طه العامرى -
نعم تعيش اليمن الكثير من الأزمات وتواجه الأكثر من التحديات وخاصة التحديات الاقتصادية على ضوء المتغيرات الداخلية والخارجية وتقلبات الأوضاع، وحالة الانفتاح التي تعيشها اليمن وضعتها أمام هذه الروزنامة من التحديات التي تشكل في غالبيتها استحقاقات اقتصادية على خلفية النمو السكاني المضطرد وتصاعد نسبة البطالة وهي التحديات التي شكل الانفتاح الحضاري لليمن مع العالم الآخر مجالا خصبا لنموها. ونعم تحتاج اليمن لوقفة جادة وصادقة من الأشقاء والأصدقاء لمساعدتها في التغلب على هذه التحديات، لكن اليمن في الأخير دولة، ودولة ذات سيادة وهي قادرة على تجاوز كل صنوف التحديات الماثلة وخاصة تلك المتصلة بالجوانب الأمنية والتي نتجت عن موقف ورؤية النظام للعلاقة الإقليمية والدولية والكيفية التي يجب أن تكون عليها هذه العلاقة التي اعتمدت لها اليمن ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -حفظه الله- الذي استطاع نقل اليمن إلى مصاف التقدم والرقي وإلى حالة انفتاح حضاري ومناخ ديمقراطي، وقد كان لهذا الأخير وهو المناخ الديمقراطي تبعات لا شك أنها سلبية على خلفية التعاطي السلبي من قبل البعض مع هذا المناخ والطريقة التي تعامل بها البعض مع قيم الديمقراطية والتي لا تعكس في مجملها قيم ومفاهيم العمل الديمقراطي ومع هذا أصرت ولا تزال القيادة السياسية على تكريس قيم الديمقراطية وكما أكد مرارا فخامة الأخ الرئيس -حفظه الله - أن مشاكل الديمقراطية تعالج بمزيد من الديمقراطية - وهي فلسفة سياسية غير مسبوقة من قبل أي قائد، أي كثيرا ما يلجأ القادة والزعماء حتى في أرقى الدول الديمقراطية إلى استنباط قوانين استثنائية في لحظات ما من تاريخ أوطانهم كما حدث -مثلا- في أوروباء وأمريكا بعد أحداث سبتمبر 2001م ولا تزال الكثير من القوانين الاستثنائية هذه سائدة في دول العالم الأول، اليمن بعكس غيرها من الدول تعمل على معالجة ظواهر المناخ الديمقراطي بمزيد من الديمقراطية والمزيد من الانفتاح وبالتالي فإن اليمن كدولة قادرة ولديها كل القدرة والإمكانيات للسيطرة والتحكم بمسار الراهن وبما يخدم أمن واستقرار اليمن والمنطقة ومحيطها الجغرافي الموزع بين منطقتي الخليج العربي ودول القرن الافريقي ناهيكم عن دور اليمن في حفظ وصيانة سلامة البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي. هذا الامتداد الشاسع الذي يشكل مدى تحرك اليمن يتطلب منها قطعا الكثير من القدرات والإمكانيات في ضوء القدرات المحدودة التي تستند عليها اليمن دولة ونظاماً ومؤسسات وأجهزة وكل هؤلاء يعملون على درء الكثير من المخاطر والأخطار على هذا الامتداد الجغرافي الذي شاءت الأقدار لليمن أن تكون في هذا الموقع وبالتالي فإن موقع اليمن المتقاطع مع كل هذا النطاق الجغرافي يتطلب من اليمن بذل الكثير من القدرات لتكون أهلا لمكانتها ولتلعب دورها السيادي والحضاري بكثير من الديناميكية والتفاعل وبما يحقق لليمن دورها ورسالتها الحضارية. على خلفية ما سلف فإن الاختلالات الأمنية العابرة التي ثمة من يهولها ويتحدث عن مخاطرها هذه الاختلالات ليست حالة استثنائية ولا تعكس فشل أو قدرة الدولة والنظام والحكومة وأجهزتها فكل هذه الظواهر الأمنية المقلقة لنا كيمنيين بطبيعة الحال لكنها لا تشكل لنا عامل خوف أو قلق، فاليمن لديها القدرة على السيطرة والتحكم وتحقيق كل متطلبات الديمومة والاستقرار، وبالتالي فاليمن قادرة بقدراتها على فرض الأمن والاستقرار وإحباط كل مخططات الضالين لكن ما يجب إدراكه من قبل أي كان وخاصة أولئك الذين يعملون وبوتيرة عالية على تضخيم ما تشهده اليمن من ظواهر عابرة في الجانب الأمني فيطلقون التحليلات الجزافية والتقديرات الهشة الفاقدة للموضوعية والمصداقية. وعليه وفي مواجهة أصحاب هذه الأصوات فإننا نقول وبكثير من الشفافية أن اليمن دولة ذات سيادة وذات قدرة واقتدار على فرض أمنها واستقرارها بل والإسهام الفعال في تحقيق أمن واستقرار المنطقة بكل مداها الجغرافي وتنوع هذا المدى، وان كان هناك من يحرص من الأشقاء والأصدقاء بصدق وجدية على مصلحة اليمن وعلى أمنه واستقراره فليعملوا على ترجمة هذه المشاعر من خلال التفاعل الجاد مع ظروف اليمن الاقتصادية، وحين نقول هذا لا نطلب مساعدة ولا صدقة من أحد بل نطلب شراكة اقتصادية واستثمارية ونتمنى على كل من يحرص على أمن اليمن ان يدعم اليمن من خلال الشراكة الاقتصادية وعبر المشاريع الاستثمارية، فاليمن لديها مخزون هائل من كل الثروات الطبيعية التي تحتاج لمن يعمل على اكتشافها والاستثمار فيها ومن خلال الاستثمار سوف تتمكن اليمن من تخفيض نسبة البطالة ومن ثم القضاء عليها ولدى اليمن قوانين للاستثمار متميزة ومغرية فليتفاعل الأشقاء والأصدقاء مع اليمن في هذا الجانب، لأن التحديات التي تخشاها اليمن ليست هذه المتصلة بالجماعات الإرهابية ولا بدعاة الردة والفتن، لكن تحديات اليمن اقتصادية فتزايد أعداد العاطلين بين الشباب فعل مقلق على ضوء الظروف الاقتصادية والأنماط الاستهلاكية وبالتالي ليعمل كل حريص على اليمن باتجاه الشراكة الاستثمارية والتخفيف من حدة التحديات الاقتصادية، وغير هذا فاليمن قادرة على كبح جماح كل الظواهر الشاذة والتي لم تحسمها اليمن ليس عن ضعف أو قلة حيلة بل مراعاة لكثير من الحقائق المتصلة بالواقع اليمني وقيمه وثقافته وموروثاته وتركيباته الاجتماعية من ناحية، ومن الأخرى مراعاة معطيات الراهن بقيمه الديمقراطية ورغبة من قبل الدولة والنظام وكل مؤسساتهما على تكريس قيم الديمقراطية وهذه الغاية التي تشكل هاجس وديدن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -حفظه الله- الذي يحرص بل ويعطي الأولوية لتكريس قيم الديمقراطية بكل مفاهيمها الحضارية باعتبارها خيارنا المطلق بغض النظر عن الشوائب والاستغلال الخاطئ لهذا المناخ من قبل البعض لكن في كل هذه الارهاصات الراهنة تكمن الحقيقة التي سوف نصل إليها حتما ونلتقطها من بين غبار هذه الارهاصات بكل سلبيتها وقتامة بعض أطرافها وتخلفهم في التعاطي مع هذا المناخ الحضاري الذي لم تشهد مثله بلادنا غير في عصور يمنية سحيقة وغابرة .. نعم فاليمن كانت ديمقراطية قبل اليونانيين والأغريق والرومان وبشهادة سردها سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وهو خير شاهد على ديمقراطيتنا وعلى بأسنا وقوتنا وعلى تحضرنا بدليل أن اليمن حكمته (امرأة) في زمن كانت الأنثى تؤد عند العرب ولدى الغرب تباع في أسواق النخاسة. مرة أخرى أعود وأقول اليمن دولة ذات سيادة وقادرة على حماية نفسها ومحيطها الإقليمي وتأدية واجبها الإنساني الدولي وبالتالي لا تحتاج لمن يدافع عن أمنها ولا لمن يتذرع بظواهرها.. فقط ما تحتاجه اليمن هو الشراكة الجادة والصادقة وبعيدا عن الحسابات السياسية بل شراكة تقوم على قاعدة المصالح المتبادلة فاليمن حافلة بكل المجالات الحيوية التي تحتاج لمن يستغلها تجاريا وبهذا تستفيد اليمن ويستفيد الشركاء الذين لن يقدموا شيئا مجانيا بل هم من سيحصل على امتيازات جد مغرية تقدمها اليمن لكل مستثمر وقد كفلها الدستور وكل القوانين النافذة .. فهل وصلت الرسالة .. أرجو ذلك.
[email protected]