الثلاثاء, 07-سبتمبر-2010
الميثاق نت -  حوار: محمد أنعم -
< أكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس جهاز الأمن القومي علي محمد الآنسي أن الدولة انتهجت إجراءات وسياسات تعمل بشكل متوازٍ في المجالات التربوية والثقافية والإعلامية والقانونية والأمنية والتنموية لتأمين وحماية الشباب من الانزلاق وراء الأفكار‮ ‬والدعوات‮ ‬المتطرفة‮.‬
وأشار الآنسي إلى أن الاعتماد على سياسات أمنية عالية الكفاءة وتنفيذ عمليات نوعية ضد العناصر الإرهابية في غاية الأهمية، إلاّ أنه لا يكفي لتحقيق الأهداف المرجوة دون القضاء على البيئة التي تمكن تلك العناصر من العودة لممارسة نشاطها أو إعادة إنتاجه بطرق مختلفة..
تفاصيل‮ ‬في‮ ‬سياق‮ ‬الحديث‮ ‬التالي‮:‬

< ‬إلى‮ ‬أين‮ ‬وصلت‮ ‬جهود‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬مكافحة‮ ‬الإرهاب؟
- اليمن من أوائل الدول التي أدركت مخاطر الجماعات المتطرفة ومدى خطورة الأعمال والنشاطات الارهابية التي تقوم بها سواء على المستوى الفكري أو في تنفيذ عمليات إرهابية أضرت بالأمن والاستقرار، وقد بذلت بلادنا جهوداً ملموسة للحد من العمليات الارهابية والانشطة المرتبطة بها سواء من خلال تعاملها مع هذه الظاهرة من خلال الاطر الداخلية الأمنية الثنائية أو من خلال تعاونها مع المجتمع الدولي من خلال منظمة الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة، إدراكاً من الجمهورية اليمنية بأن الإرهاب لم يعد مجرد مشكلة محلية أو أنه يمثل تحدياً لدولة بعينها دون الدول الأخرى، بل بات يشكل معضلة دولية مركبة (سياسية - أمنية - اجتماعية- اقتصادية) تثير قلق المجتمع الدولي بعد أن تعددت وسائل الارهابيين ومناطق نشاطهم لتتجاوز الحدود الوطنية والاقليمية، مما يستدعي تعاوناً وتنسيقاً على المستويين الاقليمي والدولي‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬مكافحة‮ ‬الارهاب‮ ‬وحل‮ ‬الاشكاليات‮ ‬والتحديات‮ ‬التي‮ ‬تمثل‮ ‬مناخات‮ ‬خصبة‮ ‬للإرهاب‮ ‬والأفكار‮ ‬المتطرفة‮.‬
وقد انطلقت الحكومة اليمنية من قناعة مفادها أن اعتماد سياسات أمنية عالية الكفاءة وتنفيذ عمليات نوعية ضد العناصر الارهابية أمرٌ في غاية الأهمية، إلا أن الاكتفاء بذلك لن يحقق الاهداف المرجوة والمتمثلة في خلق بيئة لا تمكن تلك العناصر من العودة الى ممارسة أنشطتها الارهابية سواءً في اليمن أو في أية دولة أخرى، أو إعادة إنتاجها بطرق ووسائل مختلفة، ولهذا انتهجت الدولة مجموعة من السياسات والإجراءات التي تعمل وبشكل متوازٍ في المجالات (التربوية، الاعلامية، الثقافية، القانونية، التنموية، الامنية) لتأمين وحماية الشباب من‮ ‬الانزلاق‮ ‬وراء‮ ‬الأفكار‮ ‬والدعوات‮ ‬المتطرفة‮.‬

تطبيق‮ ‬القانون

‮< ‬ماذا‮ ‬عن‮ ‬المواجهات‮ ‬الاخيرة‮ ‬في‮ ‬لودر‮.. ‬وهل‮ ‬تم‮ ‬القبض‮ ‬على‮ ‬عناصر‮ ‬القاعدة؟
- جهود ملاحقة القاعدة مستمرة ولم تتوقف سواء في الجانب الامني والاستخباري أو الجوانب الاخرى التي أشرنا اليها مسبقاً، وما تقوم به الحكومة من إجراءات ضد عناصر القاعدة هو تطبيق للقانون ولا يمكن لأية حكومة أن تتغاضى عن العناصر التي تسعى للإخلال بالأمن والسكينة العامة، فالدستور والقوانين واستقرار المجتمع تلزم السلطات الاضطلاع بأدوارها، والحكومة اليمنية لم تسعَ الى هذه المواجهة وإنما فرضتها العناصر الارهابية وكان من الواجب والضروري مواجهتها.. وعموماً فقد أسفرت العمليات الأمنية في مديرية لودر عن قتل عدد من العناصر الارهابية‮ ‬والقبض‮ ‬على‮ ‬أخرى‮ ‬والملاحقات‮ ‬الأمنية‮ ‬لمن‮ ‬تبقى‮ ‬منهم‮ ‬مستمرة‮.‬

مبادرة‮ ‬ودلالات

‮< ‬ما‮ ‬أبعاد‮ ‬استسلام‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬عناصر‮ ‬القاعدة‮ ‬وأهمية‮ ‬المعلومات‮ ‬التي‮ ‬أدلوا‮ ‬بها‮ ‬للأجهزة‮ ‬الأمنية؟
- أود أن أؤكد على أمر مهم وهو أن تسليم بعض العناصر أنفسهم كان بمبادرة ذاتية منهم بعد أن عايشوا بأنفسهم وعن قُرب نشاط التنظيم وتأكدت لهم الأهداف الدنيئة التي يسعى التنظيم الى تحقيقها وعموماً هناك أبعاد ودلالات عدة لاستسلام عدد من عناصر القاعدة المغرر بهم، منها‮:‬
1‮- ‬جدية‮ ‬ونجاح‮ ‬الاجراءات‮ ‬الأمنية‮ ‬والاستخبارية‮ ‬الموجهة‮ ‬ضد‮ ‬عناصر‮ ‬القاعدة،‮ ‬والمرونة‮ ‬التي‮ ‬تتعامل‮ ‬بها‮ ‬السلطات‮ ‬مع‮ ‬العناصر‮ ‬التي‮ ‬تقوم‮ ‬بتسليم‮ ‬نفسها‮.‬
2‮- ‬وجود‮ ‬خلخلة‮ ‬في‮ ‬صفوف‮ ‬ودعوة‮ ‬التنظيم،‮ ‬الامر‮ ‬الذي‮ ‬دفع‮ ‬البعض‮ ‬منهم‮ ‬الى‮ ‬تسليم‮ ‬أنفسهم‮ ‬ودعوة‮ ‬الآخرين‮ ‬الى‮ ‬اتباع‮ ‬نفس‮ ‬الخطوات‮ ‬التي‮ ‬قاموا‮ ‬بها‮.‬
3- المراجعة التي قامت بها العناصر التي سلمت نفسها للأفكار الخاطئة التي كانت تعتقد صحتها، والعودة الى جادة الصواب وتسليم أنفسهم والتخلي عن الشعارات التي ترفعها تلك العناصر الارهابية وتسعى من خلالها الى تجنيد المزيد من الأشخاص المغرر بهم.
4‮- ‬نبذ‮ ‬المواطنين‮ ‬لعناصر‮ ‬القاعدة‮ ‬كون‮ ‬أفكارهم‮ ‬تتعارض‮ ‬مع‮ ‬تعاليم‮ ‬الدين‮ ‬الاسلامي‮ ‬الحنيف‮ ‬والعادات‮ ‬والأعراف‮ ‬اليمنية‮ ‬النبيلة‮ ‬المثالية‮ ‬التي‮ ‬ترفض‮ ‬قطع‮ ‬الطريق‮ ‬وإيذاء‮ ‬المستأمَنين‮ ‬وإقلاق‮ ‬الأمن‮ ‬والسكينة‮ ‬العامة‮.<‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-17378.htm