الإثنين, 23-أغسطس-2010
الميثاق نت -    منصور الغدرة -
بطء خطوات الحوار، بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، وبين أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم- مع الأسف- لا يشجع على التفاؤل بنجاحه طالما وهناك اشخاص يتعاملون مع قضاياه باستهتار ولامبالاة، وغطرسة مستفزة.
صحيح أن المواطن كان ولايزال ينظر إلى أن الحوار الجاد والمسئول هو المخرج للوطن من مشاكله وخلافات النخب، والتي تسببت في شل حركة الحياة العامة، وعطلت دوران التنمية، حينما غاب الاستقرار بغياب لغة الحوار المسئول، وحضرت بقوة لتحل بدلاً عنه لغة الفوضى والاعمال‮ ‬المخالفة‮ ‬للقانون،‮ ‬المخلة‮ ‬بالنظام‮ ‬والسكينة‮ ‬العامة‮..‬
المواطن اليمني مع انه مؤمن أن الحوار هو الملجأ الآمن لليمنيين لكي يتجاوزوا خلافاتهم، إلا انه يبني تشاؤمه على حقائق واقعية تلف دوران ذاك الحوار في حلقات مفرغة، سواءً من حيث تلك الطريقة التي يسير بها هذا الحوار، أو من خلال بعض أشخاصه وطريقة تعاملهم مع قضاياه،‮ ‬أو‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬أسلوب‮ ‬لغة‮ ‬التخاطب‮ ‬المتعجرفة،‮ ‬التي‮ ‬ينتهجها‮ ‬بعض‮ ‬قيادات‮ ‬المشترك‮ ‬مع‮ ‬المؤتمر‮..‬
لغة فيها نبرات الاستعلاء وخطاب التهديد والوعيد، لا تحمل بصيص أمل في المضي بالحوار إلى بر الأمان أو الوصول إلى النتائج المرجوة، والتي يؤمل فيها كل مواطن يتمنى لوطنه الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي، ولأبنائه الرفاهية والرقي..
بيد أن المواقف الايجابية التي أبداها طرفا الحوار- المؤتمر والمشترك- من خلال تصريحات ممثليهما، الأستاذين صادق أمين ابوراس واحمد حيدر، أثناء تبادلهما قوائم مرشحي الطرفين في لجنة الإعداد والتهيئة للحوار الوطني، هي في حقيقة الأمر التي أحيت الآمال لدى الجميع بمستقبل نجاح الحوار، وأنهما- أي المؤتمر والمشترك- وصلا إلى قرار وحيد لا ثاني له، انه لا مخرج للوطن مما هو فيه، إلا بالحوار والحوار الجاد والمسئول، وان كل طرف منهما توصل إلى قناعة بضرورة تفعيل مبدأ حسن النية تجاه الطرف الآخر، وان على الجميع مغادرة التمترس والمناكفات والمكايدات، والانتقال إلى تغليب المصلحة الوطنية.. بيد أن تغيير الأخ أحمد حيدر من قبل المشترك والاتيان بالمتوكل، من خلال نقل الرئاسة من الحزب الاشتراكي اليمني، إلى ما يسمى بالقوى الشعبية، الموجود اسماً لا كياناً ولا اعضاء، ليصبح بذلك محمد المتوكل،‮ ‬هو‮ ‬من‮ ‬يقود‮ ‬سياسة‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك،‮ ‬والذي‮ ‬سارع‮ ‬بإطلاق‮ ‬التصريحات‮ ‬الاستفزازية‮ ‬حول‮ ‬الحوار‮.‬
حينها بدأ الجميع يساورهم القلق على مستقبل الحوار، والذي كان لا يزال بصيص نجاحه قائماً، فالمتوكل، الذي يعيش بلا حزب، عدا "الركنة" على ما ستؤول إليه تمرد أحبابه الحوثيين، من نتائج تخدم مصالحه ومخططاته بعودة أحلامه الآفلة مع بزوغ شمس الثورة ووأد الملكية الاستبدادية‮ ‬في‮ ‬ستينيات‮ ‬القرن‮ ‬الماضي،‮ ‬بل‮ ‬انه‮ ‬لا‮ ‬يملك‮ ‬حتى‮ ‬نفسه‮.‬
الحوار‮ ‬المأمول‮ ‬في‮ ‬خطر‮ ‬منذ‮ ‬الساعات‮ ‬الأولى‮ ‬لتسنم‮ ‬المتوكل‮ ‬دفة‮ ‬إدارة‮ ‬المشترك‮.‬
نعم الحوار في خطر بمجيئ دائه- المتوكل- الذي يبدو انه قد استعصى الدواء في شفائه من هلوسته بدليل أنه سارع إلى إعلان نبأ وفاة الحوار وأصدر له بعد ذلك شهادة محاولاً تصفيته على مرأى ومسمع من الجميع.
فالمتوكل أراد من ذلك أن يبرهن انه لا يزال موجوداً بأفكاره الظلامية، وقادر الانتصار على أفكار ومبادئ العصر الحديث، في تغليب لغة الحوار، كما انه يحاول ترجمة أقواله إلى أفعال حقيقية، وإثبات للقاصي والداني من خلال القول :" أنا ومن بعدي الطوفان"..
كل‮ ‬هذا‮ ‬مبرر‮ ‬كافٍ‮ ‬ليولد‮ ‬الإحباط‮ ‬والتشاؤم‮ ‬لدى‮ ‬كل‮ ‬مواطن،‮ ‬كان‮ ‬لديه‮ ‬أمل‮ ‬في‮ ‬نجاح‮ ‬الحوار‮ ‬الوطني‮ ‬بين‮ ‬الأحزاب‮.. ‬انه‮ ‬المتوكل‮ ‬النار‮ ‬المحرقة‮ ‬للآمال‮..!!‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-17172.htm