استطلاع/ هناء الوجيه - ماذا تريد المرأة من الرجل لتحقيق نجاح وتصبح لها شراكة وحق اجتماعي وسياسي فهي كما يقال لاتستطيع بمفردها الصمود ولن تستطيع تحقيق شيء من طموحها مالم يقف معها الرجل مسانداًَ وداعماً.. حول هذا الرأي ومدى الاتفاق معه تأتي هذه السطور التالية :
في البداية تحدثت الاخت فتحية عبدالواسع وكيل أمانة العاصمة قائلة :
هناك تجارب تؤكد ان المرأة مالم تجد مساندة ودعماً من الرجال فلن تستطيع ان تنال حقوقها بسهولة كون الرجل في حياة المرأة شريكاً متحكماً ويعتبر صاحب قرار في المجتمع اليمني كما أنه في المحيط الاسري الاب والاخ والزوج وبالتالي فالعنف المبني على النوع الاجتماعي يتوارث بفعل عوامل اجتماعية ويكون الرجل عنصراً اساسياً في استمراره، وبالتالي حين نفكر في وضع حد لهذا النوع من العنف فهذا يتطلب تعاوناً مابين اعضاء المجتمع رجالاً ونساءً ولابد للرجال أنفسهم ان يكونوا لاعبين فاعلين في الوقوف إلى جانب المرأة ومساندتها وهذا ما تعمل عليه العديد من المنظمات ولقد اثبتت تجارب عدة ان مناهضة العنف ضد المرأة لن تكون نتائجه مثمرة إلا بأن تعمل النساء والرجال يداً بيد ويكون الرجال مساندين وداعمين للمرأة.
مجتمع ذكوري
وفي ذات السياق تحدثت الاخت ميسون المسوري اخصائية اجتماعية قائلة :
ان حرية المرأة وقدرتها على مواصلة تعليمها او العمل في المجالات التي تختارها لن تكون إلا اذا وجدت مجتمعاً ذكورياً مسانداً لها، فكم من الفتيات حرمن من التعليم بسبب تسلط الاباء والاخوان وكم من السيدات لايستطعن الانخراط في ميدان العمل بسبب رفض الازواج وهكذا مالم يتوافر الوعي لدى الرجال بأهمية وضرورة تعليم ومشاركة المرأة فلن تستطيع بمفردها الوصول إلى غاياتها ومن هذا المنطلق ينبغي ان يتم التركيز على التوعية وان يستهدف الرجال لرفع الوعي لديهم باهمية مساندة ودعم المرأة وكيف يجب أن تكون شريك اساسي للنهوض والتنمية وهذا من شأنه ان يسهل الطريق امام المرأة لنيل حقوقها.
هجوم واستنكار
وتتفق مع ماسبق الاخت امة الكريم الميموني موظفة بالقول :
ان ما نشاهده اليوم اما رجالاً مساندين للمرأة بالقول فقط، بينما تجدهم مع اسرهم من اشد الناس ظلماً وتعسفاً وآخرين يساندون المرأة ولكنهم لايجدون قبولاً من المجتمع فالرجل الذي يقف مع المرأة ويناصرها يهاجم من المجتمع وكأنه قد ارتكب جرماً وهذه معوقات تقف حجر عثرة أمام المرأة وبالتالي لابد ان تتغير هذه المفاهيم لتنال المرأة حقوقها المشروعة التي امر بها الدين الاسلامي، ونحن اذا نظرنا في العصر النبوي لرأينا في المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مثالاً وأنموذجاً مشرقاً لكيفية التعامل فقد اعطى المرأة كافة حقوقها.. ولكن للاسف المجتمع ويعيش في قوقعة الموروثات والتقاليد المجحفة.
وتختتم حديثها بالتأكيد على ضرورة نشر الوعي والتثقيف الصحيح للرجال والنساء ليدرك كل منهم اهمية التكامل والشراكة والتعامل الصحيح.
وقفة ايجابية
ونختتم حديثنا مع الاخت دعاء العلوي طالبة والتي ترى ان المجتمع اليمني وبرغم كل التطورات إلا انه لازال مجتمعاً ذكورياً بالدرجة الاولى، فالرجل هو المتحكم والمسيطر وصاحب القرار، وبالتالي فحياة المرأة ومصيرها وحقوقها وحريتها ترتبط ارتباطاً مباشراً بمدى وعي المجتمع المحيط بها، ومن هنا نتفق على ان العمل على مناهضة العنف ضد المرأة يبدأ بتوعية النساء بحقوقهن من جهة ومن جهة أخرى مخاطبة المجتمع بشكل عام بأهمية اعطاء المرأة حقوقها ومساندتها واذا ماساهم الرجال وكانت لهم وقفة ايجابية فسوف تحقق النساء جزءاً كبيراً مما يطمحن في الوصول اليه وسيكون للرجال والنساء معاً دور ايجابي في بناء وتطور المجتمع.
|