الإثنين, 11-ديسمبر-2006
‬عبدالفتاح‮ ‬الأزهري -
ركز تقرير التنمية الإنسانية العربي للعام 2005م والذي دشن (الخميس) على جملة من القضايا ذات الحساسية فيما يتعلق بأوضاع المرأة العربية التي تصاعدت الخلافات بشأنها في الفترة الأخيرة في قضايا عدة مثل الحجاب وولاية المرأة والنظرة المتدنية نحوها، إضافة إلى تهميشها‮ ‬وعدم‮ ‬صعودها‮ ‬إلى‮ ‬مراكز‮ ‬القرار‮.‬
ونشر‮ ‬التقرير‮ ‬تحت‮ ‬شعار‮ (‬نحو‮ ‬نهوض‮ ‬المرأة‮ ‬في‮ ‬الوطن‮ ‬العربي‮) ‬وهو‮ ‬الرابع‮ ‬من‮ ‬سلسلة‮ ‬التقارير‮ ‬الإنسانية‮ ‬التي‮ ‬يصدرها‮ ‬البرنامج‮ ‬الإنمائي‮ ‬للأمم‮ ‬المتحدة‮..‬
وأكد الأخ عبدالقادر باجمال رئىس الوزراء في كلمته بُعيد إشهار التقرير حاجة النصف الآخر (المرأة) إلى تركيز واهتمام أكبر من الحكومات والمجتمع ومنظماته المدنية.. مشيراً إلى أن ذلك لن يتحقق إلاّ بإيجاد ثقافة مجتمعية تصب في هذا الاتجاه فضلاً عن ضرورة تحقيق وإيجاد‮ ‬ديمقراطية‮ ‬واسعة‮ ‬تشمل‮ ‬الأسرة‮ ‬والمجتمع‮ ‬بأكمله،‮ ‬إضافة‮ ‬إلى‮ ‬توسيع‮ ‬دائرة‮ ‬الحوار‮ ‬بجدية‮ ‬حول‮ ‬قضايا‮ ‬المرأة‮ ‬وحقوقها‮ ‬الإنسانية‮.‬
من جانبها أكدت معالي السيدة أمة العليم السوسوة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة- مدير المكتب الإقليمي للدول العربية ان البرنامج الإنمائي والمكتب الإقليمي يهتم بالحوار الدائر في أرجاء الوطن العربي حول قضايا التنمية.. مشيرة إلى أن التقرير قد شمل القضايا الأكثر‮ ‬أهمية‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬السياق،‮ ‬كما‮ ‬طرح‮ ‬رؤية‮ ‬شاملة‮ ‬من‮ ‬شأنها‮ »‬فك‮ ‬الاغلال‮ ‬التي‮ ‬تكبل‮ ‬مسيرة‮ ‬التقدم‮ ‬فيها‮..«.‬
وأكد تقرير التنمية الإنسانية على أن »نهوض المرأة يعني في جوهره التكافل الكامل للفرص بين المرأة والرجل في اكتساب وتوظيف القدرات الإنسانية«.. إلى جانب ضمان حقوق المواطنة للنساء على قدم المساواة مع الرجال.. والإقرار بالفروق بين الجنس واحترامها، فليس من المقبول‮ ‬استخدام‮ ‬هذه‮ ‬الفوارق‮ ‬بين‮ ‬الذكور‮ ‬والإناث‮ ‬لدعم‮ ‬نظيرات‮ ‬اللامساواة‮ ‬والتفاوت‮ ‬أو‮ ‬أي‮ ‬شكل‮ ‬من‮ ‬اشكال‮ ‬التميز‮.‬
وقدم التقرير الذي يعطي منطقة العالم العربي صوراً متباينة للنجاحات والاخفاقات في مجال حقوق المرأة باختلاف الظروف السياسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، الأمر الذي حال- بحسب التقرير- دون تصنيف هذه الدول كجهة أفضل أداء في حقوق المرأة.
وتركز النجاح الأكبر في مجال التعليم بينما سجل الاخفاق الأكبر في مجال المشاركة السياسية، ولايشكل التقرير الجديد مسحاً شاملاً لكل أوضاع المرأة في العالم العربي.. لكنه خطوة رئىسية في طريق وضع اليد على مكمن القضايا الرئىسة الخاصة بالمرأة وسيكون هذا التقرير الأخير‮ ‬ضمن‮ ‬سلسلة‮ ‬أربعة‮ ‬تقارير‮ ‬بدأت‮ ‬في‮ ‬العام‮ ‬2001م‮..‬
ويؤكد‮ ‬البرنامج‮ ‬الإنمائي‮ ‬للأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬عزمه‮ ‬على‮ ‬استكمال‮ ‬إصدار‮ ‬تقارير‮ ‬التنمية‮ ‬الإنسانية،‮ ‬وسيتوقف‮ ‬البرنامج‮ ‬قبل‮ ‬إصدار‮ ‬التقرير‮ ‬التالي‮ (‬الخامس‮) ‬حتى‮ ‬يتم‮ ‬ترجمة‮ ‬وتنفيذ‮ ‬توصيات‮ ‬التقارير‮ ‬الأربعة‮.‬
ويهتم البرنامج الإنمائي والمكتب الإقليمي للدول العربية بالحوار الدائر في أرجاء الوطن العربي حول قضايا التنمية ويبذل المؤلفين جهوداً كبيرة ويركزون على القضايا الأكثر أهمية وخطورة في مجتمعاتنا، وطرح رؤية من شأنها فك الانحلال التي تكبل مسيرة التقدم فيها.
واستعرض التقرير عدداً من العقبات والتحديات الأساسية التي تعيق تحقيق المرأة لاقصى قدراتها الإنسانية في الحياة العامة، ذلك أن عوامل ثقافية وقانونية واجتماعية تقف حائلاً دون حصول المرأة على التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل والمساواة في المواطنة والتمثيل في الحياة‮ ‬العامة‮.. ‬أما‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬الخاصة‮ ‬فإن‮ ‬التقرير‮ ‬يرى‮ ‬أن‮ ‬أنماط‮ ‬التنشئة‮ ‬التقليدية‮ ‬والممارسات‮ ‬التمييزية‮ ‬داخل‮ ‬الأسرة‮ ‬وقوانين‮ ‬الأحوال‮ ‬الشخصية،‮ ‬وتتضافر‮ ‬كلها‮ ‬لتعزيز‮ ‬استمرار‮ ‬اللامساواة‮ ‬والقهر‮ ‬ضد‮ ‬المرأة‮.‬
وأشار التقرير إلى ما تحقق من تقدم نحو المساواة بين الجنسين أمام القانون.. واستشهد بنتائج استطلاعات الرأي العام التي تؤيد إقرار المساواة في الحقوق والحريات.. كما ان ثمة دلائل على التقدم في قوانين العمل في كثير من البلدان التي تمنح المرأة الحق في تقاضي الأجر‮ ‬الذي‮ ‬يساوي‮ ‬ما‮ ‬يتقاضاه‮ ‬الرجل‮ ‬لقاء‮ ‬نفس‮ ‬العمل‮.‬
ويعتبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائى هذه التقارير من المعالم المهمة لمحاور المناقشات وللمداخلات المتصلة بالتنمية الإنسانية في الوطن العربي.. كما يحرص على ترجمة التوصيات التي طرحتها هذه التقارير على أرض الواقع.. ولتحقيق هذا الغرض اسهمت تقارير التنمية الإنسانية‮ ‬العربية‮ ‬في‮ ‬إثراء‮ ‬البرامج‮ ‬التي‮ ‬يتولى‮ ‬تنفيذها‮ ‬برنامج‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬الإنمائي‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1723.htm