محمد علي سعد -
ما الذي يريده الشعب من الحوار؟ ومن لجنة الحوار؟ هذا السؤال اليوم بالنسبة لنا كشعب ووطن والهم لنا كحاضر ومستقبل وفي اجتهادنا للبحث عن إجابة شافية كافية للسؤال الذي طرحناه نقول: إن الغرض من الحوار هو محاولة البحث عن حلول ناجعة ومعالجات شافية لمجمل المشكلات التي تواجهنا في مجالات السياسة، الاقتصاد، الامن، والامان، وحماية الوحدة الوطنية للشعب الى جانب قضايا أخرى ذات صلة.. وعلى هذا الأساس تم تشكيل لجنة إعداد الحوار التي شُكلت من قائمة المائتين ثم اختزلت لقائمة الثلاثين من المؤتمر وأحزاب المشترك وأضيف لها ممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني.. الخ.
واليوم وشعبنا اليمني ومعه الدول الشقيقة والصديقة تتابع جولات لجنة الحوار المكلفة بإعداد قضايا الحوار الوطني المزمع عقده هذا الشهر، فهو يأمل أن يوفق المسؤولون عن إعداد أجندة الحوار المنتظر في الانتهاء من عملهم والولوج إلى مائدة حوار وطني شامل يضع الأولويات الوطنية لشعبنا ونظامنا ودولتنا ومصالحنا العليا فوق وقبل أي اعتبار.
ومن جانبنا كشعب فإن أقصى ما نريده من الحوار هو أن يفضي للاتفاق على القضايا التالية:
أولاً: أن يؤكد الحوار الوطني على وحدة الوطن وديمقراطيته وتطوير آليات العمل الوطني والسياسي والديمقراطي خدمة للمصالح العليا للوطن ومواطنيه.
ثانياً: التأكيد على أن حل المشكلة الاقتصادية التي تواجه بلادنا يقتضي حلحلة العديد من المواقف السياسية والحزبية التي تؤثر سلباً على الداخل وتلقي بظلالها على الخارج.. إذ لا حل للمشكلة الاقتصادية دون أمن واستقرار يسود علي البلاد.
ثالثاً: التأكيد على مشروعية المطالبة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية باعتبارها ضرورية تخدم وحدة البلاد وسوف تطور من أدواتها السياسية، لا أن يكون الغرض من الاصلاحات تحقيق مكاسب لصالح طرف و على حساب الطرف الآخر.
رابعاً: التأكيد على مكافحة الفساد بتغيير عدد من القوانين وإصلاح قوانين شرعنة بغير قصد من خلال إعطائها مساحة أكبر لانتشاره من نافذة نجاح الفاسدين باللعب على الثغرات التي حملتها بعض القوانين.
خامساً: التأكيد على مسألة الامن والامان والاستقرار الواجب أن يعم كل أنحاء البلاد، وهي مسؤولية وطنية وسياسية وحزبية جماعية وليست فقط مسؤولية تقع على الحكومة وحدها، وان يقر المتحاورون ان جملة الاختلالات الامنية قد أثرت علينا كوطن وشعب ونظام ومست حتى لقمة المواطن البسيط واقتصاد البلاد وسمعتها وتنميتها بصورة عامة.
سادساً: أن يعزز الحوار الوطني مسألة التجربة الديمقراطية بصورة عامة والتي تشكل الانتخابات فيها حجر الزاوية، مع قناعاتنا بأن التجربة الديمقراطية وبعد مرور عشرين عاماً على بدئها تحتاج الى تطويرها من خلال تطوير آلياتها وقوانينها.. الخ.
سابعا: التأكيد في الحوار على أهمية اتخاذ سلسلة من الاجراءات العاجلة والتي من شأنها وضع حد لتزايد معاناة المواطن والتدني المتهاوي لمستوى دخله وأحوال معيشته، والانتباه الى ان الاستمرار في تدني المستوى المعيشي لحياة الناس في عموم الوطن قد يفضي الى توترات قد لا تحمد عقباها.
ثامناً: أن يدخل المتحاورون قائمة الحوار وهم يحملون قناعات راسخة بأنهم كلهم مسؤولون أمام هذا الشعب وان نجاح الحوار مسؤوليتهم جميعاً وان افشاله هو فشل لهم جميعاً، لهذا لا عيب أن يقدموا معاً التنازلات لبعضهم البعض خدمة لمصلحة الوطن ومواطنيه وان يدركوا ان فشل الحوار بسبب تعنت طرف ضد الآخر سيؤدي بالبلاد الى شفير هاوية لن ينجو منها احد لا حاكم ولا معارضة.
نكتفي بهذا القدر مما يريده الشعب من الحوار ولجنة الحوار لأن القائمة أطول واكبر من إيجازها بموضوع.. ونختم بقول المولى عز وجل: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم.