الأحد, 26-سبتمبر-2010
استطلاع/ علي الشعباني -
عاشوا تحت وطأة الفقر والجهل والمرض من جانب وسيف الإمام وظلمه وكهنوته من جانب آخر وفقدوا أطفالهم ونساءهم وأحبابهم عندما كان شبح الموت يخطفهم من بين أيديهم.. والذي انتجه النظام الإمامي البغيض وكانت حياة ابناء شعبنا مليئة بالأحزان والأوجاع والظلم فلا خيار أمامهم سوى القطران أو الكي وتضميد الجرح بالقليل من التراب.. كد وعناء وشقاء طيلة العام لكي يدفعوا »حق المحصول للإمام وعكفته« ويشدوا بها رحالهم من أقصى القرى والمناطق إلى صنعاء ليضعوها صاغرين بين يدي الإمام وكرها يرغمون على تقبيل ركبتيه ويديه، فالخبزة والتمرة وعلبة القاز وعصبة »البيعة« أفضل ما يأخذونه ليوم العيد والغني من زاد على ذلك بقميص جديد.. لم يسمعوا يوماً ما يسمى بالرياضيات والفيزياء والجغرافيا وغيرها حتى علوم الدين والشريعة فالمعلامة لا صوت يعلو فيها فوق صوت خيزران »الفقيه«..

وبمناسبة احتفالات شعبنا بعيد ثورة سبتمبر المجيدة نقف مع من عاصروا تلك الفترة المظلمة وتحدثوا لـ»الميثاق« عن ذلك العهد الكهنوتي ومآسيه وعن عصر الثورة والوحدة ومنجزاتها.. ليقارن جيل الحاضر ويعرفوا الحقيقة التي يحاول الكهنة أن يخفوها بأكاذيبهم اليوم..

في البداية تحدث أحمد محمد حزام 70 عاماً من أبناء مديرية همدان قائلاً: ثورة 26 سبتمبر ثورة خالدة في قلوبنا وعقولنا وأرواحنا والتي خلصتنا من الظلم والكهنوت والجهل والمرض الذي كنا نعيش فيه وعاش فيه آباؤنا وأجدادنا.. كل ذلك بفضل الله وإرادة الشعب وفي المقدمة أبطاله‮ ‬الثوار‮ ‬الذين‮ ‬قدموا‮ ‬دماءهم‮ ‬الزكية‮ ‬رخيصة‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الوطن‮ ‬وتقدمه‮ ‬وتطوره‮ ‬واخراجه‮ ‬من‮ ‬الظلمات‮ ‬إلى‮ ‬النور‮.‬

انتصرت الثورة بعد طول معاناة دفعنا ثمنها غالياً، ففي الوقت الذي كان العالم من حولنا يتجه نحو التقدم والتطور والعلم نحن كنا نعيش الجهل والإيمان بالجن والخرافات الخارقة التي كان الإمام يحيط بها نفسه، من أجل أن يؤمن بها الناس فيخشوه ويخافوا منه ولكن وبمجرد ان‮ ‬قامت‮ ‬الثورة‮ ‬انكشفت‮ ‬تلك‮ ‬الأكاذيب‮ ‬والدجل‮ ‬والافتراءات‮.‬

ويضيف الحاج حزام: حكم الإمامة كان كارثة فالإمام كان يمارس البطش والإرهاب على العامة.. فالسجون كانت مليئة بالناس المظلومين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم رهائن عند الإمام فكان الأخ يسجن على جرم أخيه أو ابيه أو حتى صاحبه وكان كل شيء بيد الإمام.

ويقول‮: ‬لم‮ ‬نعرف‮ ‬الكهرباء‮ ‬والتلفزيون‮ ‬والراديو‮ ‬والطريق‮ ‬والسيارة‮ ‬والمدرسة‮ ‬والمستشفى‮ ‬وغيرها‮.. ‬إلاَّ‮ ‬بعد‮ ‬قيام‮ ‬الثورة‮ ‬رغم‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الشعوب‮ ‬كانت‮ ‬تعرف‮ ‬ذلك‮..‬

وأضاف: الحديث عن معاناة تلك الفترة بكل تفاصيلها -قد لا يصدقها البعض ولكن الصور التي تظهر في التلفزيون والصحف عن تلك الفترة ربما تكون منصفة أكثر مني لأنني مهما تكلمت فالمعاناة كانت أكبر في ذلك العهد الكهنوتي، الحرية والعدل والانصاف كانت خرافات الإمام واساطيره الكاذبة ترعب الناس وتخيفهم جنوده إذا نزلوا بحثاً عن مواطن افقروا قرية بأكملها فقد كان »عكفي الإمام« يتقاضى أجرته ورسامته من المواطن بالقوة ويأكل ويشرب ويأخذ اغلى ما تملكه اسرة ذلك المواطن، فعندما كان العكفي يذهب في مأمورية الى قرية كانت القرية كلها تخاف منه لأنه سيأتي بأعوانه وسيظلون يأكلون ويشربون لمدة سنة ولا يخرجون منها إلاّ وقد افقروا القرية كلها، ولا ننسى أيضاً التنكيل والعذاب الذي كان يمارسه الإمام وزبانيته على الأبرياء في السجون والساحات فقد قطع رؤوس الكثير ممن خالفوه وعارضوه ولكن الثورة جاءت وانتصرت‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬الرعب‮ ‬والخوف‮.‬

وقال‮ ‬حزام‮: ‬إن‮ ‬الوطن‮ ‬في‮ ‬يومنا‮ ‬هذا‮ ‬يعيش‮ ‬في‮ ‬عهد‮ ‬الدستور‮ ‬والقانون‮ ‬والمؤسسات‮ ‬الشرعية‮ ‬وتحت‮ ‬سقف‮ ‬الحرية‮ ‬والديمقراطية‮ ‬والوحدة،‮ ‬فالدستور‮ ‬والقانون‮ ‬ومصلحة‮ ‬الوطن‮ ‬هي‮ ‬فوق‮ ‬كل‮ ‬شيء‮.‬

وأكد: نحن نحمد الله على الثورة والأمن والاستقرار والتنمية، نحن نعيش بنعمة وحرية بعد أن كنا منسيين ولهذا سنظل نحافظ على الثورة في حدقات أعيننا، وسنحرص على أن نحمل مسؤولية الحفاظ عليها لأولادنا وأحفادنا فخيارنا منذ الثورة هي الحرية والديمقراطية والوحدة ولا نرضى‮ ‬بغير‮ ‬ذلك‮ ‬بديلاً‮.‬

من جانبه الشيخ عبدالله بن عبدالله مبخوت تحدث قائلاً: عندما سمعنا بقيام ثورة 26 سبتمبر لم نتردد عن الالتحاق للدفاع عنها لأننا كنا نعاني من الفقر والمرض والجهل والجوع فكهنوت الإمامة والطغيان الذي كان مسلطاً فوق رؤوسنا كان قد بلغ حداً لا يطاق..

ويضيف‮: ‬كان‮ ‬العامل‮ ‬في‮ ‬منطقتنا‮ ‬لا‮ ‬يعرف‮ ‬سوى‮ ‬حق‮ ‬بيت‮ ‬المال‮ ‬إذا‮ ‬لم‮ ‬نسلمه‮ ‬فإننا‮ ‬نسلم‮ ‬قوتنا‮ ‬وقوت‮ ‬أولادنا،‮ ‬وإذا‮ ‬لم‮ ‬يوجد‮ ‬فنضطر‮ ‬نبيع‮ ‬أموالاً‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬أن‮ ‬يتغاضى‮ ‬عنا‮ ‬ونصبح‮ ‬عمالاً‮ ‬في‮ ‬أملاكنا‮..‬

ويضيف: ما كنا نعرف العلم ولا الطريق ولا العلاج ولا كهرباء ولا تنمية من التي عرفناها في عهد الثورة لأن الإمام لم يكن يسمح بأي شيء يسعد الناس ويخدمهم، فكم طفل مات من المرض البسيط كالسعال والاسهال ولم نجد له علاجاً وكم من امرأة ماتت وهي تضع حملها.

لقد انضممنا إلى صفوف الثوار وضحينا ومازلنا مستعدين للتضحية والفداء من أجل الثورة والجمهورية والوحدة، فالخير والرخاء والحرية التي نعيشها هي أغلى ما نملك ولن يعود شعبنا الى القمقم ثانية لا يمكن أن يبدل بأي ثمن من الأثمان.

ومن خلال الأحداث التي عشناها في تلك الفترة كانت إرادة الملكيين وعزيمتهم تنهار أمام إرادة وصلابة وصمود الثوار الأبطال وكان المواطنون يقاتلون جنباً إلى جنب مع الثوار في القرى والمناطق التي شهدت معارك آنذاك إلى درجة أن الضعيف في القرية عندما كان يقبض عليه الملكيون يفضل الموت والتضحية بكل ما يملك على أن ينقلب على الثورة، لذلك كان الملكيون يعتدون على الأبرياء وينهبون ممتلكاتهم وأموالهم وهذا يذكرنا بما ترتكبه تلك العناصر الباغية في محافظة صعدة من جرائم والذين تطبعوا على تلك الجرائم المنكرة التي قام بها الملكيون.

ولذلك‮ ‬لن‮ ‬نقبل‮ ‬يوماً‮ ‬أن‮ ‬يأتي‮ ‬أي‮ ‬شخص‮ ‬أو‮ ‬جماعة‮ ‬يريد‮ ‬أن‮ ‬ينقلب‮ ‬على‮ ‬الثورة‮ ‬والجمهورية‮ ‬وسنضحي‮ ‬بأرواحنا‮ ‬وأولادنا‮ ‬وأموالنا‮ ‬فداءً‮ ‬للوطن‮.‬

متسائلاً: لو كان الملكيون يحكموننا إلى اليوم.. هل سنرى العلم والتعليم والمستشفيات والنفط والجامعات والطرق والمدارس والاتصالات والكهرباء وكل ما نتمتع به اليوم من خير؟! لا.. بل سنزداد جوعاً وفقراً ومرضاً وسنعيش تحت رحمة سيف الإمام وتقبيل ركبته وتحت رحمة المشعوذين‮ ‬والدجالين‮.‬

ولذلك يجب على كل أبناء الوطن أن يحافظوا على الثورة والجمهورية وأن يصطفوا جميعاً خلف قيادته السياسية فلا يوجد شيء أغلى من الحرية والديمقراطية، وكل من لديه حقد أو مرض على الثورة ومكتسباتها أن يعيد حساباته ويؤمن أن الثورة قدر الأجيال لن يستطيع أحد أن ينال منها‮.‬

أما الحاج أمين أحمد البخاري- من مناضلي محافظة إب التحق بدرب النضال الثوري في صفوف الجمهوريين منذ الوهلة الأولى- تحدث قائلاً: لا يمكن أن يتصور أحد حجم المأساة والمعاناة التي كنا نعيشها أيام الإمام، فالفقر كان يأكل البلاد بينما كل الأموال والثراء كان مقتصراً على أسرة حميد الدين وأعوانهم الذين كانوا ينهبون أموال الناس وممتلكاتهم عن طريق الجباية وغيرها، أما الزكاة فكانت تذهب إلى يد الإمام ليتصرف بها كما يشاء وطيلة حكمهم لم نسمع أو نعرف أن الإمام اخرج الزكاة لمصارفها أو سخروها لبناء مشاريع تنموية وخدمية أو ضمان‮ ‬اجتماعي‮.‬

ويضيف : أكثر ما كان الناس آنذاك يفتقرون له هي الحرية التي من أجلها قامت الثورة وأي شخص كان يتكلم عن الحرية كان الإمام يدق عنقه بالسيق أمام الناس من أجل يرهب البقية بأن مصير كل من يتحدث عن الحرية والديمقراطية هو القتل والتعزير.. فضاق الناس ولذلك قام الثوار رحمهم الله بالثورة واستجابت جماهير الشعب لهم واصطفت إلى جانبهم لم يكن أمامهم خيار سوى الثورة أو الموت كون الإمام لن يرأف بأحد إذا فشلت الثورة ولكن إرادة الله والشعب كانت هي الغالبة والأقوى وحققت المراد الذي كنا نحلم به.

ويشير الحاج أمين إلى أن التحاقه بدرب النضال عن قناعة ورغبة لم تهتز يوماً قائلاً: كانت رغبتنا وارادتنا قوية لم تهتز مطلقاً رغم المنايا والخطوب الصعبة التي واجهناها، فالملكيون وأذنابهم كانت لديهم العدة والعتاد والقوة ولكنهم كانوا يفتقدون للإرادة والعزيمة والهدف السامي فكانوا يقاتلون من أجل النهب والسلب والبطش والتعزير بالأبرياء بينما نحن رغم أننا كنا نفتقر إلى السلاح والعتاد وأبسط الإمكانات وحتى الأكل والشرب ولم نتسلم رواتبنا لأكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر ولكننا كنا نملك الإرادة والعزيمة لحماية الثورة والجمهورية‮ ‬وخلال‮ ‬معارك‮ ‬الدفاع‮ ‬عن‮ ‬الثورة‮ ‬فقدنا‮ ‬أغلى‮ ‬الرجال‮ ‬واشجعهم‮ ‬والذين‮ ‬قدموا‮ ‬أرواحهم‮ ‬الزكية‮ ‬والطاهرة‮ ‬رخيصة‮ ‬فداءً‮ ‬للثورة‮ ‬وتحقيق‮ ‬غايات‮ ‬شعبنا‮.‬

مؤكداً أنه لا يمكن على الاطلاق المقارنة بين الأمس واليوم بين تلك الفترة المظلمة التي عانى فيها أبناء الشعب اليمني شتى أنواع الظلم والقهر والجهل وبين ما تحقق للوطن بعد الثورة من حرية وديمقراطية ووحدة وتنمية.

وقال‮: ‬لقد‮ ‬انتصر‮ ‬شعبنا‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬المؤامرات‮ ‬وفي‮ ‬أصعب‮ ‬الظروف،‮ ‬وأما‮ ‬اليوم‮ ‬فلا‮ ‬خوف‮ ‬ولا‮ ‬قلق‮ ‬على‮ ‬الثورة‮ ‬لأنها‮ ‬اصبحت‮ ‬جزءاً‮ ‬لا‮ ‬يتجزأ‮ ‬من‮ ‬الهوية‮ ‬والشخصية‮ ‬اليمنية‮.‬

أما العميد محمد عبدالله الجدري فيقول: لقد كانت ثورة 26 سبتمبر هي المنقذ والمخلص الوحيد للشعب من ظلم وجبروت وكهنوت واستعباد ورجعية بيت حميد الدين الذين ضيقوا الخناق على الشعب وحرموه من أبسط الخدمات الصحية والتعليمية والتنموية، فعقلية الكراهية والحقد على الشعب كانت تسيطر على سياسة الأئمة رغم أن الشعوب من حولنا كانت تسير نحو التقدم والرقي ونحن نرجع إلى العهد الحجري يوماً بعد يوم، ولذلك عندما قام الضباط الأحرار بالثورة انطلقنا دون تردد الى صفوف الثوار لأننا كنا مجموعة من المجندين الجدد نؤمن أنه لا يوجد أي حل لإخراج‮ ‬الشعب‮ ‬من‮ ‬ظلم‮ ‬وكهنوت‮ ‬الأئمة‮ ‬سوى‮ ‬الثورة‮ ‬التي‮ ‬نجحت‮ ‬في‮ ‬القضاء‮ ‬على‮ ‬ذلك‮ ‬النظام‮ ‬الاستبدادي‮ ‬رغم‮ ‬الصعوبات‮ ‬والمعوقات‮ ‬التي‮ ‬واجهتها‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮.‬

وأضاف‮: ‬الذين‮ ‬عاصروا‮ ‬تلك‮ ‬الفترة‮ ‬المظلمة‮ ‬ومازالوا‮ ‬على‮ ‬قيد‮ ‬الحياة‮ ‬يعرفون‮ ‬ماهي‮ ‬المكاسب‮ ‬التي‮ ‬تحققت‮ ‬للوطن‮ ‬في‮ ‬عهد‮ ‬الثورة‮.‬

ولقد عانينا الأمرين فمن لم يكن مريضاً كان جائعاً ومن لم يكن جائعاً كان جاهلاً ولم يكن هناك أي ملامح لوجود دولة، فاليمن كانت في قبضة الإمام وكانت تُدار بعقليته المنغلقة والمتسلطة حتى في أبسط الأمور.

ويؤكد العميد الجدري بقوله: نحن اليوم في نعمة وأمن واستقرار وحرية لا ينكرها إلاّ جاحد، وهذا كله بفضل الثورة المباركة والدماء الطاهرة والزكية التي دافعت عن الثورة وبفضل حنكة وحكمة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي استطاع أن يحافظ على الثورة ويقود مسيرتها نحو‮ ‬الأمام‮ ‬رغم‮ ‬كل‮ ‬التحديات‮ ‬والصعوبات‮ ‬والمؤامرات‮ ‬التي‮ ‬تحاك‮ ‬ضد‮ ‬الوطن‮.‬

داعياً‮ ‬الشباب‮ ‬وجيل‮ ‬الوحدة‮ ‬أن‮ ‬يقرأوا‮ ‬تاريخ‮ ‬وبطولات‮ ‬ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬والأوضاع‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬الوطن‮ ‬يعيشها‮ ‬ويحافظوا‮ ‬عليها‮ ‬ويصونوها‮ ‬في‮ ‬حدقات‮ ‬أعينهم‮ ‬ويتصدون‮ ‬للدجالين‮ ‬من‮ ‬الأئمة‮ ‬الجدد‮.{

 ‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-17594.htm