الإثنين, 23-أغسطس-2010
الميثاق نت -     عماد زيد -
عالمٌ‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يمتلك‮ ‬شراشف‮ ‬الستر‮ ‬ذلك‮ ‬الذي‮ ‬نحن‮ ‬فيه‮.. ‬حيثهاأصبحت‮ ‬فضاءاته‮ ‬مزجاة‮ ‬بكاميرات‮ ‬الأقمار‮ ‬الصناعية‮.‬
ربما‮ ‬هناك‮ ‬مقولة‮ ‬عسكرية‮ ‬قرأتها‮ ‬في‮ ‬كتاب‮ »‬الجغرافيا‮ ‬السياسية‮« ‬مفادها‮ ‬بأن‮ »‬من‮ ‬يمتلك‮ ‬الفضاء‮ ‬يمتلك‮ ‬الأرض‮«.‬
آمنت‮ ‬حينها‮ ‬بصدق‮ ‬المقولة‮ ‬وبأن‮ ‬الامتلاك‮ ‬إحدى‮ ‬وسائله‮ ‬المهمة‮ ‬أجهزة‮ ‬المراقبة‮.‬
لذاعلينا‮ ‬الاستفادة‮ ‬من‮ ‬تقنيات‮ ‬المراقبة‮ ‬الحديثة‮ ‬ليس‮ ‬للمحافظة‮ ‬على‮ ‬فضاءاتنا‮ ‬بل‮ ‬للمحافظة‮ ‬على‮ ‬أرضنا‮ ‬ووطننا‮.‬
فجميعنا‮ ‬يعلم‮ ‬بأنا‮ ‬في‮ ‬عالم‮ ‬أصبح‮ ‬للجريمة‮ ‬فيه‮ ‬رجالها‮ ‬وجماعاتها‮ ‬ودولها؛‮ ‬فمانجم‮ ‬عن‮ ‬ذلك‮ ‬تسلح‮ ‬عصابات‮ ‬الاجرام‮ ‬والتخريب‮ ‬بآليات‮ ‬حديثة،‮ ‬الأمر‮ ‬الذي‮ ‬يوجب‮ ‬أن‮ ‬يترافق‮ ‬معها‮ ‬تطور‮ ‬مهارات‮ ‬رجل‮ ‬الأمن‮.‬
وهذا التطور لا يكون الا بتأهيله التأهيل الذي يتواكب وروح العصر، تأهيلاً وتدريباً على مهارات تقنية ضرورية، لا تقل الجديدة منها بل الأجد، فإن يصبح المجرم يمتلك آليات تفوق رجال الامن، فذاك أمر يوجب الخشية لأننا في هذه الحالة سنكون في غفلة حقيقية يقابلها يقظة من‮ ‬قبل‮ ‬أعداء‮ ‬الوطن‮ ‬وشياطينهم،‮ ‬لذا‮ ‬على‮ ‬رجال‮ ‬الامن‮ ‬الابتعاد‮ ‬عن‮ ‬الاسلوب‮ ‬التقليدي‮ ‬في‮ ‬أداء‮ ‬مهامهم‮ ‬ومغادرته‮ ‬الى‮ ‬الآليات‮ ‬الحديثة‮.‬
فضلاً‮ ‬عن‮ ‬ضرورة‮ ‬توفيرأجهزة‮ ‬المراقبة‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تغمض‮ ‬عينيها‮ (‬كاميرات‮ ‬المراقبة‮) ‬في‮ ‬كامل‮ ‬الأماكن‮ ‬والمراكز‮ ‬المهمة،‮ ‬لكن‮ ‬ما‮ ‬يوجب‮ ‬الاسف‮ ‬أن‮ ‬تنطفئ‮ ‬الكهرباء‮ ‬أو‮ ‬يغيب‮ ‬التيار‮ ‬عن‮ ‬أنفاسها‮.‬
على‮ ‬كلٍ‮ ‬هناك‮ ‬استهداف‮ ‬حقيقي‮ ‬لرجل‮ ‬الأمن،‮ ‬هذا‮ ‬الاستهداف‮ ‬ليس‮ ‬الغايةمنه‮ ‬استهداف‮ ‬رجل‮ ‬الامن‮ ‬لشخصه؛‮ ‬بل‮ ‬استهداف‮ ‬الوطن‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬إضعاف‮ ‬أمنه‮.‬
والكل‮ ‬يدرك‮ ‬بأن‮ ‬غياب‮ ‬الأمن‮ ‬يعني‮ ‬حضور‮ ‬الفوضى‮.. ‬مما‮ ‬يعني‮ ‬وجوبية‮ ‬الاهتمام‮ ‬النوعي‮ ‬برجل‮ ‬الأمن،‮ ‬والحرص‮ ‬الدائم‮ ‬على‮ ‬مراقبة‮ ‬الأماكن‮ ‬التي‮ ‬يتسرب‮ ‬منها‮ ‬الارهاب‮ ‬وأدواته‮ ‬كالممرات‮ ‬الملاحية‮ ‬البرية‮ ‬والبحرية‮ ‬وغيرها‮.‬
كما‮ ‬يتوجب‮ ‬على‮ ‬جميعنا‮ ‬تفعيل‮ ‬كاميرات‮ ‬المراقبة‮ ‬الذاتية،‮ ‬كاميرات‮ ‬الضمير،‮ ‬فالوطن‮ ‬وطن‮ ‬الجميع،‮ ‬وغض‮ ‬الطرف‮ ‬عن‮ ‬جماعة‮ ‬ارهابية‮ ‬أوعميلة‮ ‬أومفسدة‮ ‬معناه‮ ‬أننا‮ ‬سمحنا‮ ‬للقلق‮ ‬والفوضى‮ ‬أن‮ ‬تتسرب‮ ‬الى‮ ‬المجتمع‮.‬
وفي‮ ‬كلا‮ ‬الحالات‮ ‬وجدنا‮ ‬من‮ ‬يدفع‮ ‬الثمن‮.‬
قبل‮ ‬أن‮ ‬أغادر‮ ‬الصفحة‮ ‬أود‮ ‬الاشارة‮ ‬الى‮ ‬أن‮ ‬ما‮ ‬كتبته‮ ‬الاسبوع‮ ‬الماضي‮ ‬عن‮ ‬الأمن‮ ‬والذي‮ ‬كان‮ ‬له‮ ‬صداه‮.. ‬ليس‮ ‬الغاية‮ ‬منه‮ ‬أن‮ ‬نجعل‮ ‬من‮ ‬أنفسنا‮ ‬موطن‮ ‬نظر‮ ‬لجهة‮ ‬معينة،‮ ‬أو‮ ‬لفت‮ ‬شكر‮ ‬أو‮ ‬غيره‮.‬
فما نكتبه لا يخرج عن كونه قناعات نؤمن بها كإيماننا بالوطن.. لذا أقولها بكل مسؤولية وتجرد بأن ما كُتب هو تكريم ضئيل لا يرتقي الى ما يقدمه رجال الأمن تكريماً لجميعهم بنياشين العرفان والامتنان على ما قدموه ويقدمونه في خدمة وطنهم سواءً أولئك الضباط الأمناء الشرفاء‮ ‬بمختلف‮ ‬بزاتهم‮ ‬العسكرية‮ ‬ومراتبهم‮ ‬أم‮ ‬أولئك‮ ‬الافراد‮ ‬الذين‮ ‬لا‮ ‬يحملون‮ ‬على‮ ‬أكتافهم‮ ‬سوى‮ ‬إخلاصهم‮ ‬لوطنهم‮ ‬ومجده‮ ‬وسؤودده‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-17166.htm