استطلاع/ فيصل الحزمي - صلاح العجيلي - بدمائهم سطر الأحرار أهداف ثورة سبتمبر الخالدة وسعوا ثائرين لتكون تلك الاهداف نقطة التحول الايجابية في حياة الانسان اليمني الذي انتقل في سبتمبر 1962م من ظلام العهد الإمامي البائد إلى فجر النظام الجمهوري الديمقراطي ومن الذل والاستبداد الى رياض الحرية والعدالة والمساواة... وحول أهمية هذه المناسبة تحدث عدد من الأكاديميين لـ»الميثاق«
ببداية تغيير مجرى تاريخ البلاد، لم تشهدها شبه الجزيرة العربية قبل ذلك بهذا الحجم وبهذا العمق.{
بداية قال د. أحمد قاسم الحميدي -عميد كلية الحقوق -جامعة تعز-
- الشعوب العظيمة والأمم الحية لا تموت أبداًحتى وان تعرضت في مراحل تاريخها الى بعض الكبوات فإن تاريخها العظيم يدفعها أن تعمل جاهدة على استرداد هيبتها ومكانتها بين الأمم وهذا ما حصل تماماً مع الشعب اليمني، فطوال تاريخ التشطير الذي فُرض عليه ظل اليمنيون سواءً أكانوا مناضلين أم مواطنين عاديين وكتّاباً وسياسيين وشعراء وأدباء ينظرون الى مسألة التشطير كنوع من الشذوذ التاريخي غير المقبول وبالتالي نلحظ هذا في كل الادبيات والكتابات والاشعار ومختلف الانتاج الثقافي الذي أصدره اليمانيون عبر التاريخ.
ففي ثورة »26سبتمبر و14 اكتوبر« التي فتحت صفحة جديدة للنهوض باليمن وقبل ذلك وفي مختلف المراحل وبالذات ثورة 48م نجد أن هاجس إعادة توحيد اليمن هو الهم الأكبر الذي كان دائماً في أذهان الذين ناضلوا لتصحيح الوضع المجزأ والمشطر للوطن، وهو ما برز ايضاً ليس فقط ضمن الاهداف الواضحة لثورة 48م والذي بدأ بشكل أكثر وضوحاً في مبادئ الثورة اليمنية 26سبتمبر والاكثر من ذلك يجد المتتبع أن أول القرارات على مستوى مجلس قيادة الثورة كان تعيين الفقيد الوطني الراحل قحطان الشعبي في مهام كبيرة في تطلع نحو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية مكلفاً بشؤون الوحدة.. الخلاصة أن كافة اليمنيين ينظرون الى هذه المسألة نوعاً من رد الاعتبار أو لتصحيح مسار التاريخ ، ومسألة الوحدة فوق انها ضرورة حضارية هي أيضاً واجب ديني..
وأضاف الحميدي: لابد أن تكون في أذهاننا مسلمة أساسية نبدأ بها ويمكن أن ننتهي بها ايضاً وهي مسألة الوحدة مسألة مقدسة، فدائماً ما يقولون ان الوحدة خط أحمر وهي حقيقة فوق الخط الأحمر هي مسألة مقدسة وبالتالي مسألة المتاجرة تمثل مشكلة ظهرت ليس بالوحدة اليمنية فقط بل أيضاً ظهرت بالوحدة الألمانية وظهرت بالوحدة العربية وظهرت حتى في الدين والامور المقدسة وهي دائماً ما تبوء بالفشل، وهذه لا تمثل خطورة، فالخطورة تتمثل بسد الابواب على النطق ببعض المظالم بحجة أنها تتنافى مع الوحدة وهي ليست كذلك بل على العكس، فالوحدة هي السلام وهي الأمن وهي المستقبل المشرق لكافة أبناء اليمن، ولكن -وهذه نقولها كمسلمات وكحقيقة مطلقة- لاشيء سوى الوحدة يمكن ان يصون كرامة اليمنيين ولا شيء دون ثقافة الوحدة يمكن أن يصون الوحدة، ولا شيء دون سيادة قيم العدل والمساواة والمحبة تضمن وجود هذه الثقافة، أما مسألة المتاجرة ففي كل الازمنة وجدوا تجار الحروب وهم يتاجرون بكل شيء.. ولكن هذه المسألة ينبغي الا تخيف أحداً، وينبغي أن نثق أن الوحدة مصونة ويصونها العدل والمحبة والحوار ويصونها كل يمني، أما الشواذ فهم لعنة على شعوبهم لأنهم باعوا أنفسهم للشيطان.
صمت المرجفين
من جانبه قال الدكتور عبدالله عيظة باحشوان- نائب رئيس جامعة حضرموت: ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة نقلت البلد من عصور التخلف والجهل والظلم الى عصور العلم والنور والمعرفة.. ودون شك شهدت البلاد تغييراً جذرياً، وما وجود جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا في هذه المحافظة العريقة الا دليل على ما نقول.. ولكن ما يحز في النفس أن نجد اليوم من يتحدث خارج العصر وخارج إطار المنطق والعقلانية ولا يجوز إطلاقاً المزايدة على وحدة الشعب اليمني، المزايدون كثروا والمزايدات تنوعت وتعددت أساليبها، وهنا نستنكر الصمت المطبق للاحزاب، وللأسف من يحمل صفة ومعنى التوحد والتوحيد.
نقول لهؤلاء جميعاً الثورة والوحدة راسختان رسوخ جبال »ضبضب« و»عيبان« ولن ينال منهما المغرضون مهما تفننوا في طرائق وأساليب المزايدة والنكران، لأن الشعب اليمني من أقصاه الى أقصاه قد شب عن الطوق وأصبح يدرك تماماً أهداف ومرامي أولئك المزايدين!!
باعوا ضمائرهم
الاخ محمد أحمد بامقداد العكبري نائب رئيس فرع المؤتمر بساحل حضرموت، بدوره قال:
ونحن نحتفل بقيام ثورة الـ26 من سبتمبر التي جاءت بمثابة الانعتاق والتخلص من براثين كهنوت وطغيان الحكم الإمامي البائد.. جاءت الثورة ورسمت أهدافاً عظيمة وسعت بكل وسائلها لتحقيقها ومن ذلك قيام وحدة الوطن اليمني في الـ22مايو 1990م عقب اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر 1989م.. نعتقد جازمين أنه لا يجوز لأحد ما مهما كان أن يفكر بالتراجع أو الحديث عن عدم صوابية أهداف الثورة اليمنية أو المتاجرة بالوحدة وأولئك المقصودون بحديثنا هم قلة قليلة باعوا ضمائرهم للشيطان والا بماذا نفسر ذلك النكوص والتراجع المخيف لديهم عن تمسكهم السابق بالقيم والمبادئ والاهداف التي ضحى الشهداء الأبرار بدمائهم من أجلها وقدموا أرواحهم الطاهرة لكي نعيش بحرية وسلام وأمان وتقدم ورخاء وطمأنينة.
تجاوزت أهدافها
من جانبه قال الاخ عبود رويكان عوض سرور عضو هيئة الرقابة التنظيمية والتفتيش المالي بفرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة حضرموت »الساحل«:
- ثورة سبتمبر ناتجة عن مؤثرات داخلية وخارجية ولكن للمؤثرات الخارجية دور كبير في رسم الاهداف ونقصد بها المؤثرات الناصرية »أيامها« إذ ما كان يعتقد حينها أنه ستحصل متغيرات كبيرة في العالم بهذه السرعة والانتشار .. بمعنى أنه لم تكن ضمن الاهداف موضوعات التعددية الحزبية والسياسية وحرية الصحافة والنهج الديمقراطي الذي جاء مرادفاً للوحدة اليمنية وقريناً لها.. ولهذا نقول: إن الثورة اليمنية »سبتمبر واكتوبر« تفوقت على نفسها وتجاوزت أهدافها بما يحقق الآمال والطموحات المشروعة لأبناء الشعب اليمني.
ما نسمعه اليوم من مزايدات ممجوجة على وحدة الشعب اليمني كان متوقعاً من وجهة نظري وذلك وفق معطيات كثيرة منها الحنين الى عهد الشمولية والحكم الاوحد الذي رفضه الشعب اليمني عبر صناديق الاقتراع في ابريل 1993م وفي ابريل 1997م والانتخابات الرئاسية 1999م والمحلية 2001م والنيابية 2003م والرئاسية والمحلية 2006م.
واعتقد أن مثل تلك الاصوات ستذهب أدراج الرياح متى ما حرصنا على تعزيز الجبهة الاقتصادية وحاربنا الفساد المالي والإداري وعززنا العملة المحلية وراقبنا التجار وحاسبنا المضاربين بالدولار.{
|