عبد الجبار سعد -
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أصدقاء اليمن واجتماعهم بين الحين والحين في إحدى عواصم العالم يتدارسون أمر اليمن وكيف يعينونه على مواجهة المصاعب المحدقة به وحل مشاكله المختلفة.. هذه الأحاديث أثارت استغراب أخينا سهيل اليماني فقال وددت لوأن هناك يمن الأصدقاء فوق أصدقاء اليمن هؤلاء.. قلت له وكيف يكون يمن الأصدقاء هذا الذي توده يا سهيل؟ قال يكون له من أبنائه أهل فيكونون له أحبة وأصدقاء يمنيون. فضحكت وقلت له وهل يكون الأبناء إلا أهلا وهل يكون الأهل إلا أصدقاء وأحبة؟ **** قال ثكلتك أمك يا ابن أبي.. ألم تسمع قول الحق جل وعلا لنوح عليه السلام وهو يناشده في ابنه حين قال نوح لربه "إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين" فأجابه الحق جل وعلا.. "يانوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح" فهو أثبت له البنوة ولم يثبت له الإتباع.. وقال له إنه ليس من أهلك ولم يقل له إنه ليس ابنك هل فهمت؟ قلت فما تريد إذن من الأبناء حين يكونوا أهلا أو أصدقاء؟ قال كما قال العرب.. إن الصديق الحق من كان معك ** ومن يضر نفسك لينفعك ومن إذا ريب الزمان صدعك ** مزق فيك روحه ليجمعك.. نريد من أبناء اليمن أن يكونوا له أهلا وأصدقاء فربما بعدها ستقل حاجتنا لأصدقاء من خارجه أو ربما تنعدم.. أريد أن يكون لليمن أصدقاء من السلطة التي تحكمه ومن المعارضة التي تقف في الصف المواجه لهذه السلطة أهل وأصدقاء.. **** قلت له فهم أصدقاء وقد التقوا في لجنة حوار لتدارس مشاكله وحلها وهي تمثل الجانبين بالتساوي. قال وهذا هو بيت القصيد ربما كانوا أصدقاء لبعضهم ولكن قليلا منهم من هم أصدقاء اليمن وددت لو كان هؤلاء هم أصدقاء اليمن من كل أبنائه وكفانا أصدقاء من داخله وخارجه أما بقية الناس فهم مغلوبون على أمرهم.. **** قلت أوليس هؤلاء المتحاورون كذلك؟ قال لو كانوا كذلك لقضي الأمر ولكنهم ليسوا كذلك.. على الأقل حتى هذه الساعة التي أحدثك فيها, لو كان كل من في السلطة أصدقاء لليمن لما تركوا تباطؤا في توظيف المساعدات المقدمة من المانحين خاصة وهم يعلمون أن هناك حاجة لمشاريع كهرباء ومياه وطرق وصحة وتعليم ومطارات وموانئ ألم تسمع رئيس البلاد يخاطبهم في ذلك غير مرة فماذا فعلوا؟ ثم نشكو للناس ونطلب الأصدقاء أن يعينونا على تجاوز صعوباتنا ومشاكلنا.. ولو كان كل من في المعارضة أصدقاء لليمن لما سمعت الحديث من جانب قادتهم عن رغبات الغرب في تمزيق البلاد و عزمهم تأجيل الانتخابات بما يشبه الدعوة لهم لفعل ذلك.. والتأثير على مسار الأحداث بغير نكير إلى درجة الكذب الصريح على ألسنتهم. **** باختصار يا ابن أبي نحن بحاجة ليمن الأصدقاء الذي تتضافر جهودهم فيه لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية وحتى الأخلاقية.. فلا نسمع هذه الأصوات النكراء ولا نرى هذه التصرفات غير المسئولة. لأن أوطان الله كثيرة وليس هناك من وطن يستوعب اليمنيين إلا اليمن.. ولأن الوطن عزيز وغال.. فيجب أن نكون أصدقاء هذا الوطن.. أما الذين يفجرون المواقف والتحديات في وجه اليمن وأبنائه فهم إما أزنام أو قاطعو رحم وكلا الصنفين ولاؤهم لغير الله ولغير رسوله والمؤمنين.. فهل سنفلح في جعل المتحاورين أصدقاء للوطن كما جعلنا للوطن أصدقاء من خارجه..