عبد الجبار سعد - في بلادنا الناس يقولون يا سيدي الرئيس أن هناك القليل من المفسدين في السلطة وفي المعارضة يصعب السير إلا على جماجمهم إن أردنا أن نتجاوز مانحن فيه من أزمات سياسية وأمنية واقتصادية وعسكرية وحتي أخلاقية ..
ويقول الناس إنه إذا تعذر أن تطير رؤوس وجماجم هؤلاء المفسدين القلائل فلا أقل من العصا ترتفع فوق هذه الرؤوس اللعينة لترهبهم وتمنعهم عن الوقوف في طريق صلاح مافسد من الأوضاع..
****
ويقول الناس ياسيدي الرئيس أنه في سبيل حماية الوطن واهله ومقدراته من شرور هؤلاء المفسدين فلا ينبغي أن يقبل فيهم شفيعا لا من الكونجرس ولا من الاتحاد الا وربي ولا الجار ذي القربى ولا الجار الجنب . .
ويقول الناس أن التهاون والمهادنة في التعامل مع ثلة فاسدة من القتلة والمأجورين والخونة والعملاء باعت نفسها للشيطان على أمل أن ترعوي عن غيها وتعود الى رشدها هو رهان خاسر بكل المقاييس .. فقد قال حكماؤنا ..
ووضع الندى في موضع السيف في العدى ** مضر كوضع السيف في موضع الندى
العدو الذي يشهر سلاحه في وجه عباد الله الضعفاء والمساكين تحت شتى الذرائع هو كلب مسعور لا ينبغي أن نتعامل معه بالكرم والعطايا بل بقطع رأسه بنفس السيف الذي يقطع به رؤوس عباد الله مثلما أن من سالم شعبه ووطنه وأسلمه شره وأذعن لإرادة الحق بالطاعة ولزوم الجماعة في المعروف كما أوجب الله ورسوله وشرائع الأرض والسماء لا ينبغي أن يعامل إلا باللطف والإكرام والحماية ولا ينبغي أن يختلط الأمران على الحاذق الحصيف مثلك يا سيدي الرئيس
****
ويقول الناس ..أنك تعرف ما يصلح أمر البلاد وما يفسدها ومن هو الصالح ومن المفسد من خلال تجربة طويلة عرفت بها الناس وخبرتهم كمالم يخبرهم أحد غيرك فلست بحاجة ان تستشير أحدا خصوصا ممن يجهل الكثير مما علمته فتوكل على الله وابدأ في تحقيق ما يريده الله منك وما يأمله الناس من إصلاح أحوالهم وحيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله ..
****
ويقول الناس أن هذه المنظومة من الأبواق والمهرجين والمتآمرين وباعة الأوطان المتجولين وأصحاب التصريحات النارية سواء في الداخل أو في الخارج لا ينبغي أن يربكوا مسار الحازم القوي مثلكم فهم مثل سحرة فرعون يلقون ما بأيديهم ليسحروا أعين الناس ويسترهبوهم ويأتون بسحر عظيم ولكن البصير بأمرهم والمؤمن بربه والعالم بشعبه المؤمن يعلم أن منتهى فعل هؤلاء هو منتهى فعل أمثالهم في بلاد تم غزوها في العقد الأخير وتغيير أنظمتها ولن يفلحوا طال الوقت ام قصر .
****
منتهى ما يبلغه أمثال هؤلاء هو أن يبيعوا وطنا ويدمروا مقدراته ويذبحوا ابناءه أو يشردونهم ويذرونه قاعاصفصفا من دمار ومآسي لكنهم في المنتهى لن يستطيعوا أن يحكموه ولا يمكن لأحد أن يقبلهم ومصيرهم هو مصير أبي رغال الذي دل ابرهة الحبشي على طريق مكة المكرمة ومصير ابن العلقمي الذي باع بغداد لهولاكو ومصير كل الخونة لأوطانهم والقاتلين لشعوبهم بعد أن يفضحهم الله ويعلم القاصي والداني أنهم أفسد خلق الله بكل المعايير وبغير منازع .
****
وأخيرا فإن الناس يرددون قولك الأخير سيدي الرئيس أنه .."لن يكون التعصب العشائري والقبلي فوق الدستور والقانون " ويتمنون أن يكون القضاء طاهرا مطهرا من دنس الظلم وأصناف الرذائل حتى يأمن الناس على وجودهم في أوطانهم وينبغي أن يكون أول من يضحى بهم في طريق الصلاح والإصلاح والأمن والأمان هم أولئك القضاة المتاجرين بدماء الناس وأموالهم وأعراضهم .
ويقول الناس يا سيدي الرئيس إن كان هناك من خيرمنتظر فهو فيك بعد الله و أن الشر كله في الكثير ممن حولك و حتى قبل أن يكون في إبليس اللعين .
ويقول لك الناس ياسيدي بعد كل هذا.. خواتم مباركة وعيد مبارك إن شاء الله إن أقدرك الله على أن تحقق لهم ما ينتظرون غير بعيد .. وإنا لمنتظرون . |