علي الشعباني - - فرض الامن والاستقرار في بعض المناطق الجنوبية ومواجهة الأعداء الذين يتربصون بالوحدة والديمقراطية والسلم الاجتماع سواء أكانوا إرهابيين من عناصر القاعدة أم من العناصر الانفصالية صار قضية ملحة يجب أن تتصدر كل الأولويات.
- إن تنامي الأعمال الإرهابية في بعض مناطق محافظة أبين قبل عملية لودر كانت تبعث في النفس الكثير من الشكوك والتي توحي بأن الأجهزة الامنية قد فقدت السيطرة على الأوضاع سيما عندما تزايدت الاعتداءات الإرهابية على رجال الامن ومقرات الشرطة، وصارت بعض الأبواق الاعلامية المريضة تضفي على تلك الاعمال الارهابية »شرعية النضال« ويدعمها في ذلك بعض الساسة المحنطين وأصحاب التاريخ الأسود بالتآمرات الملطخة أياديهم بدماء الابرياء من أبناء شعبنا.. والمواطن اليمني يعرف ذلك جيداً، ويعي كذلك انهم يشكلون شبكة من العمالة والارتهان للشيطان، ولكن الحقيقة أثبتت عكس ذلك تماماً، فعملية لودر وما سبقها من عمليات أمنية كالمعجلة والمحفد وأرحب وغيرها قد جددت الثقة لدى الجميع بأن الدولة لن تتساهل أو تتهاون في فرض سيادة النظام والقانون والامن والاستقرار في كل شبر من أرجاء الوطن وأنها قادرة على الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار البلاد.
غطاء دولي
التقارير الدولية المشبوهة والتي تهاجم بلادنا وتصفها تارة بالدولة التي لا يوجد فيها نظام ولا أمن، وتارة اخرى بالدولة التي تُنتهك فيها حقوق الانسان، إنما هي تقارير تمارس إرهاباً ضد شعبنا من نوع آخر وذلك عبر توفير الغطاء السياسي والإعلامي الخارجي للعمليات الإرهابية التي تقوم بها عناصر القاعدة والانفصاليون في بعض مناطق بعض المحافظات الجنوبية.
حقيقة الواقع تحتم علينا أن نتساءل وبصراحة وموضوعية: لماذا تصر بعض الجهات الخارجية على الإساءة لبلادنا في الجانب الأمني والحقوقي رغم أن هناك جوانب إيجابية تستحق أن تعطى الاهتمام ومنها مثلاً جهود بلادنا الحثيثة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة سواءً عبر استمرار خوضها الحرب ضد القاعدة وأعمال القرصنة أو التصدي للمشروع الانفصالي الذي يستهدف ليس الوحدة اليمنية فحسب وإنما يهدد المنطقة برمتها ويجعلها في قبضة الحركات المتطرفة كالقاعدة أو إيران ويعرض الملاحة الدولية للخطر.. فلولا جهود اليمن وصمودها أمام هذه التحديات استشعاراً لأبعادها الخطيرة لاتسعت رقعة الإرهاب وعملياته في دول المنطقة ولأدخلتها في دوامة (تورا بورا) التي تحترق داخلها أمريكا وحلفاؤها وكان الأولى بهذه القوات الضاربة بعد عشر سنوات من قتل الأبرياء أن يحموا بلدانهم..
إن ذهاب بعض التقارير إلى التشكيك في مواقف بلادنا في حربها ضد الإرهاب يخدم مخططات الإرهابيين الذين يبدو أنهم من نتاج تلك الجهات التي تصدر تلك التقارير.. ولها أهداف تآمرية تسعى إلى تحقيقها عبر عناصر تنظيم القاعدة في محاولة لضرب المنطقة بشكل عام خصوصاً وهذه التقارير الملعونة تأتي في حين تقوم بلادنا بخطوات جادة ونوعية لم يسبق لدولة أخرى في المنطقة ان قامت بها في مواجهة الارهاب والحد من أنشطة تلك العناصر وضربها بكل قوة وبأس ترسيخاً للأمن والاستقرار في بلادنا والمنطقة، لكن يبدو أن تلك الضربات الموجهة لعناصر القاعدة لم ترقْ لتلك الجهات التي تصدر التقارير، ولذا فهي تطالب بلادنا بالتوقف عن محاربة الإرهاب بألفاظ وعبارات غير مباشرة وتسعى الى نشرها في بعض الوسائل الاعلامية لتشويه صورة اليمن داخلياً وخارجياً، في ظل اصرار بعض الوسائل الاعلامية العربية كقناة »الجزيرة« على دعم مثل هذا المخطط الهادف إلى تحسين صورة تنظيم القاعدة والمتمردين والانفصاليين.
ومن ذلك يمكن استنتاج أن هناك قوى دولية مازالت تعتقد أنها سوف تنال من بلادنا عبر سياسة »فرِّق تسد«..
ماذا بعد لودر؟
- هل ستسكت القاعدة وحلفاؤها على الضربات الموجعة التي تلقتها في مديرية لودر؟!
من البدهي جداً أن تعمل العناصر الانفصالية والقاعدة على الرد وبطرق مختلفة انتقاماً لما تتكبده من خسائر فادحة، فاستراتيجية الرد السريع من قبل تلك العناصر شيء غير مستبعد.. فمصرع 17 عنصراً قيادياً من ذلك التنظيم الإرهابي إضافة الى استسلام عدد من أخطر قياداته كل هذا يتطلب رفع وتيرة اليقظة الأمنية أكثر مما هي عليه..
لأن تلك العناصر الارهابية ستحاول عبر أي عمل اجرامي جديد اثبات وجودها ولو من خلال عمليات صغيرة تهدف من ورائها إلى تحقيق ضجيج إعلامي، كالتفجيرات الانتحارية واستهداف أفراد الأمن في النقاط، وهذا ما هو متوقع من تلك العناصر، سيما وأنها تمتلك امكانات مادية وتقنية لا يستهان بها، حيث نجد أنه وبالرغم من ان تلك العناصر تعيش مطاردة في مناطق نائية وفي الصحارى الا أنها استطاعت أن تصل الى أعتى الأماكن تحصيناً في المملكة العربية السعودية واستهدافها لحياة الأمير محمد بن نايف ولأكثر من مرة ورغم فشلها الا أن تلك المحاولات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في ظل المواجهة بينها وبين القوات اليمنية.. بالطبع لن تسكت تلك العناصر الارهابية على ما لحق بها من خسائر وستحاول تنفيذ أية عملية إرهابية من شأنها محاولة إعادة الثقة لعناصرها المحطمة - معنوياً وحيوياً- هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى بدأت تمارس الكذب بزعمها أن من تم القضاء عليهم ليسوا من عناصرها وانهم مدنيون أو حتى من عناصر الحراك الانفصالي في محاولة يائسة للتضليل والخداع، ولكن الحقيقة تفرض نفسها وبكل قوة بأن القاعدة اصبحت تنهار في بلادنا ولم تعد كما يصورها البعض، ولا يفصلها عن السقوط الا بضع خطوات وستعلن انسحابها عما قريب موتاً أو ستلجأ الى أقرب مكان آمن لها وهو الصومال ولا خيار ثالث أمامها.
إرهاب الإعلام
بما أن الإرهاب في بلادنا أيضاً ظاهرة إعلامية فإن أفضل طريقة للتخلص من تلك الظاهرة وإعادة السمعة الطيبة لبلادنا في الاعلام المحلي والخارجي وفي ذاكرة ووعي العالم الخارجي ومواجهة القاعدة بنفس الاسلوب الذي تهاجم به بلادنا خاصة ان السلاح الاعلامي هو أفتك أسلحة تنظيم القاعدة، لذا فمن الطبيعي والضروري أن تستخدم الحكومة الإعلام كسلاح مضاد لمواجهة سلاح القاعدة الإعلامي..
فما الذي يمنع بلادنا من تدمير وحظر كل مواقع ومنتديات وشبكات القاعدة، وانصارها على الشبكة العنكبوتية، والاستفادة من الاستراتيجية الاعلامية السعودية التي استخدمتها لمواجهة سلاح وأبواق القاعدة حيث فرضت حظراً شديداً ومدروساً على كل مواقع ومنتديات ووسائل الاعلام التي تمتلكها القاعدة أو تناصرها وقامت بتدميرها بشكل كامل واستبدلتها بمواقع مناصحة ومواقع نقاش وحوار مفتوحة بإشراف السلطة السعودية كما أوجدت سياسة إعلامية مفتوحة وهادفة ساعدتها على هزيمة العناصر الارهابية.
المفروض ان تستفيد بلادنا من الاستراتيجية السعودية، فالمواقع والمنتديات التي يسيطر عليها مناصرون أو متعاطفون أو متاجرون مع القاعدة.. تستغل الثغرات الامنية في التكنولوجيا الاعلامية لتبث سمومها وتنفذ مآربها الخبيثة..
كما يجب على الجهات المختصة أن تنبه وسائل الإعلام بضرورة احترام الوطن وأمنه واستقراره وعدم نقل الأخبار السلبية التي تسيئ الى الوطن وسمعته، واحترام المناخ الديمقراطي وعدم ممارسة استعداء الوطن تحت دعاوى حرية الصحافة.-
|