الميثاق نت -
أعرب المستشار الثقافي المصري ومدير المركز الثقافي المصري في اليمن الدكتور منصور النوبي منصور عن خالص التهاني والتبريكات لليمن قيادةً وحكومةً وشعباً بمناسبة أعياد الثورة اليمنية الخالدة "العيد الـ 48 لثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة والعيد الـ 47 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة والعيد الـ 43 للاستقلال الوطني 30 نوفمبر".
وتمنّى الدكتور النوبي أن تتواصل الفرحة والاحتفالات في ظل الإنجازات والتحوّلات التي أحدثتها الثورة التي جاءت في موعدها والتي قضت على نظام الإمامة البائد والمتخلّف وأنهت العزلة والفرقة وخلّصت الشعب اليمني من الظلم والطغيان، وفتحت أبواب الحرية والنهوض وأصبح الشعب اليمني يتمتّع بثرواته وإمكانياته بعد أن تخلّص من موروثات الجهل والأمية والتخلّف.
وأكّد الدكتور النوبي أن فرحة الشعب المصري بالاحتفال بثورة 26 سبتمبر عام 1962 لا تقل أبداً عن فرحة الشعب اليمني، كما أن أهمية وقيمة الثورة اليمنية بالنسبة للشعب اليمني هي نفسها بالنسبة للشعب المصري، نظراً لامتزاج الدم المصري مع الدم اليمني الذي روى أرض هذا البلد الطيّب والمعطاء ووقوف الجيش المصري في خندق واحد مع الجيش اليمني في الدفاع عن الثورة ضد القوى المناوئة لها والمتمثّلة في أنصار حكم الإمامة البائد، حيث انطلق الدور المصري من الواجب القومي الذي حتّم على مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن تهبّ وتبادر لنصرة الثورة اليمنية الوليدة وتقديم الدعم العسكري والسياسي لها حتى يتحرّر الشعب اليمني من الاستبداد والظلم وينال حريته ويبدأ في بناء بلده والنهوض الحضاري به لكي يأخذ مكانه ودوره الطبيعي في محيطه العربي والإقليمي والدولي. كما أن ثورة 23 يوليو المجيدة كانت مصدر إلهام للثورة اليمنية، وكلا الثورتين تعتبران من أهم الثورات التي حدثت في القرن الماضي، وتشتركان في الكثير من الأفكار والمبادئ والأهداف، ولذا فالارتباط بينهما كبير.
وأكّد أنه من الخطأ الربط بين مشاركة الجيش المصري في دعم الثورة اليمنية والأسباب التي أدّت إلى هزيمة عام 1967، كما يتصوّر البعض ومنهم مثقّفين مصريين، وبالتالي فهذا الكلام مردود عليه، لأن وجود الجيش المصري في اليمن لم يؤثّر مطلقاً في قدراته وإمكانياته في حرب عام 1967، كما أن هناك أسباب أخرى للهزيمة مرتبطة بظروف داخلية ودولية، والتي تم تعويضها وإعادة الاعتبار لمصر والأمة العربية في حرب أكتوبر عام 1973 التي استفدنا فيها من أخطائنا السابقة وتمكّنا من تحقيق نصر تاريخي كان لليمن دور فيه حيث أغلقت باب المندب في وجه أي مساعدة يمكن أن تقدّم لإسرائيل، كما لم تتوانى عن تقديم أي دعم لمصر في حربها ضد إسرائيل.
ونقلت اسبوعية (الميثاق ) في عددها الصادر اليوم عن النوبي قوله : إن تأثير ثورة 26 سبتمبر ما زال قائماً ونتائجها ما زالت مستمرة، فالإنجازات تتواصل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فاليمن في ظل قيادتها السياسية التاريخية ممثّلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح تتمتّع بتجربة ديمقراطية فريدة ومميّزة عربياً وإقليمياً ولديها نظام سياسي قائم على التعددية السياسية التي تفرزها انتخابات حرّة ونزيهة سواءً الرئاسية أو النيابية أو المحلية، وهذه الانتخابات دائماً ما تحظى بالإشادة والتقدير الدوليين، كما أن الحكومات اليمنية المتعاقبة نجحت في تحقيق التنمية وتوفير مشاريع البنية التحتية وتقديم الخدمات الأساسية ووضع الحلول للتغلّب على التحديات الاقتصادية الرئيسية وأهمها مشكلتي الفقر والبطالة.
وأوضح أن تأثير الثورة اليمنية لم ينحصر على اليمن فقط بل امتدّ إلى المنطقة العربية وقارتي أفريقيا وآسيا، كما أنها تعتبر ثورة بيضاء على الرغم من المعارك والأحداث التي أعقبتها خلال محاولة القوى الرجعية استهداف الثورة والوقوف ضد حرية الشعب ورغبته في التخلّص من الظلم والاستعباد. ووصف النوبي العلاقات المصرية اليمنية بأنها علاقات تاريخية وعريقة وضاربة بجذورها في عمق التاريخ، حيث ترتبط مصر واليمن بعلاقات الأخوّة والتاريخ والحضارة والمصالح المشتركة، في ظل اهتمام ورعاية فخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك وأخيه فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اللذان أرسيا دعائمها وحرصا على تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات وبما يحقّق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وشدّد المستشار الثقافي المصري على أن مصر لن تتردّد أبداً في تقديم أي دعم مهما كان للحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن، لأن أمن اليمن جزء لا يتجزّأ من أمن مصر والعكس صحيح، كما أن الوحدة اليمنية المباركة التي تم تحقيقها في 22 مايو عام 1990 كانت أهم ثمار الثورة اليمنية، فالوحدة أعادت الاعتبار للإنسان اليمني وأعادت توحيد إمكانياته وطاقاته الخلاّقة، ووضعت اليمن على خارطة الفعل المؤثّر عربياً وإقليمياً ودولياً وأعطتها مكانتها اللائقة بعراقة وحكمة شعبها الغني بثقافته وعاداته وتقاليده، وموقعها الإستراتيجي وحضارتها العريقة.
وأشار النوبي إلى التنسيق والتشاور المستمر على كافة المستويات بين اليمن ومصر في كافة القضايا التي تهم البلدين مثل مكافحة الإرهاب والتطرّف والقرصنة في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين، فضلاً عن التشاور في مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية وخاصةً القضية الفلسطينية.