محمد الجرادي -
لافرق بين عريضة شكاوى وبيان ختامي لشورى »الاخوان المسلمين« حزب الاصلاح، وتقرير امانته العامة عن الانتخابات الرئاسية والمحلية الاخيرة.
وهذا بالطبع ليس بالمفاجئ فمن حق »الاخوان« ان يصل تباكيهم ونواحهم الى أبعد من ذلك.. فهم وجدوا أنفسهم في نهاية مطاف الاستحقاق الديمقراطي امام خسارة غير مسبوقة.. اطاحت بنصف قوام رصيدهم المحرز في المحليات السابقة، ناهيك عن ادراكهم حجم مايترتب على مثل هذه النتيجة الخاسرة والتراجع الماحق.
»اليدومي« في تقديمه لتقرير امانة حزب الاصلاح نسي ان التقرير عن اداء امانته في الانتخابات فلم يذكر عن ذلك شيئاً على الاطلاق، لكنه راح يدبج الاتهامات ويكيل الاساءات ليس فقط للسلطة والمؤتمر الشعبي العام وانما التعريض بالديمقراطية والاساءة لكل الناخبين من ابناء الوطن.
لقد غاب عن »اليدومي« ان الذين انتخبوا علي عبدالله صالح
لرئاسة جديدة ومعه ومرشحو المؤتمر للمحليات.. هم ناخبون يمنيون يمثلون مختلف القوى السياسية والوطنية في البلد وليسوا كما يعتقد اليدومي في تقريره لكنها لغة الهزيمة دائماً ماتفرض البحث عن الاعذار والمبررات ومحاصرة الذات عن مواجهة الحقائق.
هل نسي اليدومي ان الانتخابات جرت تحت سمع وبصر مراقبين محليين ودوليين حتى يصور لنا المشهد وكأن وقائعه جرت في غابة..! وهل قناعته اكيدة بأن انجاز اليمنيين لهذا الاستحقاق الديمقراطي لايستحق ولو شيئاً من اعتزاز فخر؟!
كان على اليدومي.. ان يكون ديمقراطياً في التزامه ولو الحد الأدنى من قيم ومعايير تقييم التجربة، انصافاً لارادة الناخب اليمني، قبل اي شيء آخر، فلربما كان اعفى نفسه من مسألة احتكار الاساءة لهذه الارادة والتشكيك في خياراتها بشكل فاضح، مقابل ادعاءاته وحزبه بأحقية هذه الارادة دون غيره وإلاّ فإن المسألة انقلاب على الديمقراطية واستقواء بالقوة بدلاً عن الاحتكام للارادة الشعبية كما هي اتهامات تقريره للسلطة.
< ان يقيني يزداد تجذراً بان الديمقراطية بالنسبة للاخوان المسلمين في حزب الاصلاح لاتزال في الاساس موضع شك وبالتالي فلا غرابة ان يأتي موقفه من الديمقراطية ونتائجها على هذه الطريقة من اقصاء الحقائق والاجحاف بحق تجربة ديمقراطية انتزعت شهادات اشقاء واصدقاء ومنظمات وهيئات عربية ودولية، معظمها فاجأت الاخوان ومن معهم فيما يسمى باللقاء المشترك باشادات صادقة لتجربة انتخابية وصفوها بالأنموذج على مستوى المنطقة والشرق الاوسط.