يوماً ما؟!
اذاً وحتى لا يضيع شبابنا في المحصلة لابد من وقفة جادة لأرباب الأسر والجهات المسئولة في الدولة لحل هذه القضية على أساس دراسة الظروف والمناخ النفسي الذي يعيشه الشباب اولاً والنظر الى التحولات الاقتصادية والاجتماعية الاخيرة ومن ثم البحث عن العلاج الفاعل لهذه المشكلة‮ ‬فشبابنا‮ ‬واطفالنا‮ ‬كذلك‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬يؤهلوا‮ ‬منذ‮ ‬اللحظة‮ ‬لأن‮ ‬يصبحوا‮ ‬عماد‮ ‬المستقبل‮ ‬ويواصلوا‮ ‬مسيرة‮ ‬الآباء‮ ‬ليس‮ ‬بالخُطى‮ ‬ذاتها‮ ‬بل‮ ‬وبأفضل‮ ‬ما‮ ‬يمكن‮.‬
اذا‮ ‬لم‮ ‬يتم‮ ‬ذلك‮ ‬ومنذ‮ ‬اليوم‮ ‬فليس‮ ‬لنا‮ ‬إلاّ‮ ‬ان‮ ‬نقول‮ ‬على‮ ‬الوطن‮ ‬السلام‮ ‬ومن‮ ‬الله‮ ‬الستر؟‮!!‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1708.htm