متابعة: أبو محمد اليافعي - يتواصل المسلسل الإرهابي لتنظيم القاعدة بدمويته وبشاعته وكانت محافظة أبين مرة أخرى هدفاً له.. ولعل الاحداث التي حصلت يومي الخميس والجمعة الماضيين في مديرية لودر تؤكد أن هدف الإرهابيين من وراء ذلك التصعيد هو زعزعة الامن والاستقرار وترويع الآمنين والإضرار بعجلة التنمية واستهداف المصالح والمنشآت الحكومية، ولعل ما حصل في مديرية لودر - أبين التي تبعد عن مديرية زنجبار عاصمة محافظة أبين بحوالي ساعتين تشير إلى أن عناصر الإرهاب اختارت مديرية لودر موقعاً جديداً لتنفيذ العمليات الاجرامية.
ما من شك أن تنظيم القاعدة يرى في عدد كبير من مناطق محافظة أبين بيئة مناسبة لتكوين البؤر الارهابية وللتحرك الحر ولعمليات الكر والفر.. وان سأل سائل لماذا؟ فستكون الاجابة ببساطة هي أن الطبيعة الجغرافية لمناطق ومديريات أبين والتي أغلبها ريفية وجبلية وعرة، ولعل هذا ما يجعل تنظيم القاعدة يتحرك بعيداً عن أعين الدولة ويستغل هذا في تكوين البؤر الارهابية والتنقل بطريقة فيها نوع من الحرية غير المطلقة، وهي حرية استطاعت وللأسف أن تدفع بانتحارييها الى تنفيذ عدد من العمليات الارهابية في مديريتي زنجبار وخنفر وجعار وذلك باستهداف عدد من المقار والعناصر الامنية، واغتيال عدد من ضباط الأمن السياسي كان آخرهم أحد الضباط المتقاعدين في الأمن السياسي في مديرية زنجبار يوم الاثنين 16 / 8 / 2010م في سوق زنجبار وفي ليلة رمضانية بأحد شوارعها الرئيسية، أعقبه يوم الاربعاء 18 / 8 / 2010م إلقاء قنبلة على أحد مراكز الشرطة في مديرية زنجبار وكان الضحية عدد من الجرحى في صفوف جنود الامن، رغم أن عدداً من عناصر القاعدة وقعت في أيدي الاجهزة الامنية. لكن يبقى السؤال المهم: إذا كانت الاجهزة الامنية في محافظة أبين تحقق نتائج إيجابية وملموسة في مواجهة عناصر القاعدة، فلماذا حصلت العمليات الإرهابية مؤخراً؟ الإجابة ببساطة تشير إلى أن تنظيم القاعدة بدأ بتصعيد جرائمه واختيار تنفيذ العمليات الانتحارية وزيادة المواجهة المباشرة مع الاجهزة الامنية كل ذلك بهدف إيصال رسائل بأنهم موجودون وقادرون على توجيه الضربات والعمليات خصوصاً بعد الخسائر التي مُني بها تنظيم القاعدة في محافظة أبين.. ومثلما أشار أحد الملمين والمتابعين لشؤون القاعدة في محافظة أبين إلى أن العمليات التي قام بها عناصر القاعدة مؤخراً في زنجبار كاستهداف المقار الأمنية وعدد من النقاط العسكرية وجنود الامن لا تدل على ضعف الجانب الأمني بقدر ما تدل على أهمية وضرورة التنسيق بين الجانب الاستخباراتي والجانب الأمني وزيادة المساعدات والامكانات في الجانب الامني في محافظة أبين لتتمكن من التحرك لمواجهة تلك العناصر الارهابية بشكل أشمل وأوسع.
لودر ومواجهات ساخنة
ما من شك أن المواجهات الساخنة التي جرت يومي الخميس والجمعة الماضيين في مديرية لودر بين عناصر القاعدة والأجهزة الامنية تدل على عزم عناصر التنظيم الارهابي توسيع دائرة المواجهات مع الأجهزة الامنية ونقلها الى منطقة أخرى لاتمتاز بالطابع المدني بل بالطابع الريفي، ولعل مديرية لودر كانت المكان الجديد الذي اختاره التنظيم وهو ما حصل يوم الخميس حين قام عدد من المسلحين الارهابيين بعمل كمين في سوق لودر في عاصمة المديرية لأحد الاطقم العسكرية أسفر عن سقوط شهيدين في صفوف الامن ، تطور الأمر الى مواجهات مسلحة عنيفة يوم الجمعة الماضي وكانت حصيلتها سقوط أكثر من 12 شخصاً في صفوف الامن وقتل أربعة ارهابيين وإلقاء القبض على عدد من العناصر الارهابية.. وماتزال عملية البحث والملاحقة جارية حتى وقت كتابة هذه المادة خصوصاً في عدد من مناطق وقرى مديرية لودر ذات الطابع الجبلي الوعر اضافة الى توسيع دائرة البحث والملاحقة الى المديريات المحيطة والمجاورة للودر كمودية والمحفد وأحور.
دائرة المواجهات
يرى كثير من المتابعين لشؤون القاعدة ان دائرة المواجهات ستزداد في الأيام والأسابيع المقبلة وستكون بشكل كبير في المديريات والمناطق النائية والجبلية الوعرة باعتبار أن القاعدة تستطيع التحرك بشكل أكبر وأوسع فيها وتكوين البؤر الارهابية واستقطاب عناصر جديدة.. وهذا طبعاً لا يعني أن المناطق والمديريات ذات الطابع المدني كمديريتي خنفر وزنجبار ستكون بعيدة عن عمليات القاعدة بل إن التحركات فيهما ستكون محدودة وان كان هناك من عمليات وتحركات كبيرة فستكون في المديريات الجبلية على الأقل خلال الفترة القادمة مثلما يؤكد عدد من المتابعين والمهتمين بشؤون القاعدة.
دعم الأمن
رغم ما حققته الأجهزة الأمنية في محافظة أبين من نجاحات إلاّ أنها بحاجة إلى مزيد من الدعم وكذلك استحداث وحدة لمكافحة الارهاب، خصوصاً وان أبين على موعد خلال الفترة القادمةمع حدث رياضي مهم تسعى عناصر القاعدة إلى إفشاله بشتى السبل
|